ما أصعب الفراق حينما يُجبر الإنسان على التخلي عن أحبته، سواء كانوا من أهله أو أصدقائه أو حبيبه. فالفراق هو ألمٌ لا يوصف، وهو شعورٌ بالوحشة والوحدة، ويترك أثرًا عميقًا في القلب.
وقد عبر الشعراء عن مشاعر الفراق بكلماتٍ راقيةٍ وعذبة، تُعبّر عن مدى الحزن والأسى الذي يشعر به الإنسان عند فراق من يحب. في هذا المقال جمعنا لكم أجمل أبيات شعر عن لحظات الوداع، شعر حزين عن فراق الأحبة، أبيات شعر قصيرة عن فراق الحبيب، شعر حزين عن الفراق والوداع قصير، شعر عن فقد الاحبة، ابيات شعر عن السفر والوداع.
شعر عن الوداع قصير
قال البحتري:
الله جارك في انطلاقك
تلقاء شامك أو عراقك
لا تعذلني في مسيري
يوم سرت ولم ألاقك
إني خشيت مواقفا
للبين تسفح غرب ماقك
وعلمت أن بكاءنا
حسب اشتياقي واشتياقك
وذكرت ما يجد المودع
عند ضمك واعتناقك
فتركت ذاك تعمدا
وخرجت أهرب من فراقك
وقال صفي الدين الحلي:
رعى الله من ودعته فكأنما
أودع روحا بين لحمي وأعظمي
وقلت لقلبي حين فارقت مجده
فراق ومن فارقت غير مذمم
وقال احد الشعراء:
بكت عيني غداة البين دمعاً
وأخرى بالبكا بخلت علينا
فعاقبت التي بالدمع ضنت
بأن أغمضتها يوم التقينا
وأسعدت التي بالدمع جادت
بأن أقررتها بالوصل عينا
وقال آخر:
مدت إلى البين أطرافا مخضبة
لما تولت وذاقت حرقة البين
وودعتني وما همت ولا نطقت
وإنما ودعت وحيا بعينين
بلى لقد أومأت نحوي بإصبعها
إيماءة ختلت عنها الرقيبين
وقال آخر:
أيا عجبا ممن يودع إلفه
يمد يدا نحو الفراق فيسرع
هممت بتوديع الحبيب فلم أطق
فودعته بالقلب والعين تدمع
وقال آخر:
ومودع يوم الفراق بلحظه
شرق من العبرات ما يتكلم
متقلب نحو الحبيب بطرفه
لا يستطيع إشارة فيسلم
نطق الضمير بما أرادا منهما
فكلاهما مما يعاين مفحم
وقال آخر:
ودع أحبابه فما وقفوا
ولا على ذي صبابة عطفوا
كم كبد قطعوا بينهم
وكم دموع عليهم تلف
كأنهم لم يجاوروك ولم
تعرفهم والوصال مؤتلف
وقال آخر:
ولما برزنا لتوديعهم
بكوا لؤلؤا وبكينا عقيقا
أداروا علينا كؤوس الفراق
وهيهات من سكرها أن نفيقا
تولوا فأتبعتهم أدمعي
فصاحوا الغريق وصحت الحريقا
اقرأ أيضًا: أبيات شعر قصيرة عن الوطن.
