- شعر الغزل في العصر الجاهلي
- قصيدة: برد نسيم الحجاز في السحر
- قصيدة: أصحوت اليوم أم شاقتك هر
- قصيدة: ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي
- قصيدة: صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو
- قصيدة: إذا ذكرت ليلى أسر بذكرها
- قصيدة: أتعرف رسم الدار قفرا منازله
- قصيدة: هاج الغرام فدر بكأس مدام
- قصيدة المتجردة: أمن آل مية رائح أو مغتد
- قصيدة: جفون العذارى من خلال البراقع
- قصيدة: بين العقيق وبين برقة ثهمد
- قصيدة: وفي الحي بيضاء العوارض ثوبها
- قصيدة فتاة الخدر: إن كنت عاذلتي فسيري
شعر الغزل في العصر الجاهلي
يعد من أبرز أنواع الشعر وأكثرها انتشاراً، حيث كان التعبير عن الحب والعشق واحدًا من مواضيع الشعر الرئيسية إلى جانب المدح والهجاء والفخر والرثاء، وغالبًا ما كان يصور تجربة الشاعر الشخصية مع محبوبته، سواء أكانت قصة حب سعيدة أو مليئة بالفراق والأسى.
تميز شعر الغزل في هذا العصر بخصائص فريدة، من بينها الوصف الدقيق للجمال، والتعبير عن الشوق والحنين. وقد برز في هذا المجال عدد من الشعراء الذين خلدوا أسماءهم بأبيات شعرية خالدة، كامرؤ القيس وعنترة بن شداد وطرفة بن العبد. وفي هذا المقال سنذكر لكم بعض من أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الغزل، والشعر الجاهلي في الحب والشوق، وماذا قال شعراء الجاهلية عن الحب.
اقرأ أيضًا: شعر جاهلي غزل فاحش في وصف جسد المرأة.
قصيدة: برد نسيم الحجاز في السحر
الشاعر: عنترة بن شداد
بردُ نسيمِ الحِجازِ في السحرِ
إذا أتاني بِريحِهِ العطِرِ
ألذُّ عِندي مِمّا حوَتهُ يدي
مِن اللآلي والمالِ والبِدرِ
وَمُلكُ كِسرى لا أشتهيهِ إذا
ما غاب وجهُ الحبيبِ عن نظري
سقى الخيام الّتي نُصِبن على
شربّةِ الأُنسِ وابِلُ المطرِ
منازِلٌ تطلُعُ البُدورُ بِها
مُبرقعاتٍ بِظُلمةِ الشعرِ
بيضٌ وسُمرٌ تحمي مضارِبها
أسادُ غابٍ بِالبيضِ والسُمُرِ
صادت فُؤادي مِنهُنّ جاريَةٌ
مكحولةُ المُقلتينِ بِالحوَرِ
تُريك مِن ثغرِها إذا اِبتسمت
كأس مُدامٍ قد حُفّ بِالدُررِ
أعارتِ الظبيَ سِحر مُقلتِها
وَبات ليثُ الشرى على حذرِ
خودٌ رداحٌ هيفاءُ فاتِنةٌ
تُخجِلُ بِالحُسنِ بهجة القمرِ
يا عبل نارُ الغرامِ في كبدي
ترمي فُؤادي بِأسهُمِ الشررِ
يا عبل لولا الخيالُ يطرُقُني
قضيتُ ليلي بِالنوحِ والسهرِ
يا عبل كم فِتنةٍ بُليتُ بِها
وَخُضتُها بِالمُهنّدِ الذكرِ
والخيلُ سودُ الوُجوهِ كالِحةٌ
تخوضُ بحر الهلاكِ والخطرِ
أُدافِعُ الحادِثاتِ فيكِ ولا
أُطيقُ دفع القضاءِ والقدرِ
اقرأ أيضًا: شعر جاهلي غزل قصير.
