تفسير رؤية الفلوس في المنام
يقول محمد ابن سيرين: رؤية الفلوس في المنام تدل على كلام رديء. والمنثور منها في وعاء؛ يدل على قضاء حاجة، والمكشوف منها؛ يدل على كلام رديء، وصخب.
ومن رأى في المنام أنه أدخل في فمه درهمًا، فأخرج فلسًا؛ فإنه زنديق. والفلس؛ كلام مع رياء ومجادلة، ومن رأى في المنام فلوسًا عليها اسم الله تعالى؛ فإنه قد رخص لنفسه في السماع، واستعمال الشعر عوضًا عن القرآن.
ومن رأى في المنام كأنه ابتلع دينارًا، وأخرجه من أسفله فلسًا؛ فإنه يموت على الكفر لأن الدينار دين، والفلس غش، وكفر، وضلال. وقال بعضهم: رؤية الفلوس في المنام تدل على حزن، وضيق، وكلام يتبعه غم. وقيل: الفلس يدل على الإفلاس.
ويقول عبد الغني النابلسي: الفلوس تدل على تعب وسأم لمن أصابها في المنام. والفلوس تدل على الحزن، والضيق، وكلام يتبعه غم. وربما دلت رؤية الفلوس في الحلم على الرزق الحقير، والفرج بعد الشدة أو يسير العمل الكثير الأجر. والفلوس تفليس في المحاكمات أو في المناظرات بين العلماء أو في المال.
تفسير رؤية الدنانير في المنام
يقول محمد ابن سيرين: رؤية الدينار الأحمر، العتيق، الجيد في المنام يدل على دين حنيفي خالص. والدينار الواحد؛ يدل على ولد حسن الوجه. ورؤية الدنانير في المنام تدل على كنز، وحكمة، أو ولاية، وأداء شهادة.
فمن رأى في المنام أنه ضيع دينارًا؛ مات ولده، أو ضيع صلاة فريضة. والدنانير الكثيرة إذا دُفعت إليك؛ أمانات، وصلوات.
ومن رأى في المنام أنه ينقل إلى منزله أوقار (الوقر: الحمل الثقيل) دنانير؛ فهو مال يُنقل إليه، لقوله تعالى {فالحاملات وقرا}.
ومن رأى في المنام أن في يده دينارًا؛ فإنه قد ائتمن إنسانًا على شيء، فخانه. والبهرج؛ دين فيه خلاف، والمطلية؛ قلة دين، وكذب، وزور.
وقيل: إن ابن سيرين كان يقول: الدنانير كتب تجيء، أو صكاك يأخذها. وإن كانت الدنانير خمسة؛ فهي الصلوات الخمس، وربما كان الدينار الواحد المفرد ولدًا.
ومن رأى في المنام أنه أصاب دنانير مجهولة أو عددًا مجهولًا أو تكون الدنانير فوق أربعة؛ فإنه يصيب أمرًا يكرهه، ويسمع ما يكره، كل ذلك بقدر كثرة الدنانير، وإنما ضعفت الدنانير في المكاره عن الذهب في التأويل؛ لما فيها من الكتاب الذي فيه توحيد الله، واسمه على الوجهين جميعًا.
وما كان من الدنانير قدر عدد صلاة من الصلوات الخمس؛ فإنه إن نال منها يعمل عملًا من أعمال البر، على قدر ما نال من الدنانير، فإن رأى أنه ضيع منها شيئًا؛ فإنه يضيع صلاة من الصلوات الخمس، أو عملًا من أعمال البر.
وربما كان جماعة الدنانير المعروفة العدد؛ دالة على العلم والبر، نحو مائة دينار، أو ألف دينار، بشرط أن يكون عددًا شفعًا ليس بوتر، زوجًا ليس بفرد، ويكون معه في رؤياه كلام يدل على أعمال البر، فإن رأى أنه أصاب من تلك الدنانير؛ فإنه يصيب من ذلك العلم.
وقيل: إن الدينار الواحد إذا كان قدر الدينار المعروف، أو أصغر منه؛ فإنه ولد صغير، يصيبه من أصاب ذلك الدينار.
ويقول عبد الغني النابلسي: الدنانير والدراهم؛ خواتم الله، وسهم إبليس، واضطرار بني آدم إليها. ومفرق الدنانير على الناس؛ قروض يقرضها. ورؤية الدنانير في المنام تدل على الكلام، وربما دلت على هموم وغموم، ورؤية الخمسة من الدنانير في المنام؛ هي الصلوات الخمس، فمن ضيع دينارًا؛ ترك صلاة.
والدنانير المعروفة العدد كالمائة ونحوها؛ تدل على العلم، والرزق من عمل اليد، خاصة إن كان عددها شفعًا.
والدنانير؛ دنو من الخير لأهل التقتير. وربما دل الدينار على ذي الوجهين من الناس، أو الصاحب الذي لا يدوم مع أحد. وربما دل على المعاضدة، والمساعدة، والأخبار المفرحة. وربما دل الدينار على المحبوب. وربما دلت الدنانير على العلوم والإيمان والهداية والخدمة مع السلطان.
وقيل: إن الدنانير إذا دفعها الإنسان لغيره، أو ضاعت منه؛ كانت ذهاب هم ونكد يزول عنه. وإن أخذ دنانير في المنام؛ تقلد أمانة، والواحد منها إلى الأربعة صالح، يقال هي كلام من جهة النساء، وكثرتها؛ مال بخصام.
ومن رأى في المنام كأنه يبلع دينارًا؛ فإنه يخون في أمانته. وعن ابن سيرين رحمه الله تعالى: أن الدنانير تعبر بالكتاب، لأنه مكتوب على وجهيه.
ومن رأى في المنام أنه أعطي دينارًا منقوشًا؛ أتاه بعض ما يكره من أهله، أو ممن يهمه أمره.
ومن رأى في المنام أنه أصاب دنانير معروفة؛ فإنه يصيبه من الهم بقدر ذلك، وإن كانت مجهولة لا يعرف عدها؛ فإن همه يكون أشد وأقوى.
ومن رأى في المنام أن ميتًا أعطاه دنانير؛ فقد سلم من الظلم. ومن رأى أنه أراد أن يعطيه ولم يأخذ منه شيئًا؛ فليحذر أن يَظلم أو يُظلم.
ومن رأى في المنام أن رجلًا أعطاه دنانير؛ فإنه رجل مظلوم، وإن دفعها هو إلى آخر، أو رآها عند رجل وهي مقطعة؛ يكون خصومة شديدة. فإن وجدها في الأرض ملقاة؛ فقتال شديد ومنازعة تكون بينه وبين رجل.
تفسير رؤية الدراهم في المنام
يقول محمد ابن سيرين: أما الدراهم فإن طبائع الإنسان فيها مختلفة، منهم من يرى أنه أصابها، فيصيبها في اليقظة كهيئتها، أو مثل عددها، ومنهم من يجد البيض من الدراهم في طبيعته كلامًا حسنًا، وذلك للنقش الذي يوجد فيه توحيد الله عز وجل واسمه عليه، ويجد السُود من الدراهم صخبًا وخصومة، وكلاهما كلام، إلا أن البيض كلام البر، والسود كلام خصومة.
ومنهم من لا يوافقه شيء منها على حال، ويجري كل ذلك إذا كانت الدراهم ظاهرة بارزة تتحول. فإن رأى أنه أعطي الدراهم في كيس أو صرة أو جراب؛ فإنه يستودع سرًا فيحفظه لصاحبه بقدر ما حفظ من ذلك، فاستحفظ منه، وكذلك لو رأى أنه دفعها إلى غيره؛ فإنه يستودعه سرًا يحفظه لصاحبه.
ورؤية الدراهم على كل حال خير من الدنانير الكثيرة، وأهون في الشر، وكذلك الدرهم الواحد الصغير؛ ولد صغير، لا سيما إذا كان ناقصًا عن وزن مبلغه، فما حدث بالدرهم؛ حدث بالولد، فإن رأى أنه انتُزع منه، أو ذهب ذهابًا لا رجوع فيه؛ مات الولد.
ورؤية الدراهم الجياد في المنام؛ دين، وعلم، وقضاء حاجة، أو صلاة. والنقية؛ دنيا صاحب الرؤيا، ومعاملته كل أحد على الوفاء، وبقاء الكسب، والأمانة. والصحاح، ونثارها على رجل؛ سماع كلام حسن، صحيح. وعددها؛ إعداد أعمال البر، لأنها مكتوب عليها: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولا تتم الأعمال إلا بذكر الله تعالى، فإن رآها إنسان؛ فإنه يتم له أمر الدين والدنيا.
فإن رأى في المنام معه صحاحًا واسعة، حسانًا؛ فإنه دين، فإن كان من أبناء الدنيا نال دنيا واسعة، ورزقًا حسنًا، وإن كانت امرأة حبلى؛ ولدت غلامًا حسنًا.
والدراهم الكثيرة إذا أصابها؛ إفادة خير كثير في فرح وسرور، فإن رأى أن له على إنسان دراهم جيادًا، صحاح؛ فإن له عليه شهادة حق، وإن طالبه بها؛ فهو مطالبته إياه بالشهادة، فإن ردهما كذلك؛ فهو شهادة بالحق والصحة، فإن ردها مكسرة؛ مال في الشهادة. فإن ضيع درهمًا حسنًا؛ فإنه ينصح جاهلًا، ولا يقبل منه.
والدراهم المزغلة؛ غش، وكذب، وخلاف، وخيانة في المعيشة أو اجتراء على الكبائر، والتي لا نقش فيها؛ كلام ليس فيه ورع، والتي نقشها صور؛ بدعة في الدين، وفسق، والمقطعة؛ خصومة لا تنقطع. وقيل: بل ينقطع فيها المقال.
ومن رأى في المنام معه عشرة دراهم، فصارت خمسة؛ نقص ماله، فإن رأى خمسة صارت عشرة؛ تضاعف ماله. ورؤية أخذ الدراهم في المنام خير من دفعها؛ لأن دفعها هم، فإن سرق درهمًا، وتصدق به؛ فإنه يروي ما لا يسمعه.
وقيل: الدراهم كلام وخصومة؛ إذا كانت بارزة، فإن أعطي دراهم في صرة أو كيس استودع سرًا، وربما كان الدرهم الواحد ولدًا، والفلوس؛ كلام رديء وصخب، والدراهم الجياد؛ كلام حسن، والدراهم الرديئة؛ كلام سوء.
وقال بعضهم: الدراهم في الرؤيا دليل شر، وجميع ما خُتم بالسكة. وقيل: الدراهم تدل على كلام متواتر في الأشياء الجليلة.
وحُكي: أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: رأيت كأني أصبت أربعة وعشرين دينارًا معدودة، فضيعتها كلها، فلم أجد منها إلا أربعة، فقال: أنت تصلي وحدك، وتضيع الجماعات.
وحُكي: أن رجلًا أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأن في كُمي دينارين، فسقطا، فكنت أطلبهما، فقال: انظر، قد فقدت من كتبك شيئًا، قال: فنظرت؛ فإذا قد فقدت حُجتين.
وحُكي: أن رجلًا أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أصبت درهمًا كسرويًا، فقال: تنال خيرًا، فلم يُمس حتى أفاده، ثم أتى آخر، فقال: رأيت كأني أصبت درهمًا عربيًا، فقال: له إنك تُضرب، فعرض له أنه ضُرب مائة مقرعة، فقيل لابن سيرين: كيف عرفت ذلك؟ فقال: إن الكسروي عليه ملك وتاج، والعربي عليه ضُرب هذا الدرهم. وأتاه آخر فقال: رأيت كأني أضرب الدراهم، فقال: أشاعر أنت؟ فقال: نعم.
وجاءه رجل آخر، فقال: كأني أطأ وجه النبي صلى الله عليه وسلم بقدمي، فقال له ابن سيرين: بت البارحة وخفك في رجلك؟ قال: نعم، قال: انزعه. فنزعه فسقط منه درهم عليه اسم الله، واسم رسول الله.
ورأى رجل كأنه وضع درهمًا تحت قدمه، فقص رؤياه على معبر، فقال: إنك سترتد عن الدين، فارتاع صاحب الرؤيا، وقام فقصد الجهاد ليسلم دينه، فلما أن تراءى الجمعان أسرته الكفار، وضُرب بألوان العذاب إلى أن ارتد عن دينه، ودليل ارتداده وطؤه اسم الله تعالى.
ويقول عبد الغني النابلسي: رؤية الدرهم في المنام يدل على الولد لمن عنده حامل، وقد يدل على الذكر والتسبيح، وقد يدل على الضرب المؤلم.
ومن رأى في المنام على عضده دراهم مشدودة؛ فإنها صنعة يكتسبها. ومن رأى في المنام أنه ضاع له درهم، أو سرق منه؛ فإنه يشكو ولده أو يصيبه ما يكره منه، وإن رأى أنه انتزع منه، أو ذهب عنه ذهابًا لا رجوع فيه؛ مات ولده أو غيره.
ومن رأى في المنام بيده درهمًا فعاد فلسًا؛ أصابه إفلاس، وإن كان بيده فلس فعاد درهمًا؛ نال ربحًا وخيرًا ونصيحة، وإن عاد درهمه نصفًا؛ فإنه يخسر نصف ما بيده من المال، وكذلك لو عاد ربعًا وإن عاد الدرهم دينارًا؛ فإنه يكسب، وإن صار الدرهم قطعة ذهب؛ فهو ذهاب. ووجود الدراهم؛ ربح وسرور، والدرهم البهرج؛ غش وكذب، ومخرقة ومعيشة في حرام، وإتيان الكبائر.
ورؤية الدراهم الواسعة في المنام تدل على دنيا واسعة، ورؤية الدراهم التي عليها الصور تدل على بدعة لحاملها، وضاربها. وأصوات الدراهم والدنانير؛ تدل على الكلام الحسن. ورؤية الدراهم التي لا نقش عليها في المنام تدل على كلام فيه ورع.
وقيل: من أعطي دراهم جيادًا طرية؛ فإنه يبكى عليه، وإن دفع هو الدراهم إلى أحد بكى عليه.
ورؤية الدراهم الواضحة في المنام تدل على ولاية وكورة (كورة: بُقعة تجتمع فيها المساكن والقُرى)، أو مال مجموع، وتدل على الحبس والضرب، وتدل على البيع والشراء، وهي أمن من الخوف، أو سعة في الرزق. وإذا كانت الدراهم مخلوطة مع الدنانير؛ دلت على إجابة الدعاء، وقضاء الحوائج، والشفاء من الأمراض. والمغشوش منها؛ كلام رديء، أو خادم لا خير فيه، وربما دلت على قضاء الحوائج جبرًا.
ورؤية الدراهم الرديئة في الحلم؛ يدل على كلام سوء، والدراهم؛ مراهم يداوى بها جراح القلوب، وتدرأ عن المحزون الحزن، وتدل أيضًا على الهم، فإن كانت مزيفة كانت دالة على الغش في القول والفعل، والنفاق والرياء في العمل.