الحب شعور جياش يملأُ القلبَ دفئاً ونورًا، لكنّه قد ينقلب إلى جرح عميق يُدمي الروح ويتحول إلى دمعة حزينة وقصيدة مُوجعة عند الفراق. ففي خضم مشاعر الحزن والألمِ، يُطلق الشعراء صرخاتهم عبر أبيات شعرية حزينة تُعبر عن عمقِ جراحهم.
يُمثل الشعر الحزين عن الحب تعبيرًا صادقًا عن مشاعر الإنسان، ويُساعد على التخفيف من آلام الفراق وخيبة الأمل. يُشاركنا الشعراء تجاربهم الحزينة في الحب، ويُقدمون لنا دروسًا في الحياة والمشاعر الإنسانية. في هذا المقال، سنغوص في بحر من الأشعار الحزينة التي تُعبّر عن خيبة الأمل، والفراق، والوحدة التي تُخلفها تجارب الحب المؤلمة.
شعر حزين عن الحب
منذ فجر التاريخ، تغنى الشعراء بمشاعر الحب بكل تنوعاتها، من فرح وبهجة ووصال، إلى حزن وألم وفراق. وفيما يلي بعض من أجمل قصائد الحب الحزينة التي عبرت عن مكنونات النفس الإنسانية في لحظات الوجع والفقد:
شعر أميرة الحسن حلي قيد أسراك
أميرة الحسنِ حلي قَيد أسراكِ
واشفي بِعذب اللمى تَعذيب مضناكِ
أميرة الحسنِ لمْ أَدرِ الغرامَ ولا
حر الجوي قبلَ ما شاهدتُ رؤياكِ
أميرةَ الحسنِ خافي الله واعدلي
بالحكم إِن كانَ ربُ الجمالَ ولاكِ
شعر يفنى الزمان ولا أَخون عهدك
يُفنى الزمانَ ولا أَخونَ عهدكِ
أَبدا ولو قاسيتُ كُلَ الهوانِ
أَصبو إليكِ كُلما بَرقٌ سَرى
أَو ناحَ طيُر الأيكِ في الأغصانِ
شعر رددي أَحرف الهوى فكلانا
رددي أَحرُفَ الهوى فَكِلانا
في هواهُ معذبُ مقتولُ
لا تَقولي سَينتهي فهوانا
اختيارٌ و قدرٌ فَلنْ يَردهُ المستحيلُ
شعر أعلل قلبي في الغرام وأكتم
أُعللُ قَلبي في الغرامِ وأكتمُ
ولكنَ حالي عن هَوايَ يُترجمُ
وكنتُ خَلياً لستُ أَعرفُ ما الهوى
فأصبحتُ حَياً والفؤادُ متيمُ
شعر بكيت وهل بكاء القلب يجدي
بكيت وهل بكاء القلب يجدي؟
فراق أحبتي وحنين وجدي
فما معنى الحياة إذا افترقنا؟
وهل يجدي النحيب فلست ادري!
