تُعَدّ المصائب والمحن من سنن الحياة التي لا مفرّ منها، وهي بمثابة اختبار للإيمان والصبر والعزيمة. وقد عبّر الشعراء عبر العصور عن مشاعرهم تجاه هذه التجارب القاسية من خلال أبيات شعرية مليئة بالحكمة والقوة.
فيما يلي بعض الأمثلة على أبيات شعر قصيرة عن المصائب والمحن:
أبيات شعر عن الشدائد
قال علي بن أبي طالب:
لا تكره المكروه عند نزوله
إن المكاره لم تزل متباينه
كم نعمة لم تستقل بشكرها
لله في طي المكاره كامنه
وقال الشافعي:
ولرب نازلة يضيق لها الفتى
ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وقال المعري:
مصائب هذه الدنيا كثيرة
وأيسرها على الفطين الحمام
مُصاب لا تنزه عنه نفس
ولا يُقضى بمدفعه الذمام
وقال أحمد شوقي:
إن من يحمل الخطوب كبارا
لا يبالي بحملهن صغارا
وقال أيضًا:
يجل الخطب في رجل جليل
وتكبر في الكبير النائبات
وليس الميت تبكيه بلاد
كمن تبكي عليه النائحات
وقال أيضًا:
ما جل خطب ثم قيس بغيره
إلا وهونه القياس وصغرا
أجد الحياة حياة دهر ساعة
وأرى النعيم نعيم عمر مقصرا
وأعد من حزم الأمور وعزمها
للنفس أن ترضى وألا تضجرا
وقال قيس بن الخطيم:
وكل شديدة نزلت بحي
سيأتي بعد شدتها رخاء
كذاك الدهر يصرف حالتيه
ويعقب طلعة الصبح المساء
وقال أبو تمام:
ما إن ترى شيئا لشيء مُحييا
حتى تلاقيه لآخر قاتلا
وقال أيضًا:
ومن لم يسلم للنوائب أصبحت
خلائقه طرا عليه نوائبا
وقال ابن حميدس:
كن واثقا بالله سبحانه
فهو الذي يصرف عنك الخطوب
واصرف إليه الوجه عن معشر
قد صرفوا عنك وجوه القلوب
وقال كثير عزة:
فما ورق الدنيا بباق لأهله
ولا شدة البلوى بضربة لازم
فلا تجزعن من شدة إن بعدها
فوارج تلوي بالخطوب العظائم
وقال أبو الفتح البستي:
لا تيأسن لعسرة فوراءها
يسران وعدا ليس فيه خلاف
كم عسرة قلق الفتى لنزولها
لله في إعسارها ألطاف
وقال ابن القلانسي:
يا نفس لا تجزعي من شدة عظمت
وأيقني من إله الخلق بالفرج
كم شدة عرضت ثم انجلت ومضت
من بعد تأثيرها في المال والمهج
وقال المنتصر بن بلال الانصاري:
فما شدة يوما وإن جل خطبها
بنازلة إلا سيتبعها يسر
وإن عسرت يوما على المرء حاجة
وضاقت عليه كان مفتاحها الصبر
وقال احد الشعراء:
على قدر فضل المرء تأتي خطوبه
ويعرف عند الصبر فيما يصيبه
ومن قل فيما يتقيه اصطباره
فقد قل فيما يرتجيه نصيبه
أبيات شعر عن المصائب
قال علي بن أبي طالب:
وما الدهر والأيام إلا كما ترى
رزية مال أو فراق حبيب
وقال أيضًا:
عجبت لجازع باك مصاب
بأهل أو حميم ذي اكتئاب
يشق الجيب يدعو الويل جهلا
كأن الموت بالشيء العجاب
وسلوى الله فيه الخلق حتى
نبي الله منه لم يحاب
له ملك ينادي كل يوم
لدوا للموت وابنوا للخراب
وقال المتنبي:
بذا قضت الأيام ما بين أهلها
مصائب قوم عند قوم فوائد
وقال علي بن الجهم:
إن المصائب ما تعدت دينه
نعم وإن صعبت عليه قليلا
هل تملكون لدينه ويقينه
وجنانه وبيانه تبديلا
وقال أبو فراس الحمداني:
المرء نصب مصائب لا تنقضي
حتى يوارى جسمه في رمسه
فمؤجل يلقى الردى في أهله
ومعجل يلقى الردى في نفسه
وقال النابغة الشيباني:
وجدت التراء والمصائب كلها
تجئ بها بعد الإله المقادر
فإن عسرة يوما أضرت بأهلها
يكن بعدها من غير شك مياسر
وقال قيس بن ذريح:
وكل مصيبات الزمان وجدتها
سوى فرقة الأحباب هينة الخطب
وقال الشريف المرتضى:
وما المرء إلا عرضة لمصيبة
فطورا بنوه ثم طورا شقيقه
وقال أيضًا:
إن المصيبة في الأحبة للفتى
لو كان يعلم نعمة لا تشكر
وقال أيضًا:
