المروءة هي خلق جليل وأدب رفيع يتميز بها الإنسان عن غيره من المخلوقات. وهي أدب نفساني تحمل الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات، وهي صدقٌ في اللسان، واحتمال للعثرات، وبذل للمعروف، وكف للأذى، وكمال في الرجولة، وصيانة للنفس، وطلاقة للوجه.
شعر عن المروءة
الشعر مرآة تعكس المجتمع وتصور أحواله، وهو وسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار النبيلة. وقد كان الشعراء على مر العصور يلهموننا بأبياتهم التي تتغنى بالمروءة والشجاعة والكرم. فالشعر لا يقتصر على الجانب الجمالي، بل هو يحمل رسائل سامية تسعى إلى بناء مجتمع أفضل. في هذه المقالة، سنقوم برحلة في عالم الشعر لنستكشف كيف ساهم الشعراء في تعزيز قيم المروءة:
أبيات شعرية عن المروءة
قال علي بن أبي طالب:
لله در فتى أنسابه كرم
يا حبذا كرم أضحى له نسبا
هل المروءة إلا ما تقوم به
من الذمام وحفظ الجار إن عتبا
وقال البهاء زهير:
وما ضاقت الدنيا على ذي مروءة
ولا هي مسدود عليه رحابها
فقد بشرتني بالسعادة همتي
وجاء من العلياء نحوي كتابها
وقال أبو فراس الحمداني:
الحر يصبر ما أطاق تصبرا
في كل آونة وكل زمان
ويرى مساعدة الكرام مروءة
ما سالمته نوائب الحدثان
وقال أحمد بن طيفور:
ليس المروءة في الثياب وبطنة
إن المروءة في ندى وصلاح
وترى الفتى رث الثياب وهمه
طلب المكارم في تقئ وصلاح
وقال أحد الشعراء:
هبني أسأت كما تقول
فأين عاطفة الأخوة
أو إن أسأت كما أسأت
فأين فضلك والمروءة
وقال آخر:
إذا المرء أعيته المروءة ناشئا
فمطلبها كهلا عليه شديد
وكائن رأينا من غنى مذمّم
وصعلوك قوم مات وهو حميد
وقال ابن حمديس:
أدم المروءة والوفاء ولا يكن
حبل الديانة منك غير متين
والعز أبقى ما تراه لمكرم
إكرامه لمروءة أو دين
وقال الأحنف بن قيس:
فلو كنت مثرى بمال كثير
لجدت وكنت له باذلا
فإن المروءة لا تستطاع
إذا لم يكن مالها فاضلا
وقال منصور الفقيه:
كل من فارق المروءة عاشا
ونما وفره وزاد رياشا
وأخو الفضل والمروءة والدين
مقل أموره تتلاشى
وقال أيضًا:
فضل التقى أفضل من
فضل اللسان والحسب
إذا هما لم يجمعا
إلى العفاف والأدب
وقال آخر:
مررت على المروءة وهي تبكي
فقلتُ علامَ تنتحبُ الفتاة؟
فقالت كيف لا أبكي وأهلي
جميعاً دون خلق الله ماتوا
وقال الثعالبي:
أقول إذ سألوني عن مروءة من
ما لا يقاس بأنداد وأكفاء
محمد لمروءات الأنام غدا
كالزند للنار والينبوع للماء
اقرأ أيضًا: شعر عن الخير: أبيات شعر قصيرة عن فعل الخير.
بيت شعر عن المروءة
قال أبو الطيب المتنبي:
تلذ له المروءة وهي تؤذي
ومن يعشق يلذ له الغرام
وقال منصور الفقيه:
وإذا الفتى جمع المروءة والتقى
وحوى مع الأدب الحياء فقد كمل
وقال أيضًا:
من فارق الصبرّ والمروءة
أمكن من نفسه عدوّه
وقال أحد الشعراء:
لا تنظرن إلى الثياب فإنني
خلق الثياب من المروءة كاس
وقال آخر:
إذا المرءُ أعيته المروءةُ ناشئاً
فمطلبها كهلاً عليه شديدُ
وقال آخر:
إذا الفتى جمع المروءة والتقى
وحوى مع الأدب الحياء فقد كمل
وقال آخر:
إذا المرء أعيته المروءة ناشئاً
فمطلبها كهلا عليه شديد
اقرأ أيضًا: أشعار عن العفو: أبيات شعر قصيرة عن العفو والتسامح.
شعر قصير عن المروءة
قال بشار بن برد:
قل للأمير إذا نزلت به
إن المباخل ذمها عجل
بئس المروءة من ذوي حسب
جاعت قرابتهم وقد ثملوا
شبع الأمير وجوع صاحبه
عار الحياة فأطعموا وكلوا
وقال أيضًا:
وعيرني الأعداء والعيب فيهم
وليس بعار أن يقال ضرير
إذا أبصر المرء المروءة والتقى
فإن عمى العينين ليس يضير
رأيت العمى أجرا وذخرا وعصمة
وإني إلى تلك الثلاث فقير
وقال الحصين بن المنذر الرقاشي:
إن المروءة ليس يدركها امرؤ
ورث المكارم عن أب فأضاعها
أمرته نفس بالدناءة والخنا
ونهته عن سبل العلا فأطاعها
فإذا أصاب من المكارم خلة
يبني الكريم بها المكارم باعها
وقال آخر:
وإذا جلست وكان مثلك قائما
فمن المروءة أن تقوم وإن أبى
وإذا اتكأت وكان مثلك جالسا
فمن المروءة أن تزيل المتكا
وإذا ركبت وكان مثلك ماشيا
فمن المروءة أن مشيت كما مشى
وقال ابن الجلال:
رزقت مالا ولم أرزق مروءته
وما المروءة إلا كثرة المال
إذا أردت رقى العلياء يقعدني
عما ينوه باسمي رقة الحال
وقال حافظ إبراهيم:
إني لتطربني الخلال كريمة
طرب الغريب بأوبة وتلاقي
وتهزني ذكرى المروءة والندى
بين الشمائل هزة المشتاق
وقال عبد الله فكري:
إذا رمت المروءة والمعالي
وأن تلقى إله العرش برّا
فلا تقرب لدى الخلوات سرا
من الأفعال ما تخشاه جهرا
وقال جحظة البرمكي:
ألا يأهل بغداد جميعاً
عصيتم في المروءة من براكم
تذمون الزمان بغير جرمٍ
وما بزمانكم عيبٌ سواكم
وقال آخر:
ومن المروءة للفتى
ما عاش دار فاخره
فاقنع من الدنيا بها
واعمل لدار الآخرة
وقال آخر:
وفتى خلا من ماله
ومن المروءة غير خالي
أعطاك قبل سؤاله
وكفاك مكروه السؤال
وقال آخر:
كفى حزناً أن المروءة عطلت
وأن ذوي الألباب في الناس ضيع
وأن ملوكاً ليس يحظى لديهم
من الناس إلا من يغني ويصفع
اقرأ أيضًا: أبيات شعر قصيرة عن الصبر.
قصيدة عن المروءة
قال محمد مهدي الجواهري:
عهد المروة أنت أَعودا
أرعى لك العهدَ السعيدا
أرعى لك العشرين تطمع
بعد خمسٍ أن تَزيدا
عهد المروءة انتَ أعودا
وأن اُعادُ وأن اُعيدا
أنْتُن يا أيامنا حوراً
كما لملمن غيدا
بيضُ الليالي يتفدينَ
بتلكمُ الإصباح سُودا
هل تُرجعن لمن تطاول
ليله فجراً جديدا
أنْتُنَّ يا زهرُ النجوم
وأمس كنْتن الشهودا
إني أغَرْتُ بكُن
شقراءً وصهباءً وعودا