فلا التذكار يرحمني فأنسى
ولا الأشواق تتركني لنومي
فراق أحبتي كم هزّ وجدي
وحتى لقائهم سأظل ابكي
شعر ومن عجب إِني أَحن إِليهم
ومن عجب إِني أَحنُ إِليهم
وأَسألُ شوقاً عنهُم وهم معي
وتبكي عيني وهم في سوادها
ويشكو النوى قلبي وهم بين أَضلعي
شعر حب حزين وصل الكتاب
وصلَ الكِتابُ كتابك فأخذتهُ
ولَصقتهُ من الحرقةِ بِفؤادي
فكأنكمْ عندي نهاري كلهُ
وإذا رقدتُ يكونُ تحتَ وسادي
شعر أين أنت يا من جعلتيني لليل أشكو
أين أنتِ يا من جعلتيني لليل أشكو
وفي النهار لم أجد بقائي أو فكري
وفي ساعات الغروب أشعر بخوفي
وفي لحظات الشروق أنتظر أملي
فهل تكوني شمسي وقمري؟
اشتقتك ليلة وبعض من نهارها
استوحشت وجودي بعيداً عنك
يا قرة عيني أجيبي العاشق الولهان المُتيّم بك
اقرأ أيضًا: أحلى شعر حب
شعر حزين ودعته وبودي لو يودعني
ودعتهُ وبودي لو يودعني
صفو الحياة وإِنّي لا أُودعهُ
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى
وأدمعي مستهلات وأَدمعهُ
شعر لن يكون الدمع رفيقي
لن يكون الدمع رفيقي
ولن أجلس على أطلال الماضي
لن أبكِ بُعدك عني
لن أبكِ على من أخذ عقلي وقلبي
ولكني أندم على من أخد فؤادي مني
أندم على من أعطيته حبي
أندم على من عشقته وفنيت عليه عمري
ولكن سيظل تعلّقي بالحياة دونك يزداد
سأظل أحيا في سعادة رغم البعاد
فاصبري يا نفسي على ما عانيتِ
واصبري يا نفسي على ما قاسيتِ
واصبري يا نفسي على الحب الذي به احترقتي
شعر حب حزين، أبحث عنك بين ذكرياتنا
أبحث عنك بين ذكرياتنا
واثقة أنا بأني أضعتك في مكان ما
ربما وقت المطر أو عندما حان السفر
لا أذكر أين، فأنا ضعِيفة ذاكرة
وقوية الحنين،
أنا أضعتك ربما في داخلي
أقفلت أعماقي عليك
ونسيت القفل في أعلى غيمة
كانت تلاحقنا بغيثها،
أنا أضعتك في داخل نبضي
بشكل أدق في ثنايا قلبي
فبقيت للأبد أبحث عن نفسي
قصيدة: دموع في الخدود لها مسيل – عنترة بن شداد
دُموعٌ في الخُدودِ لَها مَسيلُ
وَعَينٌ نَومُها أَبَداً قَليلُ
وَصَبٌّ لا يَقَرُّ لَهُ قَرارٌ
وَلا يَسلو وَلَو طالَ الرَحيلُ
فَكَم أُبلى بِإِبعادٍ وَبَينٍ
وَتَشجيني المَنازِلُ وَالطُلولُ
وَكَم أَبكي عَلى إِلفٍ شَجاني
وَما يُغني البُكاءُ وَلا العَويلُ
تَلاقَينا فَما أَطفى التَلاقي
لَهيباً لا وَلا بَرَدَ الغَليلُ
طَلَبتُ مِنَ الزَمانِ صَفاءَ عَيشٍ
وَحَسبُكَ قَدرُ ما يُعطي البَخيلُ
وَها أَنا مَيِّتٌ إِن لَم يُعِنّي
عَلى أَسرِ الهَوى الصَبرُ الجَميلُ
شعر حب حزين من قصيدة حنين – ابن عربي
ناحتْ مطوقةٌ فحنَّ حزينُ
وشجاهُ ترجيعٌ لها وحنينُ
جرتِ الدُّموعُ منَ العيونِ تفجُّعاً
لحنينها فكأنهنَّ عيونُ
طارحتهما ثكلاً بفقدِ وحيدها
والثُّكلُ منْ فقدِ الوحيدِ يكونُ
