- عنترة بن شداد العبسي
- قصيدة: لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
- قصيدة: حكم سيوفك في رقاب العذل
- قصيدة: وللموت خير للفتى من حياته
- قصيدة: أعاتب دهراَ لا يلين لعاتب
- قصيدة: رمت الفؤاد مليحة عذراء
- قصيدة: سلا القلب عما كان يهوى ويطلب
- قصيدة: كم يبعد الدهر من أرجو أقاربه
- قصيدة: ألا يا عبل قد زاد التصابي
- قصيدة: لا تذكري مهري وما أطعمته
- قصيدة: إذا كشف الزمان لك القناع
- قصيدة: سكت فغر أعدائي السكوت
- قصيدة: حسناتي عند الزمان ذنوب
عنترة بن شداد العبسي
عنترة بن شداد العبسي هو فارس وشاعر عربي من أشهر فرسان وشعراء العرب في العصر الجاهلي. ولد في نجد، السعودية، عام 525 م. كان عنترة يتمتع بقدرات فريدة من نوعها، فهو كان فارسًا شجاعًا، وكان يجيد ركوب الخيل والرمي بالقوس، وكان شاعرًا مجيداً، يجيد نظم الشعر في مختلف الأغراض، وخاصة الشعر الغزلي.
من أشهر قصائد عنترة بن شداد "معلقة عنترة"، وهي من أطول القصائد في الشعر العربي. تُعد هذه القصيدة من أهم المعالم في الأدب العربي، وقد تم تحليلها ودراسة لغتها وأسلوبها من قبل العديد من العلماء.
تتحدث هذه القصيدة عن حياة عنترة بن شداد، وعن حبه لعبلة، وعن بطولاته في الحروب. كما تتحدث القصيدة عن العادات والتقاليد العربية في العصر الجاهلي. تعد معلقة عنترة بن شداد من أهم وأعظم القصائد في الأدب العربي، ومازالت تدرس حتى يومنا هذا.
قصيدة: لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
لا يـحمِل الـحِقد مـن تـعلو بِـهِ الرُّتب
ولا يُـنـال الـعـلى مِـن طـبعه الـغضِبُ
ومـــن يـكُـن عـبـد قــوْم لا يُـخـالِفهُم
إذا جــفــوه ويُـسـتـرضـى إذا عــتّـبـوا
قـد كُـنتُ فيما مضى أرعى جمالُهُم
والـيَـوْم أحـمـي حـماهُم كُـلّما نـكبوا
لــلـه دُر بُــنّـيّ عــبـسٍ لِــقـدّ نـسـلـوا
مِــن الأكــارِمِ مــا قــد تـنسلُّ الـعُربُ
لـئِن يـعيبوا سـواديّ فـهوَ لي نسبُ
يــوْم الـنِّـزالِ إذا مــا فـاتِـنيُّ الـنّسبُ
إن كُـنـتُ تـعـلُّم يــا نُـعـمانِ أنّ يــديّ
قــصــيـرة عـــنــك فـــالأيّــام تـنـقـلِـبُ
الــيَـوْم تـعـلـمُ يـــا نُـعـمـانِ أيِّ فـتـى
يُـلقى أخـاك الّـذي قـد غُـرهُ الـعصبُ
إنّ الأفــاعـي وإن لانـــت مُـلامِـسُـها
عِــنـد الـتّـقلُّبِ فــي أنـيـابِها الـعـطبُ
فـتى يـخوضُ غُـمّارُ الـحربِ مُـبتسِمًا
ويَـنـثـني وســنـانُ الــرُّمـحِ مـخـتضبُ
إنّ سُـــلّ صــارِمِـهِ ســالـت مُـضـارِبُهُ
وأشـرق الـجوُّ واِنـشقّت لـهُ الـحُجُبُ
والـخـيْل تـشـهُّدٌ لــي أنّـيٌّ أكـفكفها
واِلـطـعِـنّ مِـثـلُ شــرارِ الـنّـارِ يـلـتهِبُ