والمصيبات لا يصبن سوى الأخيار
منا إذا ولجن الربعا
وإذا لم يكن سوى الموت فالماضي
بطيئا كمن يموت سريعا
وقال ابن خاتمة الأندلسي:
إذ ما الدهر نابك منه خطب
وشد عليك من حمق عقاله
فكل لله أمرك لا تفكر
ففكرك فيه خبط في حباله
وقال محمد بن بشران:
لئن كان الزمان علي أنحى
بأحداث غصصت لها بريقي
فقد أسدى إلي يدا بأني
عرفت بها عدوي من صديقي
وقال احد الشعراء:
تعزي المصيبات الفتى وهو عاجز
ويلعب صرف الدهر بالحازم الجلد
وقال محمد بن زنجي البغدادي:
ألا رب عسر قد أتى اليسر بعده
وغمرة كرب فرجعت لكظيم
هو الدهر يوم بؤس وشدة
ويوم سرور للفتى ونعيم
وقال ابن قنبر:
كل المصائب قد تمر على الفتى
فتهون غير شماتة الأعداء
أبيات شعر عن الابتلاء
قال علي بن أبي طالب:
ليس البلية في أيامنا عجبا
بل السلامة فيها أعجب العجب
وقال أيضًا:
إذا النائبات بلغن المدى
وكادت تذوب لهن المهج
وحل البلاء وبان العزاء
فعند التناهي يكون الفرج
وقال أيضًا:
ومن البلاء وللبلاء علامة
أن لا يرى لك عن هواك نزوع
العبد عبد النفس في شهواتها
والحر يشبع تارة ويجوع
وكفاك من عبر الحوادث أنه
يبلى الجديد ويحصد المزروع
وقال الشافعي:
محن الزمان كثيرة لا تنقضي
وسروره يأتيك كالأعياد
ملك الأكابر فاسترق رقابهم
وتراه رقا في يد الأوغاد
وقال المتنبي:
رماني الدهر بالأرزاء حتى
فؤادي في غشاء من نبال
فصرت إذا أصابتني سهام
تكسرت النضال على النضال
وقال بهاء الدين زهير:
إذا أصبحت في عسر
فلا تخزن له وافرح
فبعد العسر يسر عاجل
واقرأ ألم نشرح
وقال ابن الرومي:
إن البلاء يطاق غير مضاعف
فإذا تضاعف صار غير مطاق
وقال طلحة بن محمد:
إذا نالك الدهر بالحادثات
فكن رابط الجأش صعب الشكيمة
ولا تهن النفس عند الخطوب
إذا كان عندك للنفس قيمة
فو الله ما لقي الشامتون
بأحسن من صبر نفس كريمة
وقال ابن خاتمة الأنصاري:
هو الدهر لا يبقي على لائذ به
فمن شاء عيشا يصطبر لنوائبه
فمن لم يصب في نفسه فمصابه
يفوت أمانيه وفقد حبائبه
وقال محمد بن مخلد بن قيراط:
تخطى النفوس على العيان
وقد تصيب على المظنة
كم من مضيق بالفضاء
ومخرج بين الأسنة
وقال عدي بن زيد:
ألم تر أن ريب الدهر يعلو؟
أخا النجدات والحصن الحصينا
ولم تلق الفتى يبقى لشيء
ولو أثرى ولد البينا
وإن أغفلن ذا جد عظيم
علقن به وإن أمهلن حينا
أبيات شعر عن المحن
قال علي بن أبي طالب:
فما نوب الحوادث باقيات
ولا البؤسى تدوم ولا النعيم
كما يمضي سرور وهو جم
كذلك ما يسوؤك لا يدوم
فلا تهلك على ما فات وجدا
ولا تفردك بالأسف الهموم
وقال علي بن الجهم:
ولكل حال معقب ولربما
أجلى لك المكروه عما يحد
لا يؤيسنك من تفرج كربة
خطب رماك به الزمان الأنكد
وقال المعري:
ومن يتأمل الأيام تسهل
عليه النائبات وإن بخسنه
وقال أيضًا:
فكن في كل نائبة جريئا
تصب الرأي إن خطئ الهدان
وقال بهاء الدين زهير:
كلما قلنا استرحنا
جاءنا شغل جديد
وخطوب ينقص الصبر
عليها وتزيد
تعب لا حمد فيه
لا ولا عيش حميد
إن هذا علم الله
هو الغبن الشديد
وأرى الشكوى لغير الله
شيء لا يفيد
وقال الصنوبري:
محن الفتى يخبرن عن فضل الفتى
كالنار مخبرة بفضل العنبر
وقال عبد الله الخفاجي:
ذممت دهرك إذ نابتك نائبة
بمثل ما تشتكيه يعرف الزمن
خفض عليك فإن العمر مخترم
والموت منتظر والحر ممتحن
وقال أيضًا:
لست أرتاع لخطب نازل
إنما الخوف لقلب مطمئن
وقال قابوس بن وشمكير:
قل للذي بصروف الدهر عيرنا
هل حارب الدهر إلا من له خطر؟