بي لاعجٌ منْ حبِّ رملةَ عالجٌ
حيثُ الخيامُ بها وحيثُ العينُ
من كلِّ فاتكةِ اللِّحاظِ مريضةٍ
أجفانُها لِظُبا اللِّحاظِ جفونُ
ما زلتُ أجرعُ دمعتي من غلَّتي
أُخفي الهوى عن عاذلي وأصونُ
حتّى إذا صاح الغُرابُ بِبَيْنهم
فضحَ الفراقُ صبابة المحزون
وصلوا السُّرى قطعوا البُرى
تحتَ الْمَحامل رَنَّةٌ وأنينُ
عاينتُ أسبابَ المنيَّةِ عندما
أرخَوا أزمَّتَها وشُدَّ وضِينُ
إنَّ الفراقَ معَ الغرامِ لقاتلي
صعبُ الغرامِ مع اللِّقاءِ يَهونُ
مالي عَذُولٌ في هواها إنَّها
معشوقةٌ حسناءُ حيث تكونُ
قصيدة: كان لي بالأمس قلب فقضى – جبران خليل جبران
كانَ لي بِالأَمسِ قَلبٌ فَقَضى
وَأَراحَ النّاسَ مِنهُ وَاِستَراح
ذاكَ عَهدٌ مِن حَياتي قَد مَضى
بَينَ تَشبيبٍ وَشَكوى وَنواح
إِنَّما الحُبُّ كَنجمٍ في الفَضا
نُورُهُ يُمحَى بِأَنوار الصَّباح
وَسُرورُ الحُبِّ وَهمٌ لا يَطول
وَجَمالُ الحُبِّ ظِلٌّ لا يُقيم
وَعُهودُ الحُبِّ أَحلامٌ تَزُول
عِندَما يَستَيقظُ العَقلُ السَّليم
كَم سَهرتُ اللَّيل وَالشَّوق مَعي
ساهِرٌ أَرقبهُ كَي لا أَنام
وَخَيالُ الوَجدِ يَحمي مَضجَعي
قائِلاً لا تَدنُ فَالنَّومُ حَرام
وَسقامي هامِسٌ في مَسمَعي
مَن يُريد الوَصل لا يَشكو السقام
شعر حب حزين من قصيدة أمني النفس – ابن الخياط
أُمَنِّي النَّفْسَ وَصْلاً مِنْ سُعَادِ
وَأَيْنَ مِنَ الْمُنى دَرَكُ الْمُرَادِ
وَكَيْفَ يَصِحُّ وَصْلٌ مِنْ خَليلٍ
إِذَا مَا كَانَ مُعْتَلَّ الْوِدَادِ
تَمَادى فِي الْقَطِيعَةِ لاَ لِجُرمٍ
وَأَجْفى الْهَاجِرِينَ ذَوُو التَّمادِي
يُفَرِّقُ بَيْنَ قَلْبِي وَالتَّأَسِّي
وَيَجْمَعُ بَيْنَ طَرْفِي وَالسُّهَادِ
وَلَوْ بَذَلَ الْيسِيرَ لَبَلَّ شَوْقي
وَقَدْ يَرْوى الظِّمَاءُ مِنَ الثِّمَادِ
أَمَلُّ مَخَافَةَ الإِمْلاَلِ قُرْبِي
وَبَعْضُ الْقُربِ أَجْلَبُ لِلْبِعَادِ
وَعِنْدِي لِلأَحِبَّةِ كُلُّ جَفْنٍ
طَلِيقِ الدِّمْعِ مَأْسُورِ الرُّقَادِ
فَلاَ تَغْرَ الْحَوَادِثُ بِي فَحَسْبِي
جَفَاؤُكُمُ مِنَ النُّوَبِ الشِّدَادِ
إِذَا مَا النَّارُ كَانَ لَها اضطِّرَامٌ
فَما الدَّاعِي إِلى قَدْحِ الزِّنادِ
قصيدة: إِذا كان دمعي شاهدي كيف أجحد – عنترة بن شداد
إِذا كانَ دَمعي شاهِدي كَيفَ أَجحَدُ
وَنارُ اِشتِياقي في الحَشا تَتَوَقَّدُ
وَهَيهاتَ يَخفى ما أُكِنُّ مِنَ الهَوى
وَثَوبُ سِقامي كُلَّ يَومٍ يُجَدَّدُ
أُقاتِلُ أَشواقي بِصَبري تَجَلُّداً
وَقَلبِيَ في قَيدِ الغَرامِ مُقَيَّدُ
إِلى اللَهِ أَشكو جَورَ قَومي وَظُلمَهُم
إِذا لَم أَجِد خِلّاً عَلى البُعدِ يَعضُدُ
خَليلَيَّ أَمسى حُبُّ عَبلَةَ قاتِلي
وَبَأسي شَديدٌ وَالحُسامُ مُهَنَّدُ
حَرامٌ عَلَيَّ النَومُ يا اِبنَةَ مالِكٍ