إذا اِلـتـقـيْتُ الأعـــادي يـــوْم مـعـركةِ
تــرِكــت جـمـعُـهُمِ الـمـغـرورُ يـنـتـهِبُ
لــي الـنُّـفوسُ ولِـلـطّيْرِ الـلُّـحوم ولِـل
وحـــش الـعِـظامِ ولِـلـخيالةِ الـسّـلبُ
لا أبــعـدُ اللهِ عـــن عـيْـنـي غـطـارفـه
إنـــســا إذا نـــزّلــوا جِــنًّــا إذا ركّــبــوا
أســـودُ غـــاب ولــكِـنّ لا نُـيـوبٌ لـهُـم
إلّا الأسِـــنّـــة والــهِــنـديّـة الــقُــضُـبُ
تـــعــدو بِـــهُــم أعــوَجـيـاتُ مُــضـمـرةُ
مِـثلُ الـسّراحيْنِ فـي أعناقِها القُببُ
مـا زُلـتُ ألـقى صُـدورُ الـخيْلِ مُندفِقًا
بِـالطّعنِ حـتّى يـضِجُّ الـسّرجُ والـلّببُ
فـالعمّيّ لـوْ كان في أجفانِهِم نظروا
والخُرس لوْ كان في أفواهِهِم خطُبوا
والـنّقع يـوْم طـرّادِ الـخيْلِ يشهدُ لي
والـضّـرب والـطّـعن والأقــلام والـكُتُبُ
قصيدة: حكم سيوفك في رقاب العذل
حـكـم سـيوفك فـي رقـاب الـعذل
وإذا نـــزلـــت بـــــدار ذل فـــارحــل
وإذا بــلـيـت بـظـالـم كـــن ظـالـمـا
وإذا لـقـيت ذوي الـجهالة فـاجهل
وإذا الـجـبـان نــهـاك يـــوم كـريـهة
خـوفا عـليك مـن ازدحام الجحفل
فــاعـص مـقـالـته ولا تـحـفـل بـهـا
واقــدم إذا حــق الـلـقا فـي الأول
واخــتـر لـنـفسك مـنـزلا تـعـلو بــه
أو مـت كريما تحت ظل القسطل
فــالـمـوت لا يـنـجـيك مـــن آفــاتـه
حــصــن ولـــو شـيـدتـه بـالـجـندل
مــوت الـفـتى فــي عـزه خـير لـه
مـن أن يـبيت أسـير طـرف أكـحل
إن كـنت فـي عدد العبيد فهمتي
فـــوق الـثـريـا والـسـماك الأعــزل
أو أنـكرت فـرسان عـبس نسبتي
فـسنان رمحي والحسام يقر لي
وبـذابـلـي ومـهـنـدي نــلـت الـعـلا
لا بــالـقـرابـة والــعــديـد الأجـــــزل
ورميت مهري في العجاج فخاضه
والـنـار تـقـدح مــن شـفار الأنـصل
خــاض الـعـجاج مـحجلا حـتى إذا
شـهـد الـوقـيعة عـاد غـير مـحجل
ولـقـد نـكـبت بـنـي حـريـقة نـكبة
لـمـا طـعنت صـميم قـلب الأخـيل
وقـتـلـت فـارسـهـم ربـيـعـة عـنـوة
والـهـيـذبان وجــابـر بـــن مـهـلـهل
وابـنـى ربـيـعة والـحـريش ومـالـكا
والـزبـرقـان غـــدا طــريـح الـجـندل
وأنــا ابــن ســوداء الـجـبين كـأنـها
ضـبـع تـرعرع فـي رسـوم الـمنزل
الـسـاق مـنها مـثل سـاق نـعامة
والـشـعر مـنها مـثل حـب الـفلفل
والـثـغـر مـــن تـحـت الـلـثام كـأنـه
بـرق تـلألأ فـي الـظلام الـمسدل
يــا نـازلـين عـلـى الـحمى وديـاره
هــلا رأيـتـم فــي الـديـار تـقلقلي
قـد طـال عـزكم وذلي في الهوى
ومـــن الـعـجائب عـزكـم وتـذلـلي
لا تـسـقـيني مـــاء الـحـيـاة بـذلـة
بـل فاسقني بالعز كاس الحنظل
مـــــاء الــحــيـاة بـــذلــة كـجـهـنـم
