شعر الإمام الشافعي

قصائد الإمام الشافعي، أشعار الشافعي عن الأصدقاء، شعر الشافعي عن العلم، شعر الشافعي عن الحب، شعر الشافعي عن الصبر، شعر الشافعي عن السفيه، أبيات شعرية للشافعي عن الصمت، بيت شعر للشافعي عن القناعة

أشعار الإمام الشافعي عن الأصدقاء

صديق ليس ينفع يوم بؤس

صَدِيقٌ لَيْسَ يَنْفَعُ يَوْمَ بُؤْسٍ
قَرِيبٌ مِنْ عَدُوٍّ في الْقِيَاسِ

وَمَا يَبْقَى الصَّدِيقُ بِكُلِّ عَصْرٍ
ولا الإخوانُ إلا للتآسي

عمرتُ الدَّهرَ ملتمساً بجهدي
أخا ثقةٍ فألهاني التماسي

تنكرتِ البلادُ ومن بجهدي
كَأنَّ أُنَاسَهَا لَيْسُوا بِنَاس

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا

إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا

فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحةٌ
وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا

فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ
وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً
فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا

ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ
ويلقاهُ من بعدِ المودَّةِ بالجفا

وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا

سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا
صديق صدوق صادق الوعد منصفا

كن سائرا في ذا الزمان بسيره

كُنْ سَائراً في ذا الزَّمَانِ بِسَيْرِهِ
وَعَنِ الْوَرَى كُنْ رَاهِباً في ديْرِهِ

واغسل يديك من الزَّمانِ وأهلهِ
وَاحْذَرْ مَوَدَّتَهُمْ تَنَلْ مِنْ خَيْرِهِ

إني اطَّلعتُ فلم أجد لي صاحباً
أصحبهُ في الدهرِ ولا في غيرهِ

فتركتُ أسفلهم لكثرةِ شرهِ
وتركتُ أعلاهمُ لقلِّة خيره

صن النفس واحملها على ما يزينها

صنِ النفسَ واحملها على ما يزينها
تَعِشْ سَالِماً والقولُ فيكَ جَمِيلُ

ولا تُوِلينَّ النَّاسَ إلاَّ تَجمُّلاً
نبا بكَ دهرٌ أو جفاكَ خليلُ

وإن ضاقَ رزقُ اليوم فاصبر إلى غدٍ
عَسى نَكَبَاتُ الدَّهْرِ عَنْكَ تَزولُ

ولا خيرَ في ودِّ امرئٍ متلونٍ
إذَا الرِّيحُ مالَتْ مَالَ حيْثُ تَميلُ

ومَا أكثرَ الإِخْوانَ حِينَ تَعُدّهُمْ
وَلَكِنَّهُمْ في النَائِبَاتِ قلِيلُ

إني صحبت أناسا ما لهم عدد

إنِّي صَحِبْتُ أناساً مَا لَهُمْ عَدَدُ
وَكُنْت أَحْسبُ أنِّي قَدْ مَلأَتُ يدِي

لَمَّا بَلَوْتُ أخِلائي وَجَدْتُهُمُ
كالدَّهرِ في الغدرِ لم يبقوا على أحدِ

إن غبتُ فشرُّ الناس يشتمني
وَإنْ مَرضْتُ فَخَيْرُ النَّاسِ لَمْ يَعُدِ

وإن رأوني بخيرٍ ساءهم فرحي
وإن رأوني بشرَّ سرَّهم نكدي

إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي

إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي
ألذُ وأشهى من غويَّ أعاشرهُ

وأجلسَ وحدي للعبادة آمناً
أقرُّ لعيشي من جليسِ أحاذره

أحب من الإخوان كل مواتي

أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّ مُوَاتي
وَكلَّ غَضِيض الطَّرْفِ عَن عَثَرَاتي

يُوَافِقُنِي في كُلِّ أَمْرٍ أُرِيدُهُ
ويحفظني حياً وبعدَ مماتي

فَمِنْ لِي بِهذَا لَيْتَ أَنِّي أَصَبْتُهُ
لَقَاسَمْتُهُ مَالِي مِنَ الْحَسَنَاتِ

تَصَفَّحْتُ إخْوَاني فَكانَ أقلَّهُمْ
على كثرةِ الإخوان أهلُ ثقاتي

ولما أتيت الناس أطلب عندهم

وَلَمَّا أَتَيْتُ النَّاسَ أَطْلُبُ عِنْدَهُمْ
أخا ثقةٍ عند ابتلاء الشدائد

تقلبتُ في دهري رخاءً وشدَّةً
وناديتُ في الأحياء هل من مساعد؟

فلم أرَ فيما ساءني غير شامت
وَلَمْ أَرَ فِيما سَرَّنِي غَيْرَ حاسِدِ

اقرأ أيضًا: كلمات معبرة عن الصداقة.