وَمِن فَرشُهُ جَمرُ الغَضا كَيفَ يَرقُدُ
سَأَندُبُ حَتّى يَعلَمَ الطَيرُ أَنَّني
حَزينٌ وَيَرثي لي الحَمامُ المُغَرِّدُ
وَأَلثِمُ أَرضاً أَنتِ فيها مُقيمَةٌ
لَعَلَّ لَهيبي مِن ثَرى الأَرضِ يَبرُدُ
رَحَلتِ وَقَلبي يا اِبنَةِ العَمِّ تائِهٌ
عَلى أَثَرِ الأَظعانِ لِلرَكبِ يَنشُدُ
لَئِن يَشمَتِ الأَعداءُ يا بِنتَ مالِكٍ
فَإِنَّ وِدادي مِثلَما كانَ يَعهَدُ
قصيدة: بان العزاء وبان الصبر – ابن عربي
بانَ العَزَاءُ وبانَ الصّبرُ إذ بانوا
بانوا وهمْ في سُويدِا القلبِ سُكَّانُ
سألتُهم عن مَقِيلِ الرّكْبِ, قِيل لنا
مَقيلُهم حيثُ فاحَ الشِّيحُ والبَانُ
فقلتُ للريحِ سيري والحقي بهمُ
فإنّهم عند ظِلّ الأيْكِ قُطّانُ
وَبَلّغِيهِمْ سَلاماً من أخي شَجَنٍ
في قلبهِ منْ فِراقِ القومِ أشجانُ
اقرأ أيضًا: غزل في العيون - أبيات شعر قصيرة عن العيون
قصيدة: حب تحت الصفر - نزار قباني
هو البحر.. يفصل بيني وبينك..
والموج، والريح، والزمهرير.
هو الشعر.. يفصل بيني وبينك..
فانتبهي للسقوط الكبير..
هو القهر.. يفصل بيني وبينك..
فالحب يرفض هذي العلاقة
بين المرابي.. وبين الأجير..
أحبك..
هذا احتمالٌ ضعيفٌ.. ضعيف
فكل الكلام به مثل هذا الكلام السخيف
أحبك.. كنت أحبك.. ثم كرهتك..
ثم عبدتك.. ثم لعنتك..
ثم كتبتك.. ثم محوتك..
ثم لصقتك.. ثم كسرتك..
ثم صنعتك.. ثم هدمتك..
ثم اعتبرتك شمس الشموس.. وغيرت رأيي.
فلا تعجبي لاختلاف فصولي
فكل الحدائق، فيها الربيع، وفيها الخريف..
هو الثلج بيني وبينك..
ماذا سنفعل؟
إن الشتاء طويلٌ طويل
هو الشك يقطع كل الجسور
ويقفل كل الدروب،
ويغرق كل النخيل
أحبك!.
يا ليتني أستطيع استعادة
هذا الكلام الجميل.
أحبك..
أين ترى تذهب الكلمات؟
وكيف تجف المشاعر والقبلات
فما كان يمكنني قبل عامين
أصبح ضرباً من المستحيل
وما كنت أكتبه - تحت وهج الحرائق -
أصبح ضرباً من المستحيل..
إن الضباب كثيفٌ
وأنت أمامي.. ولست أمامي
ففي أي زاويةٍ يا ترى تجلسين؟
أحاول لمسك من دون جدوى
فلا شفتاك يقينٌ.. ولا شفتاي يقين
يداك جليديتان.. زجاجيتان.. محنطتان..
وأوراق أيلول تسقط ذات الشمال وذات اليمين
ووجهك يسقط في البحر شيئاً فشيئاً
كنصف هلالٍ حزين..
تموت القصيدة من شدة البرد..
من قلة الفحم والزيت..
تيبس في القلب كل زهور الحنين
فكيف سأقرأ شعري عليك؟
وأنت تنامين تحت غطاءٍ من الثلج..
لا تقرأين.. ولا تسمعين..
وكيف سأتلو صلاتي؟
إذا كنت بالشعر لا تؤمنين..
وكيف أقدم للكلمات اعتذاري؟
وكيف أدافع عن زمن الياسمين؟
جبالٌ من الملح.. تفصل بيني وبينك..
كيف سأكسر هذا الجليد؟
وبين سريرٍ يريد اعتقالي..
وبين ضفيرة شعرٍ تكبلني بالحديد؟
أحبك.. كنت أحبك حتى التناثر.. حتى التبعثر..