وجــهـنـم بــالـعـز أطــيــب مــنــزل
قصيدة: وللموت خير للفتى من حياته
ولـلـموت خـيـر لـلفتى مـن حـياته
إذا لــــم يــثــب لــلأمــر إلا بــقـائـد
فـعالج جـسيمات الأمـور، ولا تكن
هـبـيـت الــفـؤاد هــمـه لـلـوسـائد
إذا الـريـح جــاءت بـالـجهام تـشله
هــذا لـيـله شـل الـقلاص الـطرائد
وأعــقــب نـــوء الـمـرزمـين بـغـبـرة
وقـــط قـلـيـل الــمـاء بـالـلـيل بــارد
كفى حاجة الاضياف حتى يريحها
عـلـى الـحي مـنا كـل أروع مـاجد
تـــــراه بــتـفـريـج الأمـــــور ولــفـهـا
لـمـا نـال مـن مـعروفها غـير زاهـد
ولــيـس أخــونـا عـنـد شــر يـخـافه
ولا عــنــد خــيـر إن رجـــاه بــواحـد
إذا قـيـل مــن لـلـمعضلات؟ أجـابه
عـظام اللهى مـنا طـوال السواعد
قصيدة: أعاتب دهراَ لا يلين لعاتب
أُعـــاتِــبُ دَهـــــراً لاَ يــلِــيـنُ لــعـاتـبِ
وأطْـلُـبُ أَمْـنـاً مــن صُــرُوفِ الـنَّـوائِبِ
وتُــوعِـدُنـي الأَيَّــــامُ وعْــــداً تَـغُـرُّنـي
وأعــلــمُ حــقــاً أنــــهُ وعــــدُ كــــاذبِ
خَــدَمْــتُ أُنــاســاً وَاتَّــخَــذْتُ أقــاربــاً
لِـعَـوْنِـي وَلَــكِـنْ أصْـبَـحُـوا كـالـعَقارِبِ
يُـنادُونني فـي الـسِّلم يـا بْـنَ زَبـيبة
وعـندَ صـدامِ الـخيلِ يـا ابـنَ الأطايبِ
ولــولا الـهوى مـا ذلَّ مـثلي لـمثلهم
ولا خَـضـعـتْ أُســـدُ الــفَـلا لـلـثَّعالبِ
ستذكرني قومي إذا الخيلُ أصبحتْ
تـجـولُ بـها الـفرسانُ بـينَ الـمضاربِ
فــإنْ هُـمْ نَـسَوْني فـالصَّوَارمُ والـقَنا
تـذكـرهـمْ فـعـلـي ووقـــعَ مـضـاربـيِ
فـيَـا لَـيْـتَ أَنَّ الـدَّهْـرَ يُـدنـي أَحـبَّتي
إلـــيَّ كــمـا يــدنـي إلـــيَّ مـصـائبيِ
ولَـيْـتَ خـيـالاً مِـنـكِ يــا عـبـلَ طـارقـاً
يرى فيضَ جفني بالدموعِ السواكبِ
سـأَصْـبِرُ حَـتَّـى تَـطَّـرِحْني عَـواذِلـي
وحـتـى يـضـجَّ الـصـبرُ بـيـن جـوانـبيِ
مـقـامـكِ فـــي جــوِّ الـسـماء مـكـانهُ
وَبـاعِـي قَـصـيرٌ عَــنْ نــوالِ الـكَواكِبِ
قصيدة: رمت الفؤاد مليحة عذراء
رمــــــت الـــفــؤاد مــلـيـحـة عـــــذراء
بــســهــام لـــحــظ مـــــا لـــهــن دواء
مـــــرت أوان الــعــيـد بـــيــن نــواهــد
مــثـل الـشـمـوس لـحـاظـهن ظــبـاء
فاغتالني سقمي الذي في باطني
أخـــفــيــتــه فـــــأذاعــــه الإخــــفــــاء
خـطـرت فـقـلت قـضـيب بـان حـركت
أعــطــافـه بـــعــد الــجــنـوب صـــبــاء
ورنـــــت فــقــلـت غــزالــة مــذعــورة
قــــد راعــهــا وســــط الــفــلاة بـــلاء
وبــــدت فــقـلـت الــبـدر لـيـلـة تــمـه
قــــــد قــلــدتـه نــجـومـهـا الـــجــوزاء