قصيدة: أصحوت اليوم أم شاقتك هر
الشاعر: طرفة بن العبد
أصحوت اليَوم أم شاقتك هِر
وَمِن الحُبِّ جُنونٌ مُستعِر
لا يكُن حُبُّكِ داءً قاتِلاً
ليس هذا مِنكِ ماويّ بِحُر
كيف أرجو حُبّها مِن بعدِ ما
علِق القلبُ بِنُصبٍ مُستسِر
أرّق العين خيالٌ لم يقِر
طاف والركبُ بِصحراءِ يُسُر
جازتِ البيد إلى أرحُلِنا
آخِر الليلِ بيَعفورٍ خدِر
ثُمّ زارتني وصحبي هُجّعٌ
في خليطٍ بين بُردٍ ونمِر
تخلِسُ الطرف بِعيني برغزٍ
وَبِخدّي رشإٍ آدم غِر
وَلها كشحا مهاةٍ مُطفِلٍ
تقتري بِالرملِ أفنان الزهر
وَعلى المتنينِ مِنها وارِدٌ
حسنُ النبتِ أثيثٌ مُسبطِرّ
جابةُ المِدرى لها ذو جُدّةٍ
تنفُضُ الضال وأفنان السمُر
بين أكنافِ خُفافٍ فاللِوى
مُخرِفٌ تحنو لِرخصِ الظِلفِ حُر
تحسِبُ الطرف عليها نجدةٌ
يا لِقومي لِلشبابِ المُسبكِر
حيثُما قاظوا بِنجدٍ وشتوا
حول ذاتِ الحاذِ مِن ثِنيَي وُقُر
فلهُ مِنها على أحيانِها
صفوَةُ الراحِ بِملذوذٍ خصِر
إن تُنوِّلهُ فقد تمنعُهُ
وَتُريهِ النجم يجري بِالظُهُر
ظلّ في عسكرةٍ مِن حُبِّها
وَنأت شحط مزارِ المُدّكِر
فلئِن شطّت نواها مرّةً
لعلى عهدِ حبيبٍ مُعتكِر
بادِنٌ تجلو إذا ما اِبتسمت
عن شتيتٍ كأقاحِ الرملِ غُر
بدّلتهُ الشمسُ مِن منبتِهِ
برداً أبيَض مصقول الأُشُر
وَإذا تضحكُ تُبدي حبباً
كرُضابِ المِسكِ بِالماءِ الخصِر
صادفتهُ حرجفٌ في تلعةٍ
فسجا وسط بِلاطٍ مُسبطِر
وَإذا قامت تداعى قاصِفٌ
مال مِن أعلى كثيبٍ مُنقعِر
تطرُدُ القُرّ بِحُرٍّ صادِقٍ
وَعكيك القيظِ إن جاء بِقُر
لا تلُمني إنّها مِن نِسوَةٍ
رُقّدِ الصيفِ مقاليتٍ نُزُر
كبناتِ المخرِ يمأدن كما
أنبت الصيفُ عساليج الخُضر
فجعوني يوم زمّوا عيرهُم
بِرخيمِ الصوتِ ملثومٍ عطِر
اقرأ أيضًا: غزل جاهلي في العيون.
قصيدة: ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي
الشاعر: امرؤ القيس
ألا عِم صباحاً أيُّها الطللُ البالي
وَهل يعِمن من كان في العُصُرِ الخالي
وَهل يعِمن إلّا سعيدٌ مُخلّدٌ
قليلُ الهُمومِ ما يبيتُ بِأوجالِ
وَهل يعِمن من كان أحدثُ عهدِهِ
ثلاثين شهراً في ثلاثةِ أحوالِ
ديارٌ لِسلمى عافياتٌ بِذي خالٍ
ألحّ عليها كُلُّ أسحم هطّالِ
وَتحسِبُ سلمى لا تزالُ ترى طلّاً
مِن الوَحشِ أو بيضًا بِميثاءِ مِحلالِ
وَتحسِبُ سلمى لا نزالُ كعهدِنا
بِوادي الخُزامى أو على رسِ أوعالِ
لياليَ سلمى إذ تُريك مُنصّباً
وَجيداً كجيدِ الرِئمِ ليس بِمِعطالِ
ألا زعمت بسباسةُ اليَوم أنّني