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وتستقر بأقصى قعره الدرر
وفي السماء نجوم غير ذي عدد
وليس يكسف إلا الشمس والقمر
وقال زكي قنصل:
ليست النكبة عارا إن تكن
حافزا للنصر سعيا وعمل
رب وإن سادر في لهوه
أيقظته صيحه الثأر بطل
أخيب الناس تقي خامل
يذكر الله ويرضى بالكسل
وقال إسماعيل بن بشار:
وكل كرب وإن طالت بليته
يوما تفرج غماه وتنكشف
وقال احد الشعراء:
بعض الرجال حديد حين يقرعه
خطب وبعضهم أوهى من الخزف
فلا ترعك الغواشي وهي مقبلة
فعل الجبان الذي يخشى من التلف
وقال علي الفنجكردي:
الحكم لله ما للعبد منقلب
إلا إليه ولا عن حكمه هرب
والمرء ما عاش في الدنيا أخو محن
تصيبه الحادثات السود والنوب
فإن يساعده في اثنائها فرج
تسارعت نحوه في إثره كرب
حتى إذا مل من دنياه فاجأه
في أرضه كان أوفي غيرها العطب
وقال الشريف المرتضى:
كل يوم غريبة للخطوب
وعجيب ينسيك كل عجيب
حيرة كالضلال في غمق الليل
بلا صاحب ولا مصحوب
وازورار عن الهدى فحليم
كسفيه ومخطئ كمصيب
شعر عن الصبر في الشدائد والمحن
قال علي بن أبي طالب:
لا تجزعن إذا نابتك نائبة
واصبر ففي الصبر عند الضيق متسع
إن الكريم إذا نابته نائبة
لم يبد منه على علاته الهلع
وقال أيضًا:
أتصبر للبلوى عزاء وحسبة
فتؤجر أم تسلو سلو البهائم
خلقنا رجالا للتجلد والأسى
وتلك الغواني للبكا والماتم
وقال أيضًا:
خليلي والله ما من ملمة
تدوم على حي وإن هي جلت
فإن نزلت يوما فلا تخضعن لها
ولا تكثر الشكوى إذا النعل زلت
فكم من كريم يبتلى بنوائب
فصابرها حتى مضت واضمحلت
وكانت على الأيام نفسي عزيزة
فلما رأت صبري على الذل ذلت
وقال أيضًا:
ألا فاصبر على الحدث الجليل
وداو جوك بالصبر الجميل
ولا تجزع وإن أعسرت يوما
فقد أيسرت في الزمن الطويل
ولا تيأس فإن اليأس كفر
لعل الله يغني من قليل
ولا تظنن بربك غير خير
فإن الله أولى بالجميل
وإن العسر يتبعه يسار
وقول الله أصدق كل قيل
فلو أن العقول تجر رزقا
لكان الرزق عند ذوي العقول
وكم من مؤمن قد جاع يوما
سيروى من رحيق سلسبيل
وقال أسامة بن منقذ:
إذا ما عرا خطب من الدهر فاصطبر
فإن الليلي بالخطوب حوامل
وكل الذي يأتي به الدهر زائل
سريعا فلا تجزع لما هو زائل
وقال أيضًا:
الق الخطوب إذا طرقن
بقلب محتسب صبور
فسينقضي زمن الهموم
كما انقضى زمن السرور
فمن المحال دوام حال
في مدى العمر القصير
وقال أيضًا:
لا تجزعن لخطب
فكل دهرك خطب
وحادثات الليالي
مملة ما تغب
تروح سلما وتغدو
على الفتى وهي حرب
ولا تضق باصطبار
ذرعا إذا اشتد كرب
فصبر يومك مر
وفي غد هو عذب
كم صابر الدهر قوم
فأدركوا ما أحبوا
وكل نار حريق
يخشى لظاها ستخبو
وقال علي بن الجهم:
من سبق السلوة بالصبر
فاز بفضل الحمد والأجر
يا عجبا من هلع جازع
يصبح بين الذم والوزر
مصيبة الإنسان في دينه
أعظم من جائحة الدهر
وقال ابن المقري:
لا تجزعن لخطب ما به حيل
تغنى وإلا فلا تعجز عن الحيل
وقدر شكر الفتى لله نعمته
كقدر صبر الفتى للحادث الجلل
لا شيء أولى بصبر المرء من قدر
لا بد منه وخطب غير منتقل
وإن أخوف نهج ما خشيت به
ذهاب حرية أو مرتضى عمل
وقال مصطفى الغلاييني:
لا تشك خطبا إذا حاولت مكرمة
تنوء بالجبل الراسي ولا تهن
إن المكارم لا تعطي مقادتها
نذلا جبانا عليها غير مؤتمن
من يصطبر للخطوب الدهم تقرعه
يمجد ومن هاب أسباب العلا يهن
ختاماً، إن أبيات الشعر هذه تمثل مصدر إلهام ودعم لنا في مواجهة صعوبات الحياة، وتُذكرنا بأن الأمل موجود دائماً، وأن النصر حليف الصابرين.