شعر الإمام الشافعي عن العلم

أخي لن تنال العلم إلا بستة

أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ
سأنبيك عن تفصيلها ببيانِ

ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبُلغةٌ
وصحبةُ أستاذٍ وطولُ زمانِ

اصبر على مر الجفا من معلم

اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ
فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ

ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة
تجرَّعَ ذلَّ الجهل طولَ حياته

ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ
فكبِّر عليه أربعاً لوفاته

وَذَاتُ الْفَتَى واللَّهِ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى
إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتهِ

كل العلوم سوى القرآن مشغلة

كلُّ العُلُومِ سِوى القُرْآنِ مَشْغَلَةٌ
إلاَّ الحَديث وَعِلْمِ الفِقْهِ في الدِّينِ

العلمُ ما قد كانَ فيه حدثنا
وَمَا سِوى ذَاكَ وَسْوَاسُ الشَّيَاطِينِ

العلم مغرس كل فخر

العلمُ مغرسُ كلِّ فخرٍ
وَاحُذَرْ يَفُوتُك فَخْرُ ذَاكَ المغْرَسِ

واعلم بأنَّ العلم ليس ينالهُ
مَنْ هَمُّهُ في مَطْعَمٍ أَوْ مَلْبَسٍ

إلاَّ أَخُو العِلمِ الَّذِي يُعْنَى بِهِ
في حالتيه عاريا أو مُكتسي

فاجعل لنفسكَ منهُ حظاً وافراً
وَاهْجُرْ لَهُ طِيبَ الرُّقَادِ وَعَبسِ

فَلَعَلَّ يَوْماً إنْ حَضَرْتَ بِمَجْلِسٍ
كنتَ الرئيس وفخرّ ذاك المجلسِ

العلم من فضله لمن خدمه

العلمُ من فضلهِ لمن خدمهُ
أن يجعلَ النَّاسَ كلَّهم خدمهْ

فَوَاجِبٌ صَوْنُهُ عَلَيْهِ كَمَا
يَصُونُ فِي النَّاسِ عِرْضَهُ وَدَمَهُ

فَمَنْ حَوَى العِلْمَ ثُمَّ أَوْدَعَهُ
بجَهْلِهِ غيرَ أهلِهِ ظلَمه

تعلم فليس المرء يولد عالما

تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً
وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ

وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَ علْمَ عِنْدَهُ
صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِلُ

وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِماً
كَبيرٌ إذَا رُدَّتْ إليهِ المحَافِلُ

رأيت العلم صاحبه كريم

رَأَيْتَ العِلْمَ صَاحِبُهُ كَرِيم
ولو ولدتهُ آباءٌ لئامُ

وليسَ يزالُ يرفعهُ إلى أن
يُعَظِّمَ أمرَهُ القَومُ الكِرامُ

وَيَتَّبِعُونَهُ فِي كُلِّ حَالٍ
كراعي الضأنِ تتبعهُ السَّوامُ

فَلَولاَ العِلْمُ مَا سَعِدَتْ رِجَالٌ
ولا عرفُ الحلالُ ولا الحرامُ

سهري لتنقيح العلوم ألذ لي

سَهَرِي لِتَنْقِيحِ العُلُومِ أَلَذُّ لي
مِنْ وَصْلِ غَانِيةٍ وَطيبِ عِنَاقِ

وصريرُ أقلامي على صفحاتها
أحلى منَ الدَّوكاءِ والعشاقِ

وَأَلَذُّ مِنْ نَقْرِ الفتاة لِدُفِّهَا
نقري لألقي الرَّملَ عن أوراقي

وتمايلي طرباً لحلِّ عويصةٍ
في الدَّرْسِ أَشْهَى مِنْ مُدَامَةِ سَاقِ

أأبيتُ سهرانَ الـدُّجَـى وتبيتهُ
نَوْماً وَتَبْغي بَعْدَ ذَاكَ لِحَاقِي؟

لا يدرك الحكمة من عمره

لا يُدْرِكُ الحِكْمةَ مَنْ عُمْرُهُ
يكدحُ في مصلحةِ الأهلِ

وَلاَ يَنالُ العِلْمَ إلاَّ فَتًى
خالٍ من الأفكارِ والشغلِ

لَوْ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيم الذي
سارت به الرُّكبانُ بالفضلِ

بُلِي بِفقْرٍ وَعِيالٍ لمَا
فرَّقَ بَيْنَ التِّبنِ والبَقْلِ

اقرأ أيضًا: أبيات شعر قصيرة عن العلم والتعليم والمعلم.