كبِرتُ وأن لا يُحسِنُ اللهوَ أمثالي
كذبتِ لقد أصبى على المرءِ عِرسُهُ
وَأمنعُ عِرسي أن يُزنّ بِها الخالي
وَيا رُبّ يومٍ قد لهوتُ وليلةٍ
بِآنِسةٍ كأنّها خطُّ تِمثالِ
يُضيءُ الفِراشُ وجهها لِضجيعِها
كمِصباحِ زيتٍ في قناديلِ ذبّالِ
كأنّ على لبّاتِها جمر مُصطلٍ
أصاب غضاً جزلاً وكفّ بِأجزالِ
وَهبّت لهُ ريحٌ بِمُختلفِ الصوا
صباً وشِمالٌ في منازِلِ قفّالِ
وَمِثلُكِ بيضاء العوارِضِ طِفلةٍ
لعوبٍ تُنسّيني إذا قُمتُ سِربالي
إذا ما الضجيعُ اِبتزّها مِن ثيابِها
تميلُ عليهِ هونةً غير مِجبالِ
كحقفِ النقا يمشي الوَليدانِ فوقهُ
بِما اِحتسبا مِن لينِ مسٍّ وتسهالِ
لطيفةُ طيِّ الكشحِ غيرُ مُفاضةٍ
إذا اِنفلتت مُرتجّةً غير مِتفالِ
تنوَّرتُها مِن أذرُعاتٍ وأهلُها
بيَثرِب أدنى دارها نظرٌ عالِ
نظرتُ إليها والنُجومُ كأنّها
مصابيحُ رُهبانٍ تشُبُّ لِقفّالِ
سموتُ إليها بعد ما نام أهلُها
سُموَّ حبابِ الماءِ حالاً على حالِ
فقالت سباك اللهُ إنّك فاضِحي
ألست ترى السُمّار والناس أحوالي
فقُلتُ يمين اللهِ أبرحُ قاعِداً
وَلو قطعوا رأسي لديكِ وأوصالي
حلفتُ لها بِاللهِ حِلفة فاجِرٍ
لناموا فما إن مِن حديثٍ ولا صالِ
فلمّا تنازعنا الحديث وأسمحت
هصرتُ بِغُصنٍ ذي شماريخ ميّالِ
وَصِرنا إلى الحُسنى ورقّ كلامُنا
وَرُضتُ فذلّت صعبةٌ أيَّ إذلالِ
فأصبحتُ معشوقاً وأصبح بعلُها
عليهِ القتامُ سيِّئ الظنِّ والبالِ
يَغُطُّ غطيط البكرِ شُدّ خِناقُهُ
ليَقتُلني والمرءُ ليس بِقتّالِ
أيَقتُلُني والمشرفيُّ مُضاجِعي
وَمسنونةٌ زُرقٌ كأنيابِ أغوالِ
وَليس بِذي رُمحٍ فيَطعنُني بِهِ
وَليس بِذي سيفٍ وليس بِنبّالِ
أيَقتُلني وقد شغفتُ فُؤادها
كما شغف المهنوءة الرجُلُ الطالي
وَقد علِمت سلمى وإن كان بعلُها
بِأنّ الفتى يهذي وليس بِفعّالِ
وَماذا عليهِ إن ذكرتُ أوانِساً
كغِزلانِ رملٍ في محاريبِ أقيالِ
وَبيتِ عذارى يوم دجنٍ ولجتُهُ
يَطُفن بِجبّاءِ المرافِقِ مِكسالِ
سِباطُ البنانِ والعرانينِ والقنا
لِطاف الخُصورِ في تمامٍ وإكمالِ
نواعِمُ يُتبِعن الهوى سُبُل الردى
يَقُلن لِأهلِ الحِلمِ ضُلّ بِتِضلالِ
صرفتُ الهوى عنهُنّ مِن خشيَةِ الردى
وَلستُ بِمُقليِّ الخِلالِ ولا قالِ
كأنِّيَ لم أركب جواداً لِلذّةٍ
وَلم أتبطّن كاعِباً ذات خِلخالِ
وَلم أسبإ الزِقّ الرويَّ ولم أقُل
لِخيليَ كُرّي كرّةً بعد إجفالِ
وَلم أشهدِ الخيل المُغيرة بِالضُحى
على هيكلٍ عبلِ الجُزارةِ جوّالِ
سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا
لهُ حجباتٌ مُشرِفاتٌ على الفالِ
وَصُمٌّ صِلابٌ ما يقين مِن الوَجى
كأنّ مكان الرِدفِ مِنهُ على رألِ
وَقد أغتدي والطيرُ في وُكُناتِها
لِغيثٍ مِن الوَسميِّ رائِدُهُ خالِ
تحاماهُ أطرافُ الرِماحِ تحامياً
وَجاد عليهِ كُلُّ أسحم هطّالِ
بِعجلزةٍ قد أترز الجريُ لحمها
كميتٍ كأنّها هِراوَةُ مِنوالِ
ذعرتُ بِها سِرباً نقيّاً جُلودُهُ
وَأكرُعُهُ وشيُ البُرودِ مِن الخالِ
كأنّ الصوار إذ تجهّد عدوُهُ
على جمزى خيلٍ تجولُ بِأجلالِ
فجال الصوارُ واِتّقين بِقرهبٍ
طويلِ الفِرا والروقِ أخنس ذيّالِ
فعادى عِداءً بين ثورٍ ونعجةٍ
وَكان عِداءُ الوَحشِ مِنّي على بالِ
كأنّي بِفتخاءِ الجناحينِ لقوَةٍ
صيودٍ مِن العِقبانِ طأطأتُ شِملالي
تخطّفُ خزّان الشُريَّةِ بِالضُحى
وَقد حجرت مِنها ثعالِبُ أورالِ
كأنّ قُلوب الطيرِ رطباً ويابِساً
لدى وكرِها العُنّابُ والحشفُ البالي
فلو أنّ ما أسعى لِأدنى معيشةٍ
كفاني ولم أطلُب قليلٌ مِن المالِ
وَلكِنّما أسعى لِمجدٍ مُؤثّلٍ
وَقد يُدرِكُ المجد المُؤثّل أمثالي
وَما المرءُ ما دامت حُشاشةُ نفسِهِ
بِمُدرِكِ أطرافِ الخُطوبِ ولا آلي
اقرأ أيضًا: شعر غزل قديم بالفصحى.
قصيدة: صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو
الشاعر: زهير بن أبي سلمى
صحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو
وَأقفر مِن سلمى التعانيقُ فالثِقلُ
وَقد كُنتُ مِن سلمى سِنين ثمانياً
على صيرِ أمرٍ ما يمُرُّ وما يحلو
وَكُنتُ إذا ما جِئتُ يوماً لِحاجةٍ
مضت وأجمّت حاجةُ الغدِ ما تخلو
وَكُلُّ مُحِبٍّ أحدث النأيُ عِندهُ
سلوّ فُؤادٍ غير حُبِّكِ ما يسلو
تأوّبني ذِكرُ الأحِبّةِ بعدما
هجعتُ ودوني قُلّةُ الحزنِ فالرملُ
فأقسمتُ جهداً بِالمنازِلِ مِن مِنىً
وَما سُحِقت فيهِ المقادِمُ والقملُ
لأرتحِلن بِالفجرِ ثُمّ لأدأبن
إلى الليلِ إلّا أن يُعرِّجني طِفلُ
إلى معشرٍ لم يورِثِ اللُؤم جدُّهُم
أصاغِرهُم وكُلُّ فحلٍ لهُ نجلُ
تربّص فإن تُقوِ المروراةُ مِنهُمُ
وَداراتُها لا تُقوِ مِنهُم إذاً نخلُ
فإن تُقويا مِنهُم فإنّ مُحجِّراً
وَجِزع الحِسا مِنهُم إذاً قلّما يخلو
بِلادٌ بِها نادمتُهُم وألِفتُهُم
فإن تُقويا مِنهُم فإنّهُما بسلُ
إذا فزِعوا طاروا إلى مُستغيثِهِم
طِوال الرِماحِ لا ضِعافٌ ولا عُزلُ
بِخيلٍ عليها جِنّةٌ عبقريّةٌ
جديرون يوماً أن ينالوا فيَستعلوا