بـسـمـت فـــلاح ضــيـاء لـؤلـؤ ثـغـرها
فـــيــه لـــــداء الـعـاشـقـيـن شـــفــاء
ســجــدت تــعـظـم ربــهــا فـتـمـايلت
لـــجــلالــهــا أربـــابـــنـــا الــعــظــمــاء
يـــا عــبـل مــثـل هـــواك أو أضـعـافه
عـــنــدي إذا وقــــع الإيــــاس رجــــاء
إن كـــان يـسـعدني الـزمـان فـإنـني
فـــــــي هـــمــتــي لـــصــروفــه أرزاء
قصيدة: سلا القلب عما كان يهوى ويطلب
سـلا الـقلب عـمّا كان يهوى ويطلبُ
وأصــــبـــح لا يــشــكــو ولا يــتــعـتـبُ
صـحـا بـعـد سُـكـرٍ وانـتخى بـعد ذِلّـة
وقـلـب الــذي يـهـوى الـعـلى يـتقلبُ
إلــى كــم أُداري مــن تـريـدُ مـذلّـتي
وأبــذل جـهـدي فـي رضـاها وتـغضبُ
عُــبــيـلـةُ! أيـــــامُ الــجــمـالِ قــلـيـلـة
لــهــا دوْلــــة مـعـلـومـة ثـــمّ تــذهـبُ
فـلا تـحسبي أنـي عـلى الـبُعدِ نادمٌ
ولا الـقـلـبُ فــي نــار الـغـرام مـعـذّبُ
وقـد قلتُ إنّي قد سلوتُ عن الهوى
ومــن كــان مـثـلي لا يـقـولُ ويـكـذبُ
هجرتك فامضي حيثُ شئتِ وجرِّبي
مــن الـنـاس غـيـري فـاللبيب يـجرِّبُ
لـقد ذلّ مـن أمـسى على ربعِ منزلٍ
يــنـوحُ عــلـى رســـمِ الـدّيـار ويـنـدبُ
وقـد فـاز مـن في الحرب أصبح جائلا
يُــطــاعـن قِـــرنــاً والــغــبـارُ مــطــنـبُ
نـديمي رعـاك الله قُـم غنِّ لي على
كـؤوسِ الـمنايا مِـن دمٍ حـين أشـربُ
ولا تـسـقـني كـــأس الــمـدامِ فـإنّـها
يَـضـلُّ بـهـا عـقـلُ الـشُّـجاع ويـذهـبُ
قصيدة: كم يبعد الدهر من أرجو أقاربه
كــم يُـبـعِدُ الـدّهـرُ مــن أرجــو أُقـارِبُهُ
عــنّــي ويــبـعـثُ شـيـطـانـاً أحــاربــهُ
فـيـالـهُ مـــن زمـــانٍ كـلّـمـا انـصـرفـت
صـــروفـــهُ فــتــكـت فــيــنـا عــواقــبـهُ
دهـرٌ يـرى الـغدر مـن إحـدى طـبائِعهِ
فــكــيْـف يــهـنـا بــــهِ حُــــرٌّ يُـصـاحِـبُـهُ
جـــرّبــتُــهُ وأنـــــــا غِــــــرٌّ فــهــذّبـنـي
مــن بـعـدِما شـيّـبت رأسـي تـجاربُهُ
وكــيْـف أخــشـى مـــن الأيّــامِ نـائِـبة
والــدّهـرُ أهـــونُ مـــا عِــنـدي نـوائـبُهُ
كـم لـيلة سـرتُ فـي الـبيداءِ مـنفرداً
والـلّـيْـلُ لِـلـغـربِ قــد مـالـت كـواكـبُهُ
سيفي أنيسي ورمحي كلّما نهمت
أســـدُ الــدِّحـالِ إلـيـهـا مـــال جـانـبـهُ
وكــم غـديـرٍ مـزجـتُ الـمـاء فـيهِ دمـاً
عــنـد الـصّـبـاحِ وراح الـوحـش طـالـبهُ
يـا طـامعاً فـي هـلاكي عـد بلا طمعٍ
ولا تـــرد كـــأس حـتـفِ أنــت شـاربـهُ
قصيدة: ألا يا عبل قد زاد التصابي
ألا يـــا عــبـلُ قـــد زادَ الـتـصابيْ
ولــجَّ الـيـومَ قـومُكِ فـي عـذابي
وظـــلَّ هـــواكِ يـنـمـو كـــلَّ يــومٍ