شعر الشافعي عن العلا

بقدر الكد تكتسب المعالي

بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي

ومن رام العلا من غير كد
أضاع العمر في طلب المحال

تروم العز ثم تنام ليلاً
يغوص البحر من طلب اللآلي

تغرب عن الأوطان في طلب العلى

تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى
وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ

تَفَرُّجُ هَمٍّ وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ
وَعِلْمٌ وَآدَابٌ وَصُحْبَةُ مَاجِد

سأضرب في طول البلاد وعرضها

سَأَضْرِبُ في طُولِ الْبِلاَدِ وَعَرْضِهَا
أنالُ مرادي أو أموتُ غريبا

فإن تلفت نفسي فلله درُّها
وَإنْ سَلِمَتْ كانَ الرُّجوعُ قَرِيباً

شعر الإمام الشافعي عن الصمت

وجدت سكوتي متجرا فلزمته

وجدتُ سكوتي متجراً فلزمتهُ
إذَا لَمْ أجِدْ رِبحاً فَلَسْتُ بِخَاسِرِ

وَمَا الصَّمْتُ إلاَّ في الرِّجَالِ مَتَاجرٌ
وتاجرهُ يعلو على كل تاجرِ

قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم

قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم
إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ

والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ
وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ

أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتةٌ
والكلبُ يخشى لعمري وهو نباحُ

إذا رمت أن تحيا سليما من الردى

إذا رمتَ أن تحيا سليماً منَ الرَّدى
وَدِيُنكَ مَوفُورٌ وَعِرْضُكَ صَيِّنُ

فَلاَ يَنْطقنْ مِنْكَ اللسَانُ بِسوأةٍ
فَكلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلنَّاسِ ألسن

وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً
فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ

وَعَاشِرْ بمَعْرُوفٍ وَسَامِحْ مَنِ اعتَدَى
ودافعُ ولكن بالتي هي أحسنُ

أحفظ لسانك أيها الإنسان

أحفظ لسانكَ أيُّها الإنسانُ
لا يلدغنَّكَ إنهُ ثعبانُ

كم في المقابرِ من قتيلِ لسانهِ
كانت تهابُ لقاءهُ الأقرانُ

لا خير في حشو الكلام

لا خَيرَ في حَشوِ الكَلامِ
إِذا اِهتَدَيتَ إِلى عُيونِهِ

وَالصَمتُ أَجمَلُ بِالفَتى
مِن مَنطِقٍ في غَيرِ حينِهِ

وَعَلى الفَتى لِطِباعِهِ
سِمَةٌ تَلوحُ عَلى جَبينِهِ

أشعار الشافعي عن الدنيا

يا من يعانق دنيا لا بقاء لها

يا مَنْ يُعَانِقُ دُنْيَا لا بَقَاءَ لَهَا
يُمسِي وَيُصْبِحُ في دُنْيَاهُ سَفَّارا

هَلاَّ تَرَكْتَ لِذِي الدُّنْيَا مُعَانَقَةً
حتى تعانقَ في الفردوسِ أبكارا

إن كنت تبغي جنانَ الخلد تسكنها
فَيَنْبَغِي لكَ أنْ لا تَأْمَنَ النَّارا

الدهر يومان ذا أمن وذا خطر

الدَّهْرُ يَوْمَانِ ذا أَمْنٌ وَذَا خَطَرُ
وَالْعَيْشُ عَيْشَانِ ذَا صَفْوٌ وَذا كَدَرُ

أَمَا تَرَى الْبَحْرَ تَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفٌ
وَتَسْتَقِرُّ بأقْصى قَاعِهِ الدُّرَرُ

وَفِي السَّماءِ نُجُومٌ لا عِدَادَ لَهَا
وَلَيْسَ يُكْسَفُ إلاَّ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ

إن لله عبادا فطنا

إنَّ للَّهِ عِبَاداً فُطَنَا
تَرَكُوا الدُّنْيَا وَخَافُوا الفِتَنَا

نظروا فيها فلما علموا
أنها ليست لحيٍّ وطنا

جعَلُوهَا لُجَّةً وَاتَّخَذوا
صالحَ الأعمالِ فيها سفنا

قضاة الدهر قد ضلوا

قُضَاةُ الدهر قدْ ضَلُّوا
فقد باتت خسارتهمْ

فباعوا الدين بالدنيا
فما رَبِحَتْ تجارتُهمْ

ارحل بنفسك من أرض تضام بها

ارْحَلْ بِنَفْسِكَ مِنْ أَرْضٍ تُضَامُ بِهَا
وَلاَ تَكُنْ مِنْ فِرَاقِ الأَهْلِ فِي حُرَقِ

فالعنبرُ الخامُ روثٌ في مواطنهِ
وَفِي التَّغَرُّبِ مَحْمُولٌ عَلَى الْعُنُقِ

والكحلُ نوعٌ منَ الأحجارِ تنظرهُ
فِي أرضِهِ وَهْوَ مَرْمِيٌّ عَلَى الطُّرُقِ

لمَّا تغرَّبَ حازَ الفضلَ أجمعهُ
فَصَارَ يُحْمَلُ بَيْنَ الْجَفْنِ وَالْحَدَقِ

شعر الإمام الشافعي عن الكرم

إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضى

إذا لم تجودوا والأمورُ بكم تمضى
وَقَدْ مَلَكَتْ أيْدِيكُمُ البَسْطَ والقَبْضَا

فَمَاذَا يُرَجَّى مِنْكُمُ إنْ عَزَلْتُمُ
وَعَضَّتْكُمُ الدُّنْيَا بِأنْيابِهَا عَضَّا

وَتَسْتَرْجِعُ الأَيَّامُ مَا وَهَبَتْكُمُ
ومن عادةِ الأيام تسترجعُ القرضا

إذا هبت رياحك فاغتنمها

إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها
فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَةٍ سُكُوْنُ

ولا تغفل عن الإحسان فيها
فلا تدري السكونُ متى يكونُ

أجود بموجود ولو بت طاويا

أجودُ بموجودٍ ولو بتُ طاوياً
عَلَى الجُوعِ كَشْحاً والحَشا يَتَأَلَّمُ

وَأُظْهِرُ أسبَابَ الغنَى بَيْنَ رِفْقَتِي
ليَخْفَاهُمُ حَالِي وإنِّي لَمُعْدَمُ

وبيني وبينَ الله أشكو فاقتي
حقيقاً فإنَّ اللهَ بالحالِ أعلمُ

يا لهف نفسي على مال أفرقه

يا لهْفَ نفسي على مالٍ أُفَرِّقُهُ
عَلَى المُقِلِّين مِن أهلِ المروءَاتِ

إنَّ اعتذاري إلى من جاء يسألني
ما ليسَ عِندِي لَمِنْ إحْدى المصيباتِ

شعر الإمام الشافعي عن المنة

رأيتك تكويني بميسم منة

رَأيتُكَ تكويني بِميْسَمِ مِنَّةٍ
كَأنَّكَ كُنْتَ الأصلَ في يَوم تكْويني

فدعني منَ المنِّ الوخيم فلقمةٌ
منَ العيش تكفيني إلى يومِ تكفيني

لا تحملن لمن يمن

لا تحملنَّ لمن يمنُّ
مِنَ الأنَامِ عَليك مِنَّة

وَاخْتَر لِنَفْسِكَ حَظَّهَا
واصبر فإنَّ الصبرَ جنَّه

مِنَنُ الرِّجَالِ عَلَى القُلوبِ
أشدٌ من وقع الأسنة

بيت شعر للشافعي عن القناعة

رأيت القناعة رأس الغنى

رَأيْتُ القنَاعَةَ رَأْسَ الغنَى
فصِرتُ بأَذْيَالِهَا مُمْتَسِكْ

فلا ذا يراني على بابهِ
وَلا ذا يَرَاني بهِ مُنْهمِكْ

فصرتُ غَنِيّاً بِلا دِرْهَم
أمرُّ على النَّاسِ شبهَ الملك

العبد حر إن قنع

العبدُ حرٌّ إن قَنَعْ
والحرُّ عبدٌ إن طمع

فاقنعْ ولا تطمعْ فلاَ
شيءٌ يشينُ سوى الطمع

يريد المرء أن يعطى مناه

يُريدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَى مُنَاهُ
وَيَأْبَى اللَّهُ إلاَّ مَا أرَادَا

