القصة القصيرة
القصة القصيرة هي شكل أدبي متنوع وممتع يمكن أن يوفر للقراء تجربة غنية وملهمة. يمكن أن تكون القصص القصيرة واقعية أو خيالية، ويمكن أن تتناول مجموعة متنوعة من الموضوعات والقضايا. وفي هذه المقالة مجموعةً من القصص القصيرة، والتي تُثري القارئ بالكثير من الدروس والعبر.
اقرأ أيضًا: قصص أطفال قبل النوم.
قصة درهم في الصحراء
مر رجل بآخر يحفر في الصحراء، فقال له: ما بك أيها الرجل، ولماذا تحفر في الصحراء؟ قال: إني دفنت في هذه الصحراء بعضاً من المال، ولست أهتدي إلى مكانه، فقال له: كان يجب أن تجعل عليه علامة. قال: قد فعلت. قال: وما هي العلامة؟ قال: غيمة في السماء كانت تظلها، ولست أرى العلامة الآن.
قصة كما تدين تدان
قرر رجل التخلص من أبيه العجوز المسن بوضعه في بيت لرعاية المسنين، بعد أن ضاق ذرعاً من كثرة استياء زوجته منه، وتذمرها من تلبية حاجاته، وحرجها من المواقف التي يسببها لها أمام صديقاتها بسبب ما يعانيه من نسيان.
فأخذ الرجل يُلملم حاجيات أبيه باكياً لما سيؤول إليه حاله، ناسياً ما قدمه هذا الأب له من حب وتضحية عندما كان في صحته وقوته، لكن إلحاح الزوجة في كل حين أجبره على ما سيقوم عليه.
تناول الرجل بعض الطعام والملابس ودسها في حقيبة، وحمل معه قطعة كبيرة من الإسفنج لينام عليها والده هناك، وأخذ بيد أبيه متوجهًا إلى بيت الرعاية، إلا أن إصرار ابنه الصغير عليه ليترك جزءاً من قطعة الفراش التي يحملها معه أثار عجبه، ودفعه للتوقف وسؤاله متذمراً: وماذا تريد بهذا الجزء من الفراش أنت؟!
فقال له الطفل ببراءة: أريد أن أبقيه لك حتى تجد ما تنام عليه عندما أصطحبك إلى دار الرعاية في كبرك يا أبي! وقف الرجل صعقًا لما سمعه من طفله الصغير، وبكى بكاء ابتلت منه لحيته، واستذكر ما قام به أبوه لأجله في طفولته وما قدمه له، فرمى الحاجيات أرضًا وعانق أباه عناقًا طويلاً وتعهد أمام الله ثم أمام ابنه برعايته بنفسه ما دام على قيد الحياة.
اقرأ أيضًا: قصص من نوادر وطرائف أشعب.
قصة المريض والطبيب
شكا رجل إلى طبيب وجعاً في بطنه، فسأله الطبيب: ماذا أكلت؟ أجاب المريض: أكلت طعاماً فاسداً، فدعا الطبيب بكحل كي يُكحل عيني المريض، استغرب المريض وقال: إنني أشكو ألماً في بطني وليس في عيني!، أجاب الطبيب: أعلم ذلك، ولكنني أكحلك لترى الطعام الفاسد جيداً، فلا تأكله!
قصة الفيل والأصدقاء
سار فيل وحيد عبر الغابة يبحث عن أصدقاء، رأى قردًا فطلب منه أن يصبحوا أصدقاء، فأجابه القرد: أنت كبير ولا يمكنك التأرجح على الأشجار مثلي، لذا لا يمكنني أن أكون صديقك.
أكمل الفيل جزينًا طريقه في الغابة، حتى رأى أرنبًا، فطلب منه أن يصبحوا أصدقاء، فأجابه الأرنب: أنت أكبر من أن تدخل جحري، ولا يمكنك أن تكون صديقي.