كـما يـنْمو مشيبي في شَبابي
عـتبتُ صروفَ دهري فيكِ حتى
فَـني وأْبـيكِ عُـمْري فـي العِتابِ
وَلاقـيْـتُ الـعِـدى وحـفِظتُ قـوْماً
أضـاعُـونـي وَلــمْ يَـرْعَـوا جَـنـابي
سـلـي يــا عـبـلُ عـنَّـا يــومَ زرنـا
قــبــائـل عــامــرٍ وبــنــي كــــلابِ
وكــمْ مـن فـارس خـلّيتُ مُـلقى
خـضـيـب الـراحـتينِ بــلا خـضـابِ
يـــحــركُ رجـــلــهُ رعـــبــاً وفــيــهِ
سـنـانُ الـرُّمـح يـلمعُ كـالشَّهابِ
قــتـلـنـا مــنــهـمُ مــئـتـيـن حــــرَّا
وألفاً في الشِّعابِ وفي الهضابِ
قصيدة: لا تذكري مهري وما أطعمته
لا تـذكُّـريُّ مـهـري ومــا أطـعِمتُهُ
فـيَكونُ جـلدُكِ مِـثل جلدِ الأجربِ
إنّ الـغـبـوق لـــهُ وأنــتِ مـسـواة
فـتـأوّهي مـا شِـئتِ ثـمّ تـحوّبيُّ
كــذب الـعـتيقُ ومــاءُ شــنٍّ بــارِدٍ
إن كُنتِ سائِلتي غبوقاً فاِذهبي
إنّ الــرِّجـال لـهُـم إلـيْـكِ وسـيـلة
إن يـأخـذوكِ تُـكـحّلي وتُـخـضّبي
ويَــكـونُ مـركـبُكِ الـقـعود ورحـلـهُ
واِبـنُ الـنّعامةِ يـوْم ذلِـك مـركبيُّ
إنــي أُحــاذِرُ أن تـقـول ظـعـينتُي
هـــــذا غُــبــارٌ ســاطِــعٌ فـتـلـبّـب
وأنـــا اِمـــرُؤٌ إن يـأخُـذوني عـنـوَة
أقــرِن إلــى شـرِّ الـرِّكابِ وأُجـنبِ
قصيدة: إذا كشف الزمان لك القناع
إذا كـشـف الـزّمـانُ لــك الـقِناعا
ومــدّ إلـيْـك صــرفُ الـدّهـر بـاعـا
فـــلا تـخـش الـمـنية واقـتـحمها
ودافـع مـا اسـتطعت لـها دفـاعاً
ولا تــخـتـر فــراشــاً مـــن حــريـرٍ
ولا تـــبــكِ الــمــنـازل والــبـقـاعـا
وحــوْلـك نِــسـوَة يـنـدُبـن حــزنـاً
ويــهـتـكـن الــبــراقـع والــلـفـاعـا
يـقولُ لـك الـطبيبُ دواك عـندي
إذا مـــا جـــسّ كــفـك والــذراعـا
ولــــو عــــرف الـطّـبـيـبُ دواء داء
يَــرُدّ الـمـوْت مـا قـاسى الـنّزاعا
وفــي يــوْم الـمـصانع قــد تـركـنا
لـــنــا بـفـعـالـنا خــبــراً مــشـاعـاً
أقـمـنـا بـالـذوابـل ســوق حــربٍ
وصـيّـرنـا الـنـفـوس لــهـا مـتـاعـا
حــصــانـي كــــان دلاّل الـمـنـايـا
فـخـاض غُـبـارها وشــرى وبـاعـا
وسـيفي كـان في الهيْجا طبيباً
يـداوي رأس من يشكو الصداعا
أنـــا الـعـبـدُ الّــذي خُـبّـرت عـنـهُ
وقــد عـايـنتني فــدعِ الـسّـماعا
ولــو أرسـلتُ رُمـحي مـع جـبانٍ
لـكـان بـهـيْبتي يـلـقى الـسِّباعا
ملأتُ الأرض خوْفاً من حُسامي
وخـصمي لـم يـجد فيها اتساعا
إذا الأبـطـالُ فـرّت خـوْف بـأسي
تــــرى الأقــطـار بــاعـاً أو ذراعـــا
قصيدة: سكت فغر أعدائي السكوت
سـكت فـغر أعـدائي الـسكوت
وظـنـوني لأهـلـي قــد نـسيت
وكـيـف أنــام عـن سـادات قـوم
أنــا فــي فـضـل نـعمتهم ربـيت
