من هو أشعب؟
يُعدّ أشعب من أشهر الشخصيات الكوميدية في التراث العربي، اشتهر بنوادره وطرائفه التي تُروى عنه عبر الأجيال. عاش في العصر العباسي، وتميز بذكائه الحاد وخفة ظله، وقدرته على قلب المواقف المُحرجة إلى مواقف طريفة بلمسة ساخرة.
نوادر وطرائف أشعب الطماع
تتنوع قصص أشعب بين الطرائف والمواقف المضحكة، التي تظهر فطنته وذكاءه وسرعة بديهته في التعامل مع المواقف الصعبة، أو بخله الشديد، أو طمعه وحبه للأكل. وفي هذا المقال سنذكر لكم بعض من أشهر نوادر وطرائف أشعب الطماع، أتمنى أن تنال إعجابكم:
أشعب وأمير المؤمنين
يُحكى ان أشعب دخل على أبو جعفر المنصور في مجلسه، ألقى أشعب التحية وجلس إلى جوار أبو جعفر، وكان أبو جعفر المنصور يأكل اللوز والفستق من طبق في يده، فألقى أبو جعفر بواحدة من اللوز إلى أشعب.
فقال أشعب: يا أمير المؤمنين (ثاني أثنين إذ هما في الغار)، فألقى إليه أبو جعفر المنصور اللوزة الثانية.
فقال أشعب: (فعززنا بثالث)، فألقى إليه اللوزة الثالثة.
فقال أشعب: (فخذ أربعة من الطير فصر هن إليك)، فألقى إليه بأربع حبات من اللوز.
فقال أشعب: (ويقولون خمسة سادسهم كلبهم)، فألقى إليه بخمس وست من اللوز.
فقال أشعب: (ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم)، فألقى إليه بسبع وثمان من اللوز.
فقال أشعب: (وكان في المدينة تسعة رهط)، فألقى إليه بتسع من اللوز.
فقال أشعب: (فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة)، فألقى إليه بعشر حبات من اللوز.
فقال أشعب: (إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين)، فألقى إليه أحد عشر من اللوز.
فقال أشعب: يا أمير المؤمنين إذا لم تعطيني الطبق كله، والله لأقول لك: (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون)، فأعطاه الطبق كله.
أشعب وابنه والحمار
كان أشعب عائد إلى منزله ومعه أبنه وكان لديهم حمار يمتطيانه، وعندما كان يسيران في طريقهم مروا بجانب مجموعة من الناس، فلما رأوه قال أحدهم انظروا إلى هذا الرجل وابنه الذين يركبان الحمار يا لهما من عديمي الرحمة؛ وعندما سمع أشعب كلام الرجل نزل هو وولده من على ظهر الحمار.
وواصلا طريقهما سير على الأقدام خلف حمارهما، فمروا بجانب مجموعة من الناس فقال أحدهم انظروا إلى هذين الغبيين يمشيان خلف حمارهما وهم متعبين من الطريق ولا يركبان على الحمار، فلما سمع أشعب كلام الرجل ركب هو على الحمار وترك ولده يمشي.
فمروا بمجموعة أخرى من الناس على الطريق، فقال أحدهم انظروا إلى هذا الأب القاسي يركب هو على الحمار ويترك ابنه المسكين يمشي؛ فلما سمع أشعب كلام الرجل نزل من على الحمار واركب ابنه.
فمروا بمجموعة من الناس فقال أحدهم انظروا إلى ذلك الولد العاصي يمتطي هو الحمار وترك والده المسكين يمشي، فلما سمع الولد كلام الرجل نزل من على الحمار، فقال أشعب يا بني أننا لا نسلم من كلام الناس مهما فعلنا، فتعلم أشعب وابنه ان (رضا الناس غاية لا تُدرك).
موت أشعب
كان أشعب يسكن في مدينة تعيش بها امرأة تصيب بالعين، في أحد الأيام مرض أشعب مرضاً شديد، فذهبت تلك المرأة لزيارته وكان أشعب على فراش الموت ويوصي ابتنه قائلاً لها: يا بنيتي إذا وافتني المنية أوصيك إلا تبكي علي وتقولين وااا أبتاه أندبك للصلاة والصيام والقرآن، فيكذبونك ويلعنوني.
ثم انتبه أشعب ونظر إلى جانبه فوجد تلك المرأة واقفة بالقرب منه، غطى وجهه وقال لها: استحلفك بالله إن كنت قد استحسنت بي شيئاً فاذكري الله وصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.
