كثيراً ما نسمع أو نقول: الموضوع فيه إنّ - القصة فيها إنّ - الحكاية فيها إنّ! فما أصل هذه العبارة؟ ومن أين جاءت؟
تُعد مقولة "الموضوع فيه ان" من أشهر المقولات العربية، والتي تُستخدم للتعبير عن الشك أو الغموض أو وجود شيء ما وراء ما يُقال أو يُفعل. وتعود هذه المقولة إلى قصة طريفة حدثت في مدينة حلب في القرن السادس الهجري.
قصة مقولة الموضوع فيه إن
كان في مدينة حلب أميرٌ ذكيٌ فطنٌ شجاعٌ اسمه "علي بن منقذ"، وكان تابعًا للملك "محمود بن مرداس"، وقد حدث خلاف بين الملك والأمير، وفطن الأمير إلى أن الملك سيقتله، فهرب من حلب إلى دمشق.
حاول حاكم حلب أن يعيد الأمير بن منقذ بشتى الطرق حتى أنه طلب من كاتبه أن يبعث برسالة إلى الأمير علي بن منقذ يطمئنه فيها ويدعوه للعودة إلى مدينة حلب.
فشعر الكاتب بأن الملك ينوي الغدر بالأمير، وكان بينهما صداقة ومودة ومعروف، فكتب له رسالة عادية جدًا، ولكنه كتب في نهايتها "إنَّ شاء اللهُ تعالى" بتشديد النون!
فأدرك الأمير علي بن منقذ أن الكاتب يحذره حينما شدد حرف النون، ويذكره بقول الله تعالى: "إنَّ الملأ يأتمرون بك" فرد على رسالة الحاكم برسالة عادية يشكر فيها الحاكم ويطمئنه على ثقته الشديدة به، وختمها بعبارة "إنَّا الخادمُ المُقِرُّ بالإنعام".
ففطن الكاتب إلى أن ابن منقذ يطلب منه التنبيه إلى قوله تعالى: "إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا" وعلم أن ابن منقذ لن يعود إلى حلب في ظل وجود حاكمها محمود بن مرداس.
دلالة مقولة الموضوع فيه ان
ومن هنا صار استعمال (إنّ) دلالة على الشك وسوء النية، وأصبحت مقولة "الموضوع فيه إن" تُستخدم للتعبير عن الشك أو الغموض أو وجود شيء ما وراء ما يُقال أو يُفعل.
أهمية مقولة الموضوع فيه إن
وعلى أي حال، فإن مقولة "الموضوع فيه إن" هي مقولة ذكية ومفيدة، فهي تُساعدنا على الانتباه إلى ما وراء الأقوال والأفعال، وتُعِدُنا للتعامل مع أي مفاجآت قد تحدث.
ختامًا
مقولة "الموضوع فيه إنّ" هي مقولة شعبية عربية عريقة، لها أصل تاريخي يعود إلى مدينة حلب السورية في القرن الحادي عشر الميلادي. وتُستخدم هذه المقولة في مختلف السياقات للدلالة على وجود شيء ما وراء ظاهر الأمور، أو لتعبير عن الشك أو الترقب.