حتى التبخر.. حتى اقتحام الكواكب، حتى
ارتكاب القصيدة،
أحبك.. كنت قديماً أحبك..
لكن عينيك لا تأتيان بأي كلامٍ جديد
أحبك.. يا ليتني أستطيع الدخول لوقت البنفسج،
لكن فصل الربيع بعيد..
ويا ليتني أستطيع الدخول لوقت القصيدة،
لكن فصل الجنون انتهى من زمانٍ بعيد.
لكن عينيك لا تأتيان بأي كلامٍ جديد
أحبك.. يا ليتني أستطيع الدخول لوقت البنفسج،
لكن فصل الربيع بعيد..
ويا ليتني أستطيع الدخول لوقت القصيدة،
لكن فصل الجنون انتهى من زمانٍ بعيد.
قصيدة: كان لنا حنين – فاروق جويدة
أماه.. ليتك تسمعين
لا شيء يا أمي هنا يدري حكايا.. الحائرين
كم عشت بعدك شاحب الأعماق مرتجف الجبين
والحب في الطرقات مهزوم على زمن حزين
***
بيني وبينك جد في عمري جديد
أحببت يا أمي.. شعرت بأن قلبي كالوليد
واليوم من عمري يساوي الآن ما قد كان
من زمني البعيد
وجهي تغير
لم يعد يخشى تجاعيد السنين
والقلب بالأمل الجديد فراشة
صارت تطوف مع الأماني تارة
وتذوب.. في دنيا الحنين
والحب يا أمي هنا
شيء غريب في دروب الحائرين
وأنا أخاف الحاسدين
قد عشت بعدك كالطيور بلا رفيق
وشدوت أحزان الحياة قصيدة..
وجعلت من شعري الصديق
قلبي تعلم في مدينتنا السكون
والناس حولي نائمون
لا شيء نعرف ما لذي قد كان يوما أو يكون!
لم يبق في الأرض الحزينة غير أشباح الجنون
***
أماه يوما.. قد مضيت
وكان قلبي كالزهور
وغدوت بعدك اجمع الأحلام من بين الصخور
في كل حلم كنت أفقد بعض أيامي وأغتال الشعور
حتى غدا قلبي مع الأيام شيئا.. من صخور!
يوما جلست إليك ألتمس الأمان
قد كان صدرك كل ما عانقت في دنيا الحنان
وحكيت أحوال ويأس العمر في زمن الهوان
وضحكت يوما عندما
همست عيونك.. بالكلام
قد قلت أني سوف أشدو للهوى أحلى كلام
وبأنني سأدور في الأفاق أبحث عن حبيب
وأظل أرحل في سماء العشق كالطير الغريب
عشرون عاما
منذ أن صافحت قلبك ذات يوم في الصباح
ومضيت عنك وبين أعماق تعانقت الجراح
جربت يا أمي زمان الحب عاشرت الحنين
وسلكت درب الحزن من عمري سنين
لكن شيئا ظل في قلبي يثور.. ويستكين
حتى رأيت القلب يرقص في رياض العاشقين
وعرفت يا أمي رفيق الدرب بين السائرين
عينان يا أمي يذوب القلب في شطآنها
أمل ترنم في حياتي مثلما يأتي الربيع
ذابت جراح العمر وانتحر الصقيع..
***
أحببت يا أمي وصار العمر عندي كالنهار
كم عشت أبحث بعد فرقتنا على هذا النهار
في الحزن بين الناس في الأعماق
خلف الليل في صمت البحار
ووجدتها كالنور تسبح في ظلام فانتفض النهار
***
ما زلت يا أمي أخاف الحزن
أن يستل سيفا في الظلام
وأرى دماء العمر
تبكي حظها وسط الزحام
فلتذكريني كلما
همست عيونك بالدعاء
ألا يعود العمر مني للوراء
ألا أرى قلبي مع الأشياء شيئا.. من شقاء
وأضيع في الزمن الحزين
وأعود أبحث عن رفيق العمر بين العاشقين
وأقول.. كان الحب يوما
كانت الأشواق
كان...
كان لنا حنين!