وإن دارت بـهـم خـيـل الأعـادي
ونـادونـي أجـبـت مـتـى دعـيت
بــسـيـف حـــده مـــوج الـمـنـايا
ورمــح صــدره الـحتف الـمميت
خـلقت مـن الـحديد أشـد قـلباً
وقــد بـلـي الـحـديد ومــا بـليت
وفي الحرب العوان ولدت طفلا
ومـن لـبن الـمعامع قـد سقيت
وإنــي قـد شـربت دم الأعـادي
بـأقـحـاف الــرؤوس ومــا رويــت
فما للرمح في جسمي نصيب
ولا لـلسيف فـي أعضائي قوت
ولـــي بــيـت عـــلا فـلـك الـثـريا
تــخــر لـعـظـم هـيـبـته الـبـيـوت
قصيدة: حسناتي عند الزمان ذنوب
حـسـنـاتي عـنـد الـزّمـانِ ذنــوبُ
وفـــعــالــي مــــذمـــة وعـــيـــوبُ
ونـصـيـبـي مـــن الـحـبـيبِ بــعـادٌ
ولــغـيـري الــدُّنــوُّ مــنــهُ نـصـيـبُ
كــلّ يــوْمٍ يـبـري الـسِّـقامُ مـحباً
مـن حـبيبٍ ومـا لسُقمي طبيبُ
فــكــأنّ الــزمــان يــهــوى حـبـيـباً
وكــأنّــي عــلـى الــزّمـانِ رقــيـبُ
إنّ طـيْف الـخيالِ يا عبل يشفي
وَيــــداوي بـــهِ فـــؤادي الـكـئـيبُ
وهلاكي في الحبِّ أهوَنُ عندي
مـن حـياتي إذا جـفاني الـحبيبُ
يـا نـسيم الـحجازِ لـولاكِ تـطفي
نـارُ قلبي أذاب جسمي اللّهيبُ
لــــك مــنّــي إذا تـنـفّـسـتُ حـــرٌّ
ولـــريّــاك مـــــن عُـبـيـلـة طــيــبُ
ولـقـد نــاح فــي الـغُـصونِ حـمامٌ
فـشـجـانـي حـنـيـنُـهُ والـنّـحـيـبُ
بـــات يـشـكـو فِــراق إلــفٍ بـعـيدٍ
وَيــنــادي أنــــا الـوحـيـدُ الـغـريـبُ
يـا حـمام الغصونِ لو كنت مثلي
عـاشـقاً لـم يـرُقك غُـصنٌ رطـيبُ
فــاتـركِ الـوجـد والـهـوى لـمـحبٍ
قــلــبُـهُ قـــــد أذابـــــهُ الـتّـعـذيـبُ
كــلُّ يــومٍ لــهُ عـتـابٌ مـع الـدّهرِ
وأمــــــرٌ يـــحــارُ فـــيــهِ الــلّـبـيـبُ
وبـــلايــا مـــــا تــنـقـضـي ورزايــــا
مــالـهـا مــــن نــهـايـةٍ وخــطــوبُ
سـائـلي يــا عـبـيل عـني خـبيراً
وَشُـجـاعـاً قــد شـيّـبتهُ الـحُـروبُ
فـسـينبيكِ أنّ فـي حـدّ سـيفي
مــلـكُ الــمـوتِ حــاضـرٌ لا يـغـيبُ
وسِــنــانـي بــالـدّارعـيـن خــبـيـرٌ
فـاسـألـيهِ عــمـا تــكـون الـقـلوبُ
كـــم شُــجـاعٍ دنــا إلــيّ ونــادى
يـا لـقوْمي أنـا الـشُّجاعُ المهيبُ
ما دعاني إلاّ مضى يكدِمُ الأرض
وَقــــد شُــقّــت عــلـيْـهِ الـجُـيـوبُ
ولـسـمـرِ الـقـنـا إلـــيّ انـتـسـابٌ
وَجـــــوادي إذا دعــانــي أُجــيــبُ
يضحكُ السّيفُ في يدي وينادي
ولـــهُ فـــي بـنـانِ غـيـري نـحـيبُ
وهوَ يحمي معي على كلِّ قِرنٍ
مـثلما للنسيبِ يحمي النسيبُ
فـدعوني مـن شـربِ كأسِ مدامِ
مـــن جــوارٍ لـهـنّ ظــرفٌ وطـيـبُ
ودعـــونــي أجُـــــرُّ ذيــــل فــخــارٍ
عِـنـدما تُـخـجِلُ الـجـبان الـعُـيوبُ