فقالت المرأة: وماذا استحسن فيك يا أشعب وأنت على فراش الموت؟
فقال أشعب: من الممكن أن تستحسني عليه سهولة الموت، فيشتد عليه، ضحك الحاضرون وخرجت المرأة وهي غاضبة من عند أشعب ومات على الفور.
أشعب والتطفل
يُحكي أن أشعب التطفلي مر على ناس يأكلون، فقال: السلام عليكم أيها اللئام!
فقالوا: لا والله بل كرام.
فقال أشعب: اللهم اجعلني كاذباً واجعلهم صادقين.
فجلس معهم وبدأ في الأكل وهو يقول: ماذا تأكلون؟!
فقالوا: سماً!
فقال أشعب: العيش بعدكم لا طعم له، هذا وهو لم يتوقف عن الأكل.
فقالوا: يا رجل أتعرف أحداً منا؟!
فقال أشعب: أعرف هذا، وأشار إلى الطعام.
حياء أشعب
ذهب أشعب في رحلة برفقة أحد التجار، فتوقفا في الطريق ليرتاحا، وقال التاجر لأشعب قم أطبخ لنا هذا الطعام.
وقال أشعب: لا أحسن ذلك. فقام التاجر يطبخ الطعام.
وقال التاجر: قم فتت الخبز.
وقال أشعب: والله أنا كسلان. فقام التاجر بتفتيت الخبز.
وقال التاجر: قم اغرف.
وقال أشعب: أخشى أن ينقلب عليه. فغرف التاجر.
وبعدما جهز الطعام قال التاجر لأشعب قم الآن وكل.
فنهض أشعب مسرعاً وقال للتاجر: والله قد استحيت من كثرة خلافي عليك، فقام إلى الطعام وأكل.
أشعب والجدي
حضر أشعب على مائدة أحد الأمراء، فقدم للأكل جديا مشوياً، فانهال عليه أشعب وجعل يسرع في الأكل بنهم وشراهة.
فقال له صاحب الدعوة: أراك تأكل الجدي بغيظ وحرد وكان أمه نطحتك!
فقال أشعب: وأنا أراك تشفق عليه، وكان أمه أرضعتك.
أشعب والرجل
جاء رجل إلى أشعب يقترض منه.
فقال: أريد منك أن تقرضني، وأن تؤخرني في السداد.
قال أشعب: أمران كثير عليّ ولا أقدر إلا على أمر واحد.
فقال الرجل: موافق.
قال أشعب: أؤخرك كما تريد.. ولا أقرضك أبداً.
أشعب والدجاجة
جلس أشعب عند رجل ليتناول الطعام معه، ولكن الرجل لم يكن يريد ذلك. فقال إن الدجاج بارد ويجب أن يسخن؛ فقام وسخنه. وتركه فترة فقام وسخنه. وتركه فترة فبرد فقام مرة أخرى وسخنه. وكرر هذا العمل عدة مرات لعل أشعب يمل ويترك البيت.
فقال له أشعب : أرى دجاجك وكأنه آل فرعون؛ يعرضون على النار غدوا وعشيا.
أشعب والجنازة
مر أشعب ومعه ابنه بجنازة خلفها امرأة تبكي الميت وتقول:
الآن يذهبون بك إلى بيت لا فراش فيه, ولا غطاء, ولا ضيافة ولا خبز وماء.
فقال ابنه: يا أبت, إلى بيتنا والله يذهبون.
أشعب وزوجته
من نوادر أشعب مع زوجته، أنه ذات يوم ذهب إليها وكان معها دينار فقال: أعطني هذا الدينار حتى يلد لك في كل أسبوع درهما.
فأعطته إياه، وصار يدفع لها في كل أسبوع درهما.
فلما كان الأسبوع الرابع، تلكّأ أشعب عن الدفع، فجاءت زوجته وطلبت الدينار منه.
فقال لها: لقد مات بالنفاس!
فصاحت مندهشة: كيف؟ وهل يموت الدينار بالنفاس؟!
فقال أشعب: تصدقين بالولادة، ولا تصدقين بالنفاس!
أشعب وصديقة
سأل أشعب صديقا له: لماذا لا تدعوني أبدا إلى طعامك؟
أجاب الصديق: لأنك شديد المضغ، سريع البلع. إذا أكلت لقمة، هيأت أخرى بسرعة.
فصاح أشعب: جعلت فداك، أتريد أن أصلي ركعتين بين لقمة وأخرى؟!