شعر قصير عن الفراق
قال أبو تمام:
يوم الفراق لقد خلقت طويلا
لم تبق لي جلدا ولا معقولا
لو جاء مرتاد المنية لم تجد
إلا الفراق على النفوس دليلا
قالوا الرحيل فما شككت بأنها
نفسي عن الدنيا تريد رحيلا
وقال أيضًا:
ما اليوم أول توديعي ولا الثاني
البين أكثر من شوقي وأحزاني
حسب الفراق بأن الدهر ساعده
فصار أملك من روحي بجثماني
وما أظن النوى يرضى بما صنعت
حتى تشافه بي أقصى خرسان
وقال أبو الشيص الخزاعي:
ما فرق الأحباب بعد الله إلا الإبل
والناس يلحون غراب البين لما جهلوا
وما على ظهر غراب البين تطوى الرحل
ولا إذا صاح غراب في الديار ارتحلوا
وما غراب البين إلا ناقة أو جمل
وقال ابن حزم الأندلسي:
كأن لم يكن بين ولم تك فرقة
إذا كان من بعد الفراق تلاق
كأن لم تؤرق بالعراقين مقلتي
ولم تمر كف الشوق ماء ماق
ولم أزر الأعراب في خبت أرضهم
بذات اللوى من رامة وبراق
ولم أصطبح في البيد من قهوة النوى
بكأس سقانيها الفراق دهاق
وقال آخر:
ليس الفراق وإن جزعت بضائر
ما لم تفرق بيننا الأخلاق
إن لم يحل حدث المنية بيننا
فسنلتقي وسيحفظ الميثاق
والدهر يجمع بين كل مفارق
ولكل ملتقيين منه فراق
وقال آخر:
لما رأيت القوم قد رحلوا
وراهب الدير بالناقوس مشتغل
شبكت عشري على رأسي وقلت له
يا راهب الدير هل مرت بك الإبل
فحن لي وبكى بل رق لي ورثى
وقال لي يا فتى ضاقت بك الحيل
إن الخيام التي جئت تطلبهم
بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا
وقال آخر:
أقيم وتظعنين وأنت روحي
وهل جسد يعيش بغير روح
لئن كان الفراق غدا فإني
سأحمل لا أشك إلى ضريحي
تعالي بعد فرقتنا لنبكي
فإني نائح أبدا فنوحي
اقرأ أيضًا: أزف الرحيل وحان أن نتفرقا – إيليا أبو ماضي.
أبيات شعرية قصيرة عن الفراق
قال يحيى الغزال:
وإن رجائي في الإياب إليكم
وإن أنا أظهرت العزاء قصير
وإن كنت تبغين الوداع فبالغي
فدونك أحوال أرى وشهور
وقال عبيد الله بن مسعود الهذلي:
لعمري لئن شطت بعثمة دارها
لقد كدت من وشك الفراق أليحُ
أروح بهم ثم أغدو بمثله
ويحسب أني في الثياب صحيحُ
وقال إسحاق بن راهويه:
فراقك مثل فراق الحياة
وفقدك مثل افتقاد الديم
عليك السلام فكم من وفاء
أفارق منك وكم من كرم
وقال الأخفش الأصغر:
سقيا ورعيا وإيمانا ومغفرة
للباكيات علينا حين نرتحل
يبكي علينا ولا نبكي على أحد
أنحن أغلظ أكبادا أم الإبل
وقال آخر:
ولقد نظرت إلى الفراق فلم أجد
للموت لو فقد الفراق سبيلا
يا ساعة البين الطويل كأنما
واصلت ساعات القيامة طولا
وقال آخر:
من يكن يكره الفراق فإني
أشتهيه لموضع التسليم
إن فيه اعتناقه لوداع
وانتظار اعتناقه لقدوم
وقال آخر:
لم أنس يوم الرحيل موقفها
وطرفها في دموعها غرق
وقولها والركاب واقفة
تركتني هكذا وتنطلق
وقال آخر:
شيئان لو بكت الدماء عليهما
عيناي حتى تؤذنا بذهاب
لم يبلغا المعشار من حقيهما
فقد الشباب وفرقة الأحباب
وقال آخر:
خليلي إلاتبكيا لي أستعن
خليلا إذا أفنيت دمعي بكى ليا
كأن لم تكن بين إذا كان بعده
تلاق ولكن لا إخال تلاقيا
وقال آخر:
أقول له حين ودعته
وكل بعشرته مبلس
لئن رجعت عنك أجسامنا
لقد سافرت معك الأنفس
وقال آخر:
ليس شيء من الفراق وإن
كان أخو الوجد والها كلفا
أحرق من وقفة المشيع للقلب
يريد الرجوع منصرفا
اقرأ أيضًا: شعر حب حزين.