فحزن الفيل أكثر وأكثر إلى أن وجد ضفدعًا، ففرح وطلب منه أن يصير صديقه، وكان جواب الضفدع: أنت كبير جدًا وثقيل الوزن؛ لا يمكنك القفز مثلي، لذا أنا آسف، لكن لا يمكنك أن تكون صديقي، وكذلك شعر الفيل بحزن شديد.
في اليوم التالي، رأى الفيل كل حيوانات الغابة تركض في خوف، فسأل عن السبب، وقيل له إن نمرًا يطارد حيوانات الغابة الصغيرة ليأكلها، فذهب الفيل إلى النمر، وركله ركلة كبيرة حتى صار بعيدًا جدًا عن الغابة، ففرحت الحيوانات الصغيرة وقالت للفيل: أنت في الحجم المناسب تمامًا لتكون صديقًا لنا.
قصة السلحفاة والحمامتان
يُحكى أن حمامتان جميلتان قررتا السفر والابتعاد عن الغدير الذي عاشتا إلى جانبه طويلاً بسبب شح الماء فيه، فحزنت صديقتهما السلحفاة وطلبت منهما أن تأخذاها معهما، فأجابتها الحمامتان بأنها لا تستطيع الطيران، بكت السلحفاة كثيراً وتوسلتهما بأن تجدا طريقة لنقلها معهما.
فكرت الحمامتان كثيراً وقررتا حملها معهما، فأحضرتا عوداً قوياً أمسكت كل واحدة منهما به من طرف وطلبتا من السلحفاة أن تعض على هذا العود حتى تطيرا بها، وحذرتاها من أن تفتح فمها مهما كلف الأمر لأن ذلك سيؤدي إلى سقوطها.
وافقت السلحفاة على ذلك ووعدتهما بأن تنفذ ما طلبتاه منها، وطارت الحمامتان فوق الغابة، إلى أن رأى بعض الناس الحمامتين والسلحفاة فقالوا: يا للعجب حمامتان تحملان سلحفاة وتطيران بها!
لم تستطع السلحفاة تمالك نفسها فقالت: فقأ الله أعينكم ما دخلكم أنتم! فسقطت بعد أن أفلتت العود من فمها وتكسرت أضلعها وقالت باكية: هذه هي نتيجة كثرة الكلام وعدم الوفاء بالوعد.
قصة المزارع والبيضة الذهبية
ذات مرة، كان لدى مزارع دجاجة تضع بيضة ذهبية واحدة كل يوم، وقد وفرت البيضة ما يكفي من المال للمزارع وزوجته لدعم احتياجاتهما اليومية، فاستمر المزارع وزوجته في السعادة لفترة طويلة.
ذات يوم، فكر المزارع في نفسه: لماذا نأخذ بيضة واحدة فقط في اليوم؟ لماذا لا يمكننا أخذ البيض كله مرة واحدة وكسب الكثير من المال؟ أخبر المزارع زوجته بفكرته، ووافقت بحماقة.
في اليوم التالي، عندما وضعت الدجاجة بيضتها الذهبية، قام المزارع وذبح الدجااجة، وفتح بطنها على أمل العثور على كل بيضها الذهبي، ولكن، عندما فتح بطنها، كان الشيء الوحيد الذي وجده هو الدم.
سرعان ما أدرك المزارع خطأه الأحمق، وبداء في البكاء على دجاجته الضائعة، ومع مرور الأيام، أصبح المزارع وزوجته أكثر فقرًا وفقرًا، وتعلموا درسًا مفاده أن الطمع يؤدي إلى الخسارة.
قصة غاندي وفردة الحذاء
في يوم من الأيام، كان غاندي يسافر بالقطار عندما سقطت إحدى فردتي حذائه. كان القطار يتحرك بسرعة، ولم يكن هناك وقت لأخذها.
