الحب والعشق من أجمل المشاعر الإنسانية، التي تغمر القلب وتملأ الروح فرحًا وسعادة. وقد عبّر الشعراء عبر العصور عن مشاعرهم من حب وعشق من خلال قصائد رائعة خالدة.
في هذه المقالة، سنقدم لكم بعض أبيات الشعر عن الحب والعشق من مختلف العصور والحضارات، لنتذوق جمال هذه المشاعر ونستمتع بعبق الكلمات:
شعر عن الحب قصير
قال أبو منصور الثعالبي:
فَديتُكَ يا أتمَّ النَّاسِ ظُرفاً
وأصلَحَهُمْ لمتَخذٍ حَبيبا
فوجهُكَ نُزْهَةُ الأبصارِ حُسْناً
وصَوُتُكَ مُتعَةُ الأسماعِ طيبا
وسائلةٍ تُسائلُ عنكَ قُلنا
لَها في وَصفِكَ العجبَ العَجيبا
رَنا ظبيْاً وغَنَّى عندليباً
ولاحَ شَقائقاً ومَشَى قَضيبا
وقال مجنون ليلى:
أَيا مُهدِياً نَفيَ الحَبيبِ صَبيحَةً
بِمَن وَإِلى مَن جِئتُما تَشِيانِ
بِمَن لَو أَراهُ عانِياً لَفَدَيتُهُ
وَمَن لَو رَآني عانِياً لَفَداني
فَمَن مُبلِغٌ عَنّي الحَبيبَ رِسالَةً
بِأَنَّ فُؤادي دائِمُ الخَفَقانِ
وَأَنِّيَ مَمنوعٌ مِنَ النَومِ مُدنَفٌ
وَعَينايَ مِن وَجدِ الأَسى تَكِفانِ
وقال ابن الأعرابي:
شكوت فقالت كل هذا تبرما
بحبي أراح الله قلبك من حبي
فلما كتمت الحب قالت لشد ما
صبرت وما هذا بفعل شجى القلب
فأدنو فتقصيني فأبعد طالبا
رضاها فتعتد التباعد من ذنبي
فشكواي تؤذيها وصبري يسوؤها
وتجزع من بعدي وتنفر من قربي
فيا قومي هل من حيلة تعرفونها
أشيروا بها واستوجبوا الشكر من ربي
وقال ابن طفيل:
يا باكيا فرقة الأحباب عن شحط
هلا بكيت فراق الروح للبدن
نور تردد في طين إلى أجل
فانحاز علوا وخلى الطين للكفن
يا شد ما افترقا من بعد ما اعتنقا
أظنها هدنة كانت على دخن
إن لم يكن في رضا الله اجتماعهما
فيا لها صفقة تمت على غبن
وقالت علية بنت المهدي:
بني الحبُّ على الجورِ فلو
أنصَفَ المعشوقُ فيهِ لَسَمَجْ
ليسَ يستحسنُ في وصفِ الهوى
عاشقٌ يَعْرِفُ تَأليفَ الحُجَجْ
لا تعيبنّ من محبِّ ذلَّةً
ذِلَّةُ العاشق مِفتاحُ الفَرَجْ
وقليل الحبّ صرفاً خالصاً
لك خَيْرٌ من كثيرٍ قَدْ مُزِجْ
وقال حازم القرطاجني:
وإذا هويت فلا تكن متهالكا
في الحب بل متماسكا كي تنتجي
فالحب مثل البحر يأمن من مشى
في شطه ويخاف كل ملجج
فاسلك سبيل توسط فيه تصب
وإلى التبسط فيه لا تستدرج
وقال الشاعر القروي:
دعوة الحب أول الدعوات
أعلنت من مآذن السماوات
خرجت من فم الإله فكانت
آية الخلق أعجب الآيات
يا لها نبرة تولد عنها
كل ما في الوجود من حركات
فتزوج وانعم ولد ثم زوج
واصنع الخالدين والخالدات
وقال الخبز أرزي:
رأيت الهلال ووجه الحبيب
فكانا هلالين عند النظر
فلم أدر من حيرتي فيهما
هلال الدجى من هلال البشر
ولولا التورد في الوجنتين
وما راعني من سواد الشعر
لكنت أظن الهلال الحبيب
وكنت أظن الحبيب القمر
وقال الشريف المرتضى:
وفي النفر الغادين وجه أحبه
وما كل وجه في الرفاق حبيب
ينوب مناب البدر ليلة تمه
ويغني غناء الشمس حين تغيب
ولما دعاني للغرام أحبته
وما كان قلبي للغرام يجيب
وما كنت إلا فيه للحب طائعا
وما لسواه في الفؤاد نصيب
وقال البحتري:
ولقد قال طبيبي
وطبيبي ذو احتيال
أشك ما شئت سوى
الحب فإني لا أبالي
سقم الحب رخيص
ودواء الحب غال
وقال أيضًا:
روحي وروحك مضمومان في جسد
يا من رأى جسدا قد ضم روحين
يا باعث السكر من طرف يقلبه
هاروت لا تسقني خمرا بكاسين
ويا مدرك عينيه ليقتلني
إني أخاف عليك العين من عيني
ليت ما بين من أحب وبيني
مثل ما بين حاجبي وعيني
وقال ابن عبد ربه:
سرى طيف الحبيب على البعاد
ليصلح بين عيني والرقاد
فبات إلى الصباح، يدي وساد
لوجنته كما يده وسادي
بنفسي من أعاد إلي نفسي
ورد إلى جوانحه فؤادي
خيال زارني لما راني
عدتني عن زيارته عوادي
يواصلني على الهجران منه
ويدنيني على طول البعاد
اقرأ أيضًا: غزل في العيون - أبيات شعر قصيرة عن العيون.
