الوطن هو المكان الذي ارتبط به الإنسان ارتباطاً تاريخياً طويلاً، وسكنه روحاً وجسداً، وهو المكان الذي تولدت فيه هويتنا الوطنية، وهو المكان الذي نرتبط به بأقوى الروابط العاطفية. إنه المكان الذي نجد فيه الأمان والراحة والحب. الوطن هو هويتنا، وهو مصدر فخرنا وعزتنا.
وفي هذا المقال جمعنا لكم أجمل ما قاله الشعراء عن الوطن.
شعر عن الوطن قصير
قال أحمد شوقي:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
وهفا بالفؤاد في سلسبيل
ظمأ للسواد من عين شمس
شهد الله لم يغب عن جفوني
شخصه ساعة ولم يخل حسي
وقال أحمد مطر:
كل ما في بلدتي
يملأ قلبي بالكمد.
بلدتي غربة روح وجسد
غربة من غير حد
غربة فيها الملايين
وما فيها أحد.
غربة موصولة
تبدأ في المهد
ولا عودة منها.. للأبد!
وقال الرصافي البلنسي:
بلادي التي ريشت قويديمتي بها
فريحا اوتني قرارتها وكرا
مباءئ لين العيش في ريق الصبا
أبى الله أن أنسى لها أبدا ذكرا
أكل مكان راح في الأرض مسقطا
لرأس الفتى يهواه ما عاش مضطرا
ولا مثل مدحو من المسك تربة
تملي الصبا فيها حقيبتها عطرا
وقال جبران خليل جبران:
بلادي لا يزال هواك مني
كما كان الهوى قبل الفطام
أقبل منك حيث رمى الأعادي
رغاما طاهرا دون الرغام
وأفدي كل جلمود فتيت
وهى بقنابل القوم اللئام
لحى الله المطامع حيث حلت
فتلك أشد آفات السلام
وقال أحمد سالم باعطف:
الناس حساد المكان العالي
يرمونه بدسائس الأعمال
ولأنت يا وطني العظيم منارة
في راحتيك حضارة الأجيال
لا ينتمي لك من يخون ولاء
إن الولاء شهادة الأبطال
يا قبلة التاريخ يا بلد الهدى
أقسمت أنك مضرب الأمثال
وقال عبد المحسن الكاظمي:
ومن لم تكن أوطانه مفخرا له
فليس له في موطن المجد مفخر
ومن لم يبن في قومه ناصحا لهم
فما هو إلا خائن يتستر
ومن كان في أوطانه حاميا لها
فذكراه مسك في الأنام وعنبر
ومن لم يكن من دون أوطانه حمى
فذاك جبان بل أخس وأحقر
وقال إبراهيم الغزي:
ليست بأوطانك التي نشأت بها
لكن ديار الذي تهواه أوطان
خير المواطن ما للنفس فيه هوى
سم الخياط مع الأحباب ميدان
كل الديار إذا فكرت واحدة
مع الحبيب وكل الناس إخوان
وقال جورج صيدح:
وطني طيفك ضيفي في الكرى
كلما أطبقت جفني رقد
يتجنى فإذا ملت إلى
ضمه أعرض عني وابتعد
أترى طيف بلادي مثلها
كلما رق له القلب استبد
اقرأ أيضًا: شعر عن حب الوطن.
أبيات شعرية عن الوطن
قال أبو تمام:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبدا لأول منزل
وقال أحمد شوقي:
وطني أسفت عليك في عيد الملا
وبكيت من وجد ومن إشفاق
لا عيد لي حتى أراك بأمة
شماء راوية من الأخلاق
وقال أيضًا:
إنما الشرق منزل لم يفرق
أهله إن تفرقت أصقاعه
وطن واحد على الشمس والفصحى
وفي الدمع والجراح اجتماعه
وقال أيضًا:
إذا عظم البلاد بنوها
أنزلتهم منازل الإجلال
توجت مهامهم كما توجوها
بكريم من الثناء وغال
وقال ابن الرومي:
بلد صحبت به الشبيبة والصبا
ولبست ثوب العيش وهو جديد
فإذا تمثل في الضمير رأيته
وعليه أغصان الشباب تميد
وقال العباس الأحنف:
أمسى الفؤاد بهذا المصر مرتهنا
فما أريد لنفسي غيره وطنا
دع الحجاز ومن أمسى يحل به
إن الفؤاد بأهل الغور قد فتنا
وقال ابن حمديس:
أحن حنين النيب للموطن الذي
مغاني غوانيه إليه جواذبي
ومن سار عن أرض ثوى قلبه بها
تمنى له بالجسم أوبة آيب
وقال عامر بحيري:
لا تنصف الأوطان إلا نهضة
للعلم تترك ظله ممدودا
وإذا تمادى الشعب في وثباته
للمجد حطم باليمين سدودا
وقال أبو هلال العسكري:
إذا أنا لا أشتاق أرض عشيرتي
فليس مكاني في النهى بمكين
من العقل أن أشتاق أول منزل
غنيت بخفض في ذراه ولين
وقال عدنان مردم بك:
ليس هذا التراب شيئا زريا
أو حقيرا حتى يداس برجل
إن هذا التراب مجمل فضل
عن عصور وموجز عن كل
وقال محمد سليم:
وجدنا خدمة الأوطان فخا
يصيد به مطامعه الأريب
وكم ملئت جيوب من نضار
بذاك كأنما الوطن الجيوب
وقال أحد الشعراء:
ذكرت بلادي فاستهلت مدامعي
بشوقي إلى عهد الصبا المتقادم
حننت إلى أرض بها اخضر شاربي
وقطع عني قبل عقد التمائم
بيت شعر عن الوطن
قال أبو تمام:
وإذا تأملت البلاد رأيتها
تثري الرجال وتعدم
وقال البحتري:
وأحب آفاق البلاد إلى الفتى
أرض ينال بها كريم المطلب
وقال المتنبي:
وما بلد الإنسان غير الموافق
ولا أهله الأدنون غير الأصادق
وقال عدنان مردم بك:
حب الديار شريعة لأبوة
في سالف وفريضة لجدود
وقال أحد الشعراء:
موطن الإنسان أم فإذا
عقه الإنسان يوما عق أمه
وقال آخر:
بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي وإن ضنوا علي كرام
وقال آخر:
ومن أخذ البلاد بدون حرب
يهون عليه تسليم البلاد
قصيدة عن الوطن قصيرة
قال ابن الرومي:
ولي وطن آليت ألا أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
عهدت به شرخ الشباب ونعمة
كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا
فقد ألفته النفس حتى كأنه
لها جسد إن بان غودر هالكا
وحبب أوطان الرجال إليهم
مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم
عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا
وقال مصطفى صادق الرافعي:
بلادي هواها في لساني وفي فمي
يمجدها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خير فيمن لا يحب بلاده
ولا في حليف الحب إن لم يتيم
ومن تؤوه دار فيجحد فضلها
يكن حيوانا فوقه كل أعجم
ألم تر أن الطير إن جاء عشه
فآواه في أكنافه يترنم
وليس من الأوطان من لم يكن لها
فداء وإن أمسى إليهن ينتمي
وقال أحمد شوقي:
ويا وطني لقيتك بعد يأس
كأني قد لقيت بك الشبابا
وكل مسافر سيؤوب يوما
إذا رزق السلامة والإيابا
وكل عيش سوف يطوى
وإن طال الزمان به وطابا
كأن القلب بعدهم غريب
إذا عادته ذكرى الأهل ذابا
ولا يبنيك عن خلق الليالي
كمن فقد الأحبة والصحابا
وقال أيضًا:
في هوى الأوطان مقدرة
لذوي الأخلاق والفطن
أنت في فقر إذا افتقرت
وإذا استغنت فأنت غني
وإذا عزت عززت بها
وإذا هانت فرح فهن
إن إنسانا تقابله
ليس إنسانا بلا وطن
وقال عبد الله البردوني:
وطني أنت ملهمي
هزج المغرم الظمي
أنت نجوى خواطري
والغنا الحلو في فمي
ومعانيك شعلة
في عروقي وفي دمي
أنت في صدر مزهري
موجة من ترنم
وصدى مسكر إلى
عالم الخلد ينتمي
ونشيد.. معطر
كالربيع.. المرنم
وهتاف مسلسل
كالرحيق.. المختم
وقال خير الدين الزركلي:
العين بعد فراقها الوطنا
لا ساكنا ألفت ولا سكنا
ريانة بالدمع أقلقها
ألا تحس كرى ولا وسنا
كانت ترى في كل سانحة
حسنا وباتت لا ترى حسنا
والقلب لولا أنة صعدت
أنكرته وشككت فيه أنا
ليت الذين أحبهم علموا
وهم هنالك ما لقيت هنا
ما كنت أحسبني مفارقهم
حتى تفارق روحي البدنا
وقال القروي:
وطن ولكن للغريب وأمة
ملهى الطغاة وملعب الأضداد
يا أمة أعيت لطول جهادها
أسكون موت أم سكون رقاد
يا موطنا عاث الذئاب بأرضه
عهدي بأنك مربض الاساد
ماذا التمهل في المسير كأننا
نمشي على حسك وشوك قتاد
هل نرتقي يوما وملء نفوسنا
وجل المسوق وذلة المنقاد
هل نرقى يوما وحشور رجالنا
ضعف الشيوخ وخفة الأولاد
واهاً لأصفاد الحديد فإننا
من آفة التفريق في أصفاد
وقال ابن دريد:
وإذا تنكرت البلاد
فأولها كنف البعاد
واجعل مقامك أو مقرك
جانبي برك الغماد
لست ابن أم القاطنين
ولا ابن عم للبلاد
وانظر إلى الشمس التي
طلعت على إرم وعاد
هل تؤنسن بقية
من حاضر منهم وباد
كل الذخائر غير تقوى
ذي الجلال إلى نفاد