قصيدة عن الوداع
وقال ابن زريق البغدادي:
أستودع الله في بغداد لي قمرا
بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودعته وبودي لو يودعني
صفو الحياة وأني لا أودعه
وكم تشفع بي أن لا أفارقه
وللضرورات حال لا تشفعه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى
وأدمعي مستهلات وأدمعه
لا أكذب الله ثوب الصبر منخرق
عني بفرقته لكن أرقعه
وقال آخر:
بقيت غداة النوى حائرا
وقد حان ممن أحب الرحيل
فلم تبق لي دمعة في الشؤون
إلا غدت فوق خدي تجول
فقال نصيح من القوم لي
وقد كاد يقضي علي الغليل
ترفق بدمعك لا تفنه
فبين يديك بكاء طويل
وقال آخر:
قالت وقد نالها للبين أوجعه
والبين صعب على الأحباب موقعه
اجعل يديك على قلبي فقد ضعفت
قواه عن حمل ما تحويه أضلعه
واعطف علي المطايا ساعة فعسى
من شت شمل الهوى بالوصل يجمعه
كأنني يوم ولت حسرة وأسى
غريق بحر يرى الشاطئ ويمنعه
وقال آخر:
صاح الغراب بوشك البين فارتحلوا
وقربوا العيس قبل الصبح واحتملوا
وغادروا القلب ما تهدا لواعجه
كأنه بضرام النار مشتعل
وفي الجوانح نار الحب تقدحها
أيدي النوى بزناد الشوق إذ رحلوا
لما أناخوا قبيل الصبح عيرهم
ورحلوها وسارت بالدمى الإبل
وقلبت من خلال السجف ناظرها
ترنو إلي ودمع العين منهمل
وودعت ببنان عقده عنم
ناديت: لا حملت رجلاك يا جمل
ويحيى من البين ماذا حل بي وبهم
من نازل البين حل البين وارتحلوا
يا راحل العيس عرج بي أودعهم
يا راحل العيس في ترحالك الأجل
إني على العهد لم أنقض مودتهم
يا ليت شعري لطول العهد ما فعلوا
قصيدة عن الفراق
وقال محمد بن مقسم:
فراق الأحبة داء دخيل
ويوم الرحيل لنفس رحيل
سمعت ببينك فاعتادني
غليل بقلبي وحزن طويل
أهذا ولم يك يوم الفراق
فإن كان لا كان زاد الغليل
وأيقنت أني به تالف
ما قد وصفت عليه دليل
حياة الخليل حضور الخليل
ويفنى إذا غاب عنه الخليل
وقال إسحاق الموصلي:
تقضت لبانات وجد رحيل
ويشف من أهل الصفاء غليل
ومدت أكف للوداع تصافحت
وكادت عيون للفراق تسيل
ولا بد للإلفين من ذم لوعة
إذا ما الخليل بان عنه خليل
فكم من دم قد طل يوم تحملت
أوانس لا يودى لهن قتيل
غداة جعلت الصبر شيئا نسيته
وأعولت لو أجدى عليك عويل
ولم أنس منها نظرة هاج لي بها
هوى منه باد ظاهر ودخيل
كما نظرت حوراء في ظل سدرة
دعاها إلى ظل الكناس مقيل
وقال كلثوم العتابي:
ما غناء الحذار والإشفاق
وشابيب دمعك المهراق
غر من ظن أن يفوت المنايا
وعراها قلائد الأعناق
ويد الحادثات رهن بمرات
من العيش مصرات المذاق
كم صفيين متعا باتفاق
ثم صارا من بعده لافتراق
قلت للفرقدين والليل ملق
سود أكنافه على الآفاق
ابقيا ما بقيتما سوف يرمي
بين شخصيكما بسهم الفراق
هوني ذا عليك واقني حياء
لست تبقين لي ولست بباق
أينا قدمت حمام المنايا
فالذي أخرت سريع اللحاق
لا يدوم البقاء للخلق لكن
دوام البقاء للخلاق
إن قضى الله أن يكون تلاق
بعد ما قد ترين كان التلاقي