وَإن يُقتلوا فيُشتفى بِدِمائِهِم
وَكانوا قديماً مِن مناياهُمُ القتلُ
عليها أُسودٌ ضارياتٌ لبوسُهُم
سوابِغُ بيضٌ لا تُخرِّقُها النبلُ
إذا لقِحت حربٌ عوانٌ مُضِرّةٌ
ضروسٌ تُهِرُّ الناس أنيابُها عُصلُ
قُضاعيّةٌ أو أُختُها مُضريّةٌ
يُحرّقُ في حافاتِها الحطبُ الجزلُ
تجِدهُم على ما خيّلت هُم إزائها
وَإن أفسد المال الجماعاتُ والأزلُ
يَحُشّونها بِالمشرفيّةِ والقنا
وَفِتيانِ صِدقٍ لا ضِعافٌ ولا نُكلُ
تهامون نجديّون كيداً ونُجعةً
لِكُلِّ أُناسٍ مِن وقائِعِهِم سجلُ
هُمُ ضربوا عن فرجِها بِكتيبةٍ
كبيضاءِ حرسٍ في طوائِفِها الرجلُ
متى يشتجِر قومٌ تقُل سرواتُهُم
هُمُ بيننا فهُم رِضاً وهُمُ عدلُ
هُمُ جدّدوا أحكام كُلِّ مُضِلّةٍ
مِن العُقمِ لا يُلفى لِأمثالِها فصلُ
بِعزمةِ مأمورٍ مُطيعٍ وآمِرٍ
مُطاعٍ فلا يُلفى لِحزمِهِمُ مِثلُ
وَلستُ بِلاقٍ بِالحِجازِ مُجاوِراً
وَلا سفراً إلّا لهُ مِنهُمُ حبلُ
بِلادٌ بِها عزّوا معدّاً وغيرها
مشارِبُها عذبٌ وأعلامُها ثملُ
هُمُ خيرُ حيٍّ مِن معدٍّ علِمتُهُم
لهُم نائِلٌ في قومِهِم ولهُم فضلُ
فرِحتُ بِما خُبِّرتُ عن سيِّديكُمُ
وَكانا اِمرأينِ كُلُّ أمرِهِما يعلو
رأى اللهُ بِالإحسانِ ما فعلا بِكُم
فأبلاهُما خير البلاءِ الّذي يبلو
تداركتُما الأحلاف قد ثُلّ عرشُها
وَذُبيان قد زلّت بِأقدامِها النعلُ
فأصبحتُما مِنها على خيرِ موطِنٍ
سبيلُكُما فيهِ وإن أحزنوا سهلُ
إذا السنةُ الشهباءُ بِالناسِ أجحفت
وَنال كِرام المالِ في الجحرةِ الأكلُ
رأيتُ ذوي الحاجاتِ حول بُيوتِهِم
قطيناً بِها حتّى إذا نبت البقلُ
هُنالِك إن يُستخبلوا المال يُخبِلوا
وَإن يُسألوا يُعطوا وإن ييسِروا يُغلوا
وَفيهِم مقاماتٌ حِسانٌ وُجوهُهُم
وَأنديَةٌ ينتابُها القولُ والفِعلُ
على مُكثِريهِم رِزقُ من يعتريهِمُ
وَعِند المُقِلّين السماحةُ والبذلُ
وَإن جِئتهُم ألفيت حول بُيوتِهِم
مجالِس قد يُشفى بِأحلامِها الجهلُ
وَإن قام فيهِم حامِلٌ قال قاعِدٌ
رشدت فلا غُرمٌ عليك ولا خذلُ
سعى بعدهُم قومٌ لِكي يُدرِكوهُمُ
فلم يفعلوا ولم يُليموا ولم يألوا
فما يكُ مِن خيرٍ أتوهُ فإنّما
توارثهُ آباءُ آبائِهِم قبلُ
وَهل يُنبِتُ الخطّيّ إلّا وشيجُهُ
وَتُغرسُ إلّا في منابِتِها النخلُ
قصيدة: إذا ذكرت ليلى أسر بذكرها
الشاعر: قيس بن الملوح
إذا ذُكِرت ليلى أُسرُّ بِذِكرِها
كما اِنتفض العُصفورُ مِن بللِ القطرِ
فقال جميعُ الناسِ لمّا نشدتُها
بلى وفريقٌ قال واللهِ ما ندري