شعر قصير عن العشق
قال مجنون ليلى:
أمر مجنيا عن بيت ليلى
ولم ألمم به وبي الغليل
أمر مجنبا وهواي فيه
فطرفي عنه منكسر كليل
وقلبي فيه مقتتل فهل لي
إلى قلبي وساكنه سبيل
أؤمل أن أعل بشرب ليلى
ولم أنهل فكيف لي العليل
وقال نصيب بن رباح:
وما في الأرض أشقى من محب
وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيا في كل وقت
مخافة فرقة أو لاشتياق
فيبكي إن نأوا شوقا إليهم
ويبكي لأن دنوا خوف الفراق
فتسخن عينه عند التنائي
وتسخن عينه عند التلاقي
وقال عروة بن حزام:
ألا ما للحبيبة لا تعود
أبخل بالحبيبة أم صدود
مرضت فعادني قومي جميعا
فما لك لم تري فيمن يعود
فقدت حبيبتي فبليت وجدا
وفقد الإلف يا سكني شديد
وما استبطأت غيرك فاعلميه
وحولي من بني عمي عديد
فلو كنت السقيمة جئت أسعى
إليك ولم ينهني الوعيد
وقال ابن الرومي:
أعانقها والنفس بعد مشوقة
إليها وهل بعد العناق تداني؟
وألثم فاها كي تزول صبابتي
فيشتد ما ألقي من الهيمان
ولم يكن مقدار الذي بي من الهوى
ليرويه ما ترشف الشفتان
كأن فؤادي ليس يشفي غليله
سوى أن يرى الروحان تمتزجان
وقال الشريف المرتضى:
جرعني حبه وباعدني
فلم أنل وصله ولم أكد
وزارني قبل أن تملكني
فصرت عبدا له فلم يعد
يضحك عن لؤلؤ فإن يكن
اللؤلؤ ذا صفرة فعن برد
ولست أرضى تشبيه لقيته
بساعة الأمن أو جنى الشهد
وقال قيس بن الملوح:
وقد زعموا أن المحب إذا دنا
يمل وأن النأي يشفي من الوجد
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا
على أن قرب الدار خير من البعد
على أن قرب الدار ليس بنافع
إذا كان من تهواه ليس بذي ود
وقال ابن الكيزاني:
ليس حظي من الحبائب إلا
لوعة أو تأسف أو غرام
حكموا البين والهوى في لما
علموا أنني بهم مستهام
أنا راض فليصنعوا ما أرادوا
كل صبر عنهم علي حرام
هم رجائي وهم نهاية سولي
وهم برء مهجتي والسلام
وقال أبو الطيب المتنبي:
أروح وقد ختمت على فؤادي
بحبك أن يحل به سواكا
وقد حملتني شكرا طويلا
ثقيلا لا أطيق به حراكا
وفي الأحباب مختص بوجد
وآخر يدعي معه اشتراكا
إذا اشتبهت دموع في خدود
تبين من بكى ممن تباكا
وقال أبو العتاهية:
من كان يزعم أن سيكتم حبه
أو يستطيع الستر فهو كذوب
الحب أغلب للرجال بقهره
من أن يرى للستر فيه نصيب
فإذا بدا سر اللبيب فإنه
لم يبد إلا والفتى مغلوب
إني لأحسد عاشقا متسترا
لم تتهمه أعين وقلوب
وقال العباس بن الأحنف:
لابد للعاشق من وقفة
تكون بين الوصل والصرم
يعتب أحيانا وفي عتبه
يهيج ما يخفي من السقم
إشفاقه داع إلى ظنه
وظنه داع إلى الظلم
حتى إذا الهجر تمادى به
راجع من يهوى على رغم
وقال البحتري:
حبيبي حبيب يكتم الناس أنه
لنا حين تلقانا العيون حبيب
يباعدني في الملتقى وفؤاده
وإن هو أبدى لي العباد قريب
ويعرض عني والهوى منه مقبل
إذا خاف عينا أو أشار رقيب
فتنطق منا أعين حين نلتقي
وتخرس منا ألسن وقلوب
وقال أيضًا:
يمزج خمرا بجنى ريقه
رقرقها الساقي بتصفيقه
كأنها من طيب أرياقه
شيبت من المسك بمفتوقه
ثمة يسقيني دراكا وقد