يَقُولُ الْمَرْءُ فَائِدَتِي وَمَالي
وتقوى الله أفضلُ ما استفادا

حسبي بعلم أن نفع ما الذل إلا في الطمع

حسبي بعلمِ أن نفعْ
ما الذُّلُّ إلا في الطمعْ

مَن رَاقَبَ الله رَجَع
عن سوء ما كانَ صنعْ

مَا طَارَ طَير فَارتَفَع
إلا كما طارَ وقعْ

أمت مطامعي فأرحت نفسي

أمَتُّ مَطَامِعي فأرحْتُ نَفْسي
فإنَّ النَّفسَ ما طيعت تهونُ

وَأَحْيَيْتُ القُنُوع وَكَانَ مَيْتاً
ففي إحيائهِ عرضٌ مصونُ

إذا طمعٌ يحلُ بقلبِ عبدٍ
عَلَتْهُ مَهَانَةٌ وَعَلاَهُ هُونُ

قنعت بالقوت من زماني

قنعتُ بالقوتِ من زماني
وَصنتُ نَفسِي عَنِ الهَوانِ

خَوفاً مِنَ النَّاسِ أنْ يَقولُوا
فضْلُ فلانٍ عَلَى فلاَنِ

مَنْ كُنْتُ عَنْ مَالِهِ غَنِيّاً
فلا أبالي إذا جفاني

وَمَن رَآني بِعَينِ نَقصٍ
رَأَيتُهُ بِالَّتي رَآني

وَمَنْ رَآنِي بِعينِ تمٍّ
رأيتهُ كاملَ المعاني

شعر الشافعي عن السفيه

يخاطبني السفيه بكل قبح

يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ
فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا

يزيدُ سفاهةً فأزيدُ حلماً
كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا

إذا سبني نذل تزايدت رفعة

إذَا سَبَّنِي نَذْلٌ تَزَايَدْتُ رِفْعةً
وما العيبُ إلا أن أكونَ مساببهْ

وَلَوْ لَمْ تَكْنْ نَفْسِي عَلَيَّ عَزِيزَةً
لمكَّنتها من كلِّ نذلٍ تحاربهُ

ولو أنَّني أسعى لنفعي وجدتني
كثيرَ التَّواني للذي أنا طالبه

وَلكِنَّني أَسْعَى لأَنْفَعَ صَاحِبي
وعارٌ على الشبَّعانِ إن جاعَ صاحبه

أعرض عن الجاهل السفيه

أعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِ السَّفِيه
فكلُّ ما قالَ فهو فيهِ

ما ضرَّ نهرَ الفراتِ يوماً
أن خاضَ بَعْضُ الكِلاب فيه

ومنزلة السفيه من الفقيه

ومنزلةُ السفيهِ من الفقيهِ
كمنزلةِ الفقيه من السفيهِ

فهذا زاهدٌ في قربِ هذا
وهذا فيهِ أزهدُ منه فيهِ

إذا غلبَ الشقاءُ على سفيهٍ
تنطَّعَ في مخالفةِ الفقيهِ

شعر الشافعي عن الحياء

يعيش المرء ما استحيا بخير

يَعيشُ المرءُ ما استحيا بخيْرٍ
ويبقى العودُ ما بقيَ اللَّحاءُ

إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي
وَلَمْ تستحِ فافعَلْ ما تشاءُ

شعر الشافعي عن النصيحة

تعمدني بنصحك في انفرادي

تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي
وجنِّبني النصيحةَ في الجماعة

فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ
من التوبيخِ لا أرضى استماعه

وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي
فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه

يا واعظ الناس عما أنت فاعله

يا واعظَ الناس عمَّا أنتَ فاعلهُ
يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ بِالنَّفَسِ

احفظ لشيبكَ من عيبٍ يدنسهُ
إنَّ البياض قليلُ الحملِ للدنسِ

كحاملٍ لثياب النَّاسِ يغسلها
وثوبهُ غارقٌ في الرَّجسِ والنَّجسِ

تَبْغي النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيقَتَهَا
إنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْرِي عَلَى اليَبَسِ

ركوبكَ النَّعشَ ينسيك الرُّكوب على
مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ بَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ

يومَ القيامةِ لا مالٌ ولا ولدٌ
وضمَّةُ القبرِ تنسي ليلة العُرسِ

شعر الشافعي عن الحب

أكثر الناس في النساء وقالوا

أَكْثَرَ النَّاسُ في النِّسَاءِ وَقالُوا
إنَّ حُبَّ النِّسَاءِ جَهْدُ الْبَلاءِ

ليسَ حبُ النساءِ جهداً ولكنَ
قُرْبُ مَنْ لاَ تُحِبُّ جُهْدُ الْبَلاءِ

ومن البلية أن تحب

وَمِنْ الْبَلِيَّة أنْ تُحِبَّ
وَلاَ يُحِبُّكَ مَن تُحِبُّهْ

ويصدُّ عنك بوجههِ
وتلحُّ أنتَ فلا تغبُّه

ومن الشقاوة أن تحب

وَمِنَ الشَّقَاوَةِ أن تُحِبَّ
وَمَنْ تُحِبّ يُحِبُّ غَيْرَكْ

أو أن تريدَ الخيرَ للإنـ
ــسانِ وَهْوَ يُريدُ ضَيْرَكْ

شعر الشافعي عن الصبر

ولرب نازلة يضيق لها الفتى

وَلَرُبَّ نَازِلَةٍ يَضِيقُ لَهَا الْفَتَى
ذرعاً وعند الله منها المخرجُ

ضاقت فلمَّا استحكمت حلقاتها
فرجت وكنتُ أظنُّها لا تفرجُ

صبرا جميلا ما أقرب الفرجا

صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا
من رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِ نَجَا

منْ صدق الله لم ينلهُ أذى
ومن رجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَا

سهرت أعين ونامت عيون

سَهِرَتْ أَعينٌ وَنَامَتْ عُيونُ
في أمورٍ تكونُ أو لا تكونُ

فَادْرَأ الهمَّ مَا استَطعْتَ عَنْ النَّفْس
فحملا نكَ الهمومَ جنونُ

إن رَّباَّ كفاكَ بالأمسِ ما كانَ
سَيَكْفِيكَ في غَدٍ مَا يَكُونُ

أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى

أرَى حُمُراً تَرْعَى وَتُعْلَفُ مَا تَهْوَى
وأسداً جياعاً تظمأُ الدَّهرَ لا تروى

وأشْرَافَ قَوْمٍ لاَ يَنَالُونَ قُوتَهُمُ
وَقَوْماً لِئاماً تَأكُلُ المَنَّ والسَّلْوى

قَضَاءٌ لديَّانِ الخلاَئِقِ سَابِقٌ
وليسَ على مرِّ القضا أحدٌ يقوى

فمنْ عَرَفَ الدَّهْرَ الخُؤونَ وَصَرْفه
تصبرَ للبلوى ولم يظهرِ الشَّكوى

اقرأ أيضًا: أبيات شعر قصيرة عن المصائب والمحن.

شعر الشافعي عن الرزق

إذا أصبحت عندي قوت يومي

إذا أصبحتُ عندي قوتُ يومي
فخلُ الهمُ عنّي يا سعيدُ

وَلاَ تخطرْ هُمُوم غَد بِبَالي
فإنَّ غَداً لَهُ رِزْقٌ جَدِيدُ

أسلم إن أراد الله أمراً
فَأَتْرُكُ مَا أُرِيدُ لِمَا مَا أُريدُ

توكلت في رزقي على الله خالقي

تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي
وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكٌ رازقي

وما يكُ من رزقي فليسَ يفوتني
وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ الغَوامِقِ

سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ
ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ

ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرةً
وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِقِ

فإذا سمعت بأن مجدودا حوى

فَإذا سَمِعْتَ بِأَنّ مَجْدُودَاً حَوَى
عوداً فأثمرَ في يديهِ فصدِّقِ

وَإذا سَمِعْتَ بأنَّ مَحْرُوماً أَتَى
مَاءً لِيَشْرَبَهُ فَغَاضَ فَحَقِّقِ

لَوْ كانَ بِالْحِيَلِ الغنى لوَجَدْتَنِي
بنجومِ أقطارِ السماءِ تعلقي

لكنَّ من رزقَ الحجا حرمَ الغني
ضِدَّانِ مُفْتَرقَانِ أيَّ تَفَرُّقِ

وأحقُّ خلقِ اللهِ بالهمِّ امرؤٌ
ذُو هِمَّةً يُبْلَى بِرِزْقٍ ضَيِّقِ

وَمِنَ الدليل عَلَى القَضَاءِ وحكْمِهِ
بؤسُ اللبيبِ وطيبُ عيشِ الأحمقِ

إنَّ الذي رزقَ اليسارَ فلم ينل
أجراً ولا حمداً لغيرُ موَّفقِ

وَالجَدُّ يُدْنِي كُلَّ أَمرٍ شَاسعٍ
والجَد يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُغَلقِ

شعر الشافعي عن العفو

لما عفوت ولم أحقد على أحد

لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ
أرحتُ نفسي من همَّ العداواتِ

إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ
لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ

وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ
كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ

النَّاسُ داءٌ وَدَواءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ
وفي اعتزالهمُ قطعُ المودَّاتِ

اقبل معاذير من يأتيك معتذرا

اقبل معاذيرَ من يأتيكَ معتذراً
إنْ يرَّ عندكَ فيما قال: أو فجرا

لقد أطاعكَ منْ يرضيك ظاهرةً
وقد أجلَّكَ من يعصيكَ مستترا

أبيات شعر للإمام الشافعي

نعيب زماننا والعيب فينا

نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيبٌ سوانا

ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ
ولو نطق الزمان لنا هجانا

وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ
ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا

ومن هاب الرجال تهيبوه

ومن هابَ الرِّجال تهيبوهُ
ومنْ حقرَ الرِّجال فلن يهابا

ومن قضتِ الرِّجالُ لهُ حقوقاً
وَمَنْ يَعْصِ الرِّجَالَ فَما أصَابَا

تموت الأسد في الغابات جوعا

تَموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً
وَلَحمُ الضَأنِ تَأكُلُهُ الكِلابُ

وَعَبدٌ قَد يَنامُ عَلى حَريرٍ
وَذو نَسَبٍ مَفارِشُهُ التُرابُ

إذا المرء أفشى سره بلسانه

إذا المرءُ أفشى سرَّهُ بلسانهِ
وَلاَمَ عَليهِ غَيْرَهُ فهو أَحْمَق

إذا ضاقَ المرءِ عن سرِّ نفسهِ
فصدرُ الذي يستودعُ السرَّ أضيق

أتهزأ بالدعاء وتزدريه

أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ
وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ

سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ
لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ

المرء إن كان عاقلا ورعا

الْمَرْءُ إنْ كَانَ عَاقِلاً وَرِعاً
أشغلهُ عن عيوبِ غيرهِ ورعهْ

كما العليلُ السقيمُ اشغلهُ
عن وجعِ الناسِ كلِّهم وجعِهْ

ما حك جلدك مثل ظفرك

ما حكَّ جلدكَ مثلُ ظفركَ
فَتَوَلَّ أنْتَ جَميعَ أمركْ

وإذا قصدْتَ لحاجَةٍ
فاقْصِدْ لمعترفٍ بقدْرِكْ

وداريت كل الناس لكن حاسدي

وَدَارَيْتُ كلَّ النَّاسِ لَكِنَّ حَاسِدِي
مدراتهُ عزَّت وعزَّ منالها

وَكَيْفَ يُدَارِي المرءُ حَاسِدَ نِعْمَةٍ
إذا كانَ لا يرضيه إلاَّ زوالها

وعين الرضا عن كل عيب كليلة

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلةٌ
وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّابٍ لمنْ لا يَهابُنِي
ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليا

فإن تدنُ مني تدنُ منكَ مودتي
وأن تنأ عني تلقني عنكَ نائيا

كِلاَنا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَاتَه
وَنَحْنُ إذَا مِتْنَا أشَدُّ تَغَانِيَا

قصائد الإمام الشافعي

بلوت بني الدنيا فلم أر فيهم

بَلَوْتُ بَني الدُّنيا فَلَمْ أَرَ فِيهمُ
سوى من غدا والبخلُ ملءُ إهابه

فَجَرَّدْتُ مِنْ غِمْدِ القَنَاعَةِ صَارِماً
قطعتُ رجائي منهم بذبابه

فلا ذا يراني واقفاً في طريقهِ
وَلاَ ذَا يَرَانِي قَاعِداً عِنْدَ بَابِهِ

غنيِّ بلا مالٍ عن النَّاس كلهم
وليس الغنى إلا عن الشيء لا به

إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً
وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ

فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها
ستبدي له ما لم يكن في حسابهِ

فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِماً مُتَمَرِّداً
يَرَى النَّجْمَ تِيهاً تحْتَ ظِلِّ رِكابِهِ

فَعَمَّا قليلٍ وَهْوَ في غَفَلاتِهِ
أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثَاتِ بِبابِهِ

فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌ يُرْتَجَى
وَلا حَسَناتٌ تَلْتَقي فِي كتَابِهِ

وجوزي بالأمرِ الذي كان فاعلاً
وصبَّ عليهِ الله سوطَ عذابه

لقلع ضرس وضرب حبس

لَقَلْعُ ضِرْسٍ وَضَرْبُ حَبْسِ
ونزعُ نفسٍ وردُّ أمسِ

وَقَرُّ بَرْدٍ وَقَوْدُ فرْدِ
ودبغُ جلدٍ يغير شمسِ

وأكلُ ضبَّ وصيدُ دُبٍّ
وصرفُ حبَّ بأرضِ خرسِ

ونفخُ نارٍ وحملَ عارٍ
وبيعُ دارٍ بريعِ فلس

وبيعُ خفَّ وعدمُ إلفِ
وضربُ إلفٍ بحبلِ قلسِ

أهونُ من وقفة الحرِّ
يرجو نوالاً ببابِ نحسِ

شعر الشافعي عن الزواج

عفّوا تعِفُّ نِسَاؤُكُمْ فِي المَحْرَمِ
وتجنبوا ما لا يليقُ بمسلمِ

إنَّ الزنا دينٌ فإن أفرضتهُ
كَانَ الوَفا مِنْ أهلِ بَيْتِك فَاعْلَمِ

يا هاتِكاً حُرَمَ الرِجالِ وَقاطِعاً
سُبلَ المَودَّةِ عِشتَ غَيرَ مُكَرَّمِ

لَو كُنتَ حُرّاً مِن سُلالَةِ ماجِدٍ
ما كُنتَ هَتّاكاً لِحُرمَةِ مُسلِمِ

مَن يَزنِ يُزنَ بِهِ وَلَو بِجِدارِهِ
إِن كُنتَ يا هَذا لَبيباً فَاِفهَمِ

من يزِنُ في قوْمٍ بِأُلفيِّ دِرهمٍ
يزِنُ في أهلِ بيْتِهِ ولوْ بِالدِّرهمِ

ما في المقام لذي عقل وذي أدب

ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ
مِنْ رَاحَةٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ

سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ
وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ

إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ
إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ

والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست
والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب

والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمةً
لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ

والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَىً في أَمَاكِنِهِ
والعودُ في أرضه نوعً من الحطب

فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ
وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ

قصيدة الشافعي: دع الأيام تفعل ما تشاء

دَعِ الْأَيَّامَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ
وَطِبْ نَفْسًا إِذَا حَكَمَ الْقَضَاءُ

وَلَا تَجْزَعْ لِحَادِثَةِ اللَّيَالِي
فَمَا لِحَوَادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ

وَكُنْ رَجُلًا عَلَى الْأَهْوَالِ جَلْدًا
وَشِيمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالْوَفَاءُ

وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي الْبَرَايَا
وَسَرَّكَ أَنْ يَكُونَ لَهَا غِطَاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخَاءِ فَكُلُّ عَيْبٍ
يُغَطِّيهِ كَمَا قِيلَ السَّخَاءُ

وَلَا تُرِ لِلْأَعَادِي قَطُّ ذُلًّا
فَإِنَّ شَمَاتَةَ الْأَعْدَا بَلَاءُ

وَلَا تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَخِيلٍ
فَمَا فِي النَّارِ لِلظَّمْآنِ مَاءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَّأَنِّي
وَلَيْسَ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ الْعَنَاءُ

وَلَا حُزْنٌ يَدُومُ وَلَا سُرُورٌ
وَلَا بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلَا رَخَاءُ

إِذَا مَا كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوعٍ
فَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَوَاءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا
فَلَا أَرْضٌ تَقِيهِ وَلَا سَمَاءُ

وَأَرْضُ الهِ وَاسِعَةٌ وَلَكِنْ
إِذَا نَزَلَ الْقَضَا ضَاقَ الْفَضَاءُ

دَعِ الْأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ
فَمَا يُغْنِي عَنِ الْمَوْتِ الدَّوَاءُ

إرسال تعليق

أحدث أقدم