فما كان من غاندي إلا أن خلع فردة حذائه الأخرى، وألقاها بجانب الفردة الأولى التي سقطت. اندهش أصدقاؤه من تصرفه، وسألوه: "لماذا رميت فردة حذائك الأخرى؟"
فأجاب غاندي: "أردت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد الفردتين كي يكون قادراً على استخدامهما، فهو لن يستفيد إن وجد فردة واحدة، كما أنني لن أستفيد منها أيضًا، لهذا رميتها حتى ينتفع من يجدها بكلا الفردتين".
قصة النسر
كان هناك أنثى نسر تعيش على قمم إحدى الجبال، وتضع عشها على واحدة من الأشجار المنتشرة على ذاك الجبل، وفي يوم من الأيام باضت أنثى النسر أربع بيضات، إلا أن زلزالاً عنيفاً هز الجبل، فسقطت إحدى البيضات من العش، ثم تدحرجت إلى الأسفل حتى استقرت في قن للدجاج، فأخذتها إحدى الدجاجات واحتضنتها حتى فقست، وخرج منها نسر صغير.
ربت الدجاجات فرخ النسر مع فراخهن، فبدأ يكبر مع أفراخ الدجاج ويتعلم معها، وطوال هذا الوقت ظل يظن أنه دجاجة، وفي أحد الأيام كان النسر الصغير يلعب مع أفراخ الدجاج في الساحة، فرأى مجموعة من النسور تحلق عالياً، فتمنى لو أنه يستطيع الطيران مثلها.
لكن الدجاجات بدأن بالسخرية والاستهزاء منه، وقالت له إحدى الدجاجات: "أنت دجاجة، ولن تستطيع التحليق كالنسور"، حزن النسر الصغير كثيراً، ولكنه استسلم ونسي حلمه بالتحليق في السماء، ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة كحياة الدجاج.
قصة النملة والجندب
في الصيف، كانت النملة تعمل بجد لملء مخزونها بالطعام، بينما كان الجندب يستمتع بالطقس الجيد، ويلعب طوال اليوم، وعندما حل الشتاء، كانت النملة مستلقية بهدوء في منزلها محاطة بالطعام الذي يخزنه خلال الصيف، بينما كان الجندب في منزله جائعًا ومتجمدًا.
طلب الجندب الطعام من النملة، وأعطته النملة بعضًا منه، لكنه لم يكن كافية لسد جوع الجندب طول الشتاء، وعندما حاول أن يطلب من النملة مجددًا، أجابته النملة: "أنا آسف يا صديقي، لكن طعامي يكفي لعائلتي حتى نهاية الشتاء، وإذا أعطيتك المزيد، فسوف نتضور جوعًا أيضًا، كان لدينا الصيف بأكمله للاستعداد لفصل الشتاء، لكنك اخترت اللعب بدلًا من ذلك".
قصة مصيدة الطموح
في يوم من الأيام ذهب صيادان لاصطياد الأسماك، اصطاد أحدهما سمكة كبيرة الحجم، فوضعها في سلته وقرر العودة إلى بيته، فسأله الصياد الآخر: إلى أين تذهب؟ فأجاب: سأذهب للبيت، فقد اصطدت سمكة كبيرة جداً، فرد الرجل: إن من الأفضل اصطياد سمك أكثر، فسأله صديقه: ولم علي فعل ذلك؟
فرد الرجل: لأنك عندئذ تستطيع بيع الأسماك في السوق، فسأله صديقه: ولماذا أبيع الأسماك؟ قال: لكي تحصل على نقود أكثر، فسأله صديقه: ولماذا أفعل ذلك؟ فرد الرجل: لأنك عندها تستطيع ادخاره وزيادة رصيدك في البنك، فسأله: ولم أفعل ذلك؟ فرد الرجل: كي تصير غنياً.
فسأله الصديق: وماذا أفعل عندما أصبح غنياً؟ فرد الرجل: تستطيع عندها في أحد الأيام أن تستمتع بوقتك مع زوجتك وأبنائك، فقال له الصديق العاقل: وهذا ما أفعله الآن بالضبط، ولا أريد تأجيله حتى يضيع مني عمري!
قصة البخيل والحسود
وقف حسود وبخيل أمام ملك، فقال لهما: اطلبا أي شيء تريدانه، وسأعطي الثاني ضعف طلب الأول. لم يكن أي منهما يريد للآخر أن يأخذ أكثر منه، فأخذا يتشاجران طويلاً، ويطلب كل منهما من الآخر أن يطلب أولاً، فقال الملك: إن لم تفعلا ما آمركما به قطعت رأسيكما. فقال الحسود للملك: يا مولاي اقلع إحدى عيني!
قصة ثمار الأمانة
يُحكى أن أميراً شاباً كان يريد الزواج من فتاة على قدر من الأخلاق، فأمر بإصدار مرسوم ملكي يطلب فيه من كل شابة ترغب في أن تكون عروساً له الحضور إلى القصر الملكي البديع يوم غد في تمام الساعة الثامنة صباحاً، جاء اليوم الموعود واحتشدت الفتيات في ساحة القصر كل في أبهى طلة لها.
ووقف الأمير وحياهن ونادى بهن، وأخبرهن بأنه سيعقد مسابقة ستتوج من تفوز فيها ملكة على عرش قلبه، وبأنه سيعطي كل فتاة منهن حوض زراعة فيه بذرة، وطلب من كل واحدة منهن أن تعتني بهذه البذرة بطريقتها على أن تعود إلى هنا بعد شهر من اليوم.
أخذت الفتيات أصص الزرع وغادرن متفاجآت بهذه المسابقة الغريبة، وكانت من هذه الفتيات فتاة جميلة تُدعى ماريا، واظبت ماريا على سقاية بذرتها وعنايتها بجد لكنها لم تلاحظ نموها طوال الشهر أبداً، فقررت أنها لن تذهب إلى القصر يوم غد لأن بذرتها لم تنمو، إلا أن العمة ديانا أقنعتها بضرورة الذهاب، خاصة وأنها بذلت كل ما يمكنها من مجهود للعناية بهذه البذرة.
ذهبت ماريا إلى القصر بحوضها الخالي من النبات، وكلها خجل وهي ترى ما تحمله الفتيات من نباتات مختلفة الأشكال والألوان بأيديهن، همت ماريا بالعودة إلى البيت والدموع تغالبها إلا أن الوزير الذي كان يتجول في الساحة طلب منها أن تصعد معه إلى المنصة لتقابل الأمير.
ذُهلت ماريا وصعدت معه مضطربة إلى المنصة، حياها الأمير وقال: لقد أمرت الوزير بإعطاء كل فتاة منكن حوض زراعة فيه بذرة فاسدة، لأرى ما ستفعلن بها، فاستبدلت الفتيات البذرة ببذرة أخرى للفوز بالمسابقة، إلا أن ماريا هي الوحيدة التي منعتها أمانتها من فعل ذلك فأبقت الحوض على ما هو عليه، وعليه أعلن الأمير فوز ماريا بالمسابقة وطلبها للزواج منه وسط ذهول الفتيات المخادعات جميعاً.
قصة الأعمى والإعلان
جلس رجل أعمى على رصيف في أحد الشوارع، ووضع قبعته أمامه، وبجانبه لوحة مكتوب عليها: "أنا رجل أعمى، أرجوكم ساعدوني"، فمر رجل إعلانات بالشارع الذي يجلس فيه الأعمى، فوجد أن قبعته لا تحتوي سوى على القليل من المال، فوضع بعض النقود في القبعة، ثم - ودون أن يستأذن الأعمى - أخذ اللوحة التي بجانبه وكتب عليها عبارة أخرى، ثم أعادها إلى مكانها وغادر.
بدأ الأعمى يلاحظ أن قبعته امتلأت بالنقود، فعرف أن السبب هو ما فعله ذلك الرجل بلوحته، فسأل أحد المارة عما كُتب على اللوحة، فكانت الآتي: "إننا في فصل الربيع، ولكنني لا أستطيع رؤية جماله!".