صوب نجم بعد تحليقه
حاسدنا في الحب مت حسرة
سهل دهر بعد تعويقه
وأظفر العاشق من بعد ما
عذبه البين بمعشوقه
يا رب لا تبل فتى عاشقا
من الذي يهوى بتفريقه
وقال أيضًا:
قلت للائم في الحب أفق
لا تهون طعم شيء لم تذق
بودي لو يهوى العذول ويعشق
فيعلم أسباب الهوى كيف تعلق
أرى خلقا حبي لعلوة دائما
إذا لم يدم بالعاشقين التخلق
فلو فهم الناس التلاقي وحسنه
لحبب من أجل التلاقي التفرق
وقال أيضًا:
سلام الله كل صباح يوم
عليك ومن يبلغ لي سلامي
لقد غادرت في جسدي سقاما
بما في مقلتيك من السقام
وذكرنيك حسن الورد لما
أتي ولذيذ مشروب المدام
لئن قل التواصل أو تمادى
بنا الهجران عاما بعد عام
فكم من نظرة لي من قريب
إليك وزورة لك في المنام
أأتخذ العراق هوي ودارا
ومن أهواه في أرض الشام
وقال سمنون بن حمزة:
وكان قلبي خاليا قبل حبكم
وكان بذكر الخلق يلهو ويمزح
فلما دعا قلبي هواك أجابه
فلست أراه عن فنانك يبرح
رميت ببين منك إن كنت كاذبا
إذا كنت في الدنيا بغيرك أفرح
وإن كان شيء في البلاد بأسرها
إذا غبت عن عيني بعيني يلمح
فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل
فلست أرى قلبي لغيرك يصلح
وقال المأمون:
أول العشق مزاح وولع
ثم يزداد إذا زاد الطمع
كل من يهوى، وإن غالت به
رتبة الملك، لمن يهوى تبع
فلذا هم وغدر ونوى
ولذا شوق ووجد وجزع
اقرأ أيضًا: شعر غزل قصير.
بيت شعري عن الحب
قال المتنبي:
فإن قليل الحب بالعقل صالح
وإن كثير الحب بالجهل فاسد
وقال إلياس فرحات:
الحب يذهب بالفوارق كلها
ويجيب الشقراء والسمراء
ويجمل الشوهاء حتى لا ترى
عين المحب حبيبة شوهاء
وقالت علية بنت المهدي:
أصابني بعدك ضر الهوى
واعتادني شوق وإقلاق
قد يعلم الله وحسبي به
أني إلى وجهك مشتاق
وقال صفي الدين الحلبي:
تحمل من حبيبك كل ذنب
وعد خطاه في وفق الصواب
ولا تعتب على ذنب حبيبا
فكم هجرا تولد من عتاب
وقال امرؤ القيس:
أغرك مني أن حبك قاتلي
وأنك مهما تأمري القلب يفعل؟
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي
بسهميك في أعشار قلب مقتل
وقال أبو الفتح البستي:
إن كنت تأنس بالحبيب وقربه
فاصبر على حكم الرقيب وداره
إن الرقيب إذا صبرت لحكمه
بوئت في مثوى الحبيب وداره
وقال أحمد شوقي:
وما الحب إلا طاعة وتجاوز
وإن أكثروا أوصافه والمعانيا
وما هو إلا العين بالعين تلتقي
وإن نوعوا أسبابه والدواعيا
وقال الشافعي:
ومن البلية أن تحب
ولا يحبك من تحبه
ويصد عنك بوجهه
وتلح أنت فلا تغبه
وقال الشريف المرتضى:
صحا الذي يشرب الصهباء مترعة
وشارب الحب أعيا أن يقال صحا
وقال أبو فراس الحمداني:
أساء فزادته الإساءة حظوة
حبيب على ما كان منه حبيب
يعد علي الواشيان ذنوبه
ومن أين للوجه الجميل ذنوب
وقال المتنبي:
نصيبك في حياتك من حبيب
نصيبك في منامك من خيال
وقال أبو الأسود الدؤلي:
فإني رأيت الحب في الصدور والأذى
إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
وقال جبران خليل جبران:
إذا وهى الحب فالهجران يقتله
وإن تمكن فالهجران يحييه
صغيرة النار عصف الريح يطفئها
ومعظم النار عصف الريح يذكيه
وقال العباس بن الأحنف:
تحمل عظيم الذنب ممن تحبه
وإن كنت مظلوما فقل أنا ظالم
فإنك إن لم تحمل الذنب في الهوى
يفارقك من تهوى وأنفك راغم
وقال أبو نواس:
مرض الحبيب فعدته
فمرضت من خوفي عليه
فأتى الحبيب يزورني
فبرئت من نظري إليه
وقال أيضًا:
كن إذا أحببت عبدا
للذي تهوى مطيعا
لن تنال الوصل حتى
تلزم النفس الخضوعا
وقال البحتري:
لولا الرجاء لمت من ألم الهوى
لكن قلبي بالرجاء موكل
قال أحد الشعراء:
هل الحب إلا زفرة بعد زفرة
وحر على الأحشاء ليس له برد
اقرأ أيضًا: شعر غزل فاحش.
أبيات شعرية عن العشق
قال قيس بن الملوح:
أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى
أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا
وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي
وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِيارا
وقال الفتح بن خاقان:
أيها العاشق المعذب صبرا
فخطايا أخي الهوى مغفورة
زفرة في الهوى أحط للذنب
من غزاة وحجة مبرورة
وقال صفي الدين الحلبي:
للعشق سكر كالمدام
إذا تمكن في العقول
يبقى اليسير من الكثر
فكيف ظنك بالقليل
وقال السري الرفاء:
ظهر الهوى وتهتكت أستاره
والحب خير سبيله إظهاره
أعصي العواذل في هواه جهارة
فألذ عيش المستهام جهاره
وقال المتنبي:
وما العشق إلا غرة وطماعة
يعرض قلب نفسه فيصاب
وغير فؤادي للغواني رمية
وغير بناني للزجاج ركاب
وقال أيضًا:
مما أضر بأهل العشق أنهم
هووا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا
تفنى عيونهم دمعا وأنفسهم
في إثر كل قبيح وجهه حسن
وقال الشريف المرتضى:
أبت زفرات الحب إلا تصعدا
ويأبى لهيب الوجد إلا توقدا
وقال بشار بن برد:
قرب دار الحبيب قرة عين
وكأن البعاد في القلب ثكل
إن موت الذي يموت من الحب
عفيفا له على الناس فضل
وقال كثير عزة:
إن المحب إذا أحب حبيبه
صدق الصفاء وأنجز الموعدا
وقال أبو الطيب المتنبي:
الحب ما منع الكلام الألسنا
وألذ شكوى عاشق ما أعلنا
ليت الحبيب الهاجري هجر الكرى
من غير جرم واصلي صلة الضنا
وقال العباس بن الأحنف:
وما الناس إلا العاشقون ذوو الهوى
ولا خير فيمن لا يحب ويعشق
وقال البحتري:
قد جاءك الحب بي عبدا بلا ثمن
إن خانك الناس لم يغدر ولم يخن
ما حل للحب إن الحب أعدمني
صبري وحرم أجفاني على الوسن
وقال أيضًا:
إذا شئت ألا تعذل الدهر عاشقا
على كمد من لوعة البين فاعشق
وقال الأحوص الأنصاري:
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى
فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا
اقرأ أيضًا: أجمل أشعار الغزل البدوي.
الخاتمة
إنّ هذه الأبياتِ لَم تُجسّدْ مشاعرَ الحبّ والعشقِ بأجملِ الصورِ وأصدقِ الكلماتِ. فالحبّ شعورٌ لا يُوصفُ، وعشقٌ لا يُقارن، ولن تَكْفِيَهُ الكلماتُ مهما بلغتْ من بلاغةٍ وفصاحةٍ. لكنّ هذه الأبياتِ تُلامسُ القلوبَ، وتُثيرُ المشاعرَ، وتُبقِي ذكرى الحبّ والعشقِ خالدةً في الذاكرة.