تداوَيتُ مِن ليلى بِليلى عنِ الهوى
كما يتداوى شارِبُ الخمرِ بِالخمرِ
ألا زعمت ليلى بِأن لا أُحِبُّها
بلى والليالي العشرِ والشفعِ والوَترِ
بلى والّذي لا يعلمُ الغيب غيرُهُ
بِقُدرتِهِ تجري السفائِنُ في البحرِ
بلى والّذي نادى مِن الطورِ عبدهُ
وَعظّم أيام الذبيحةِ والنحرِ
لقد فُضِّلت ليلى على الناسِ مِثل ما
على ألفِ شهرٍ فُضِّلت ليلةُ القدرِ
قصيدة: أتعرف رسم الدار قفرا منازله
الشاعر: طرفة بن العبد
أتعرِفُ رسم الدارِ قفراً منازِلُه
كجفنِ اليَمانِ زخرف الوَشيَ ماثِلُه
بِتثليث أو نجران أو حيثُ تلتقي
مِن النجدِ في قيعانِ جأشٍ مسائِلُه
ديارٌ لِسلمى إذ تصيدُك بِالمُنى
وَإذ حبلُ سلمى مِنك دانٍ تواصُلُه
وَإذ هيَ مِثلُ الرئمِ صيد غزالُها
لها نظرٌ ساجٍ إليك تواغِلُه
غنينا وما نخشى التفرُّق حِقبةً
كِلانا غريرٌ ناعِمُ العيشِ باجِلُه
لياليَ أقتادُ الصِبا ويَقودُني
يَجولُ بِنا ريعانُهُ ويُحاوِلُه
سما لك مِن سلمى خيالٌ ودونها
سوادُ كثيبٍ عرضُهُ فأمايِلُه
فذو النيرِ فالأعلامُ مِن جانِبِ الحِمى
وَقُفٌّ كظهرِ التُرسِ تجري أساجِلُه
وَأنّى اِهتدت سلمى وسائِل بيننا
بشاشةُ حُبٍّ باشر القلب داخِلُه
وَكم دون سلمى مِن عدوٍّ وبلدةٍ
يَحارُ بِها الهادي الخفيفُ ذلاذِلُه
يَظلُّ بِها عيرُ الفلاةِ كأنّهُ
رقيبٌ يُخافي شخصهُ ويُضائِلُه
وَما خِلتُ سلمى قبلها ذات رِجلةٍ
إذا قسوَريُّ الليلِ جيبت سرابِلُه
وَقد ذهبت سلمى بِعقلِك كُلِّهِ
فهل غيرُ صيدٍ أحرزتهُ حبائِلُه
كما أحرزت أسماءُ قلب مُرقِّشٍ
بِحُبٍّ كلمعِ البرقِ لاحت مخايِلُه
وَأنكح أسماء المُراديُّ يبتغي
بِذلِك عوفٌ أن تُصاب مقاتِلُه
فلمّا رأى أن لا قرار يُقِرُّهُ
وَأنّ هوى أسماء لا بُدّ قاتِلُه
ترحّل مِن أرضِ العِراقِ مُرقِّشٌ
على طربٍ تهوي سِراعاً رواحِلُه
إلى السروِ أرضٌ ساقهُ نحوَها الهوى
وَلم يدرِ أنّ الموت بِالسروِ غائِلُه
فغودِر بِالفردينِ أرضٍ نطيّةٍ
مسيرةِ شهرٍ دائِبٍ لا يواكِلُه
فيا لك مِن ذي حاجةٍ حيل دونها
وَما كُلُّ ما يهوى اِمرُؤٌ هوَ نائِلُه
فوَجدي بِسلمى مِثلُ وجدِ مُرقِّشٍ
بِأسماء إذ لا تستفيقُ عواذِلُه
قضى نحبهُ وجداً عليها مُرقِّشٌ
وَعُلّقتُ مِن سلمى خبالاً أُماطِلُه
لعمري لموتٌ لا عُقوبة بعدهُ
لِذي البثِّ أشفى مِن هوىً لا يُزايِلُه
قصيدة: هاج الغرام فدر بكأس مدام
الشاعر: عنترة بن شداد
هاج الغرامُ فدُر بِكأسِ مُدامِ
حتّى تغيب الشمسُ تحت ظلامِ
وَدعِ العواذِل يُطنِبوا في عذلِهِم
فأنا صديقُ اللومِ واللوّامِ
يَدنو الحبيبُ وإن تناءت دارُهُ
عنّي بِطيفٍ زار بِالأحلامِ
فكأنّ من قد غاب جاء مواصِلي
وَكأنّني أومي لهُ بِسلامِ
وَلقد لقيتُ شدائِداً وأوابِداً
حتّى اِرتقيتُ إلى أعزّ مقامِ
وَقهرتُ أبطال الوَغى حتّى غدوا
جرحى وقتلى مِن ضِرابِ حُسامي
ما راعني إلّا الفِراقُ وجورُهُ
فأطعتُهُ والدهرُ طوعُ زِمامي
قصيدة المتجردة: أمن آل مية رائح أو مغتد
الشاعر: النابغة الذبياني
أمِن آلِ ميَّة رائِحٌ أو مُغتدِ
عجلان ذا زادٍ وغير مُزوَّدِ
أفِد الترجُّلُ غير أنّ رِكابنا
لمّا تزُل بِرِحالِنا وكأن قدِ
زعم البوارِحُ أنّ رِحلتنا غداً
وَبِذاك خبّرنا الغُدافُ الأسوَدُ
لا مرحباً بِغدٍ ولا أهلاً بِهِ
إن كان تفريقُ الأحِبّةِ في غدِ
حان الرحيلُ ولم توَدِّع مهدداً
والصُبحُ والإمساءُ مِنها موعِدي
في إثرِ غانيَةٍ رمتك بِسهمِها
فأصاب قلبك غير أن لم تُقصِدِ
غنيَت بِذلِك إذ هُمُ لك جيرةٌ
مِنها بِعطفِ رِسالةٍ وتوَدُّدِ
وَلقد أصابت قلبهُ مِن حُبِّها
عن ظهرِ مِرنانٍ بِسهمٍ مُصردِ
نظرت بِمُقلةِ شادِنٍ مُتربِّبٍ
أحوى أحمِّ المُقلتينِ مُقلّدِ
والنظمُ في سِلكٍ يُزيَّنُ نحرها
ذهبٌ توَقّدُ كالشِهابِ الموقدِ
صفراءُ كالسيَراءِ أُكمِل خلقُها
كالغُصنِ في غُلوائِهِ المُتأوِّدِ
والبطنُ ذو عُكنٍ لطيفٌ طيُّهُ
والإتبُ تنفُجُهُ بِثديٍ مُقعدِ
محطوطةُ المتنينِ غيرُ مُفاضةٍ
ريّا الروادِفِ بضّةُ المُتجرّدِ
قامت تراءى بين سجفي كِلّةٍ
كالشمسِ يوم طُلوعِها بِالأسعُدِ
أو دُرّةٍ صدفيَّةٍ غوّاصُها
بهِجٌ متى يرها يُهِلّ ويَسجُدِ
أو دُميَةٍ مِن مرمرٍ مرفوعةٍ
بُنيَت بِآجُرٍّ تُشادُ وقرمدِ
سقط النصيفُ ولم تُرِد إسقاطهُ
فتناوَلتهُ واِتّقتنا بِاليَدِ
بِمُخضّبٍ رخصٍ كأنّ بنانهُ
عنمٌ يكادُ مِن اللطافةِ يُعقدِ
نظرت إليك بِحاجةٍ لم تقضِها
نظر السقيمِ إلى وُجوهِ العوَّدِ
تجلو بِقادِمتي حمامةِ أيكةٍ
برداً أُسِفّ لِثاتُهُ بِالإثمِدِ
كالأُقحوانِ غداة غِبّ سمائِهِ
جفّت أعاليهِ وأسفلُهُ ندي
زعم الهُمامُ بِأنّ فاها بارِدٌ
عذبٌ مُقبّلُهُ شهيُّ المورِدِ
زعم الهُمامُ ولم أذُقهُ أنّهُ
عذبٌ إذا ما ذُقتهُ قُلت اِزدُدِ
زعم الهُمامُ ولم أذُقهُ أنّهُ
يُشفى بِريّا ريقِها العطِشُ الصدي
أخذ العذارى عِقدها فنظمنهُ
مِن لُؤلُؤٍ مُتتابِعٍ مُتسرِّدِ
لو أنّها عرضت لِأشمط راهِبٍ
عبد الإلهِ صرورةٍ مُتعبِّدِ
لرنا لِبهجتِها وحُسنِ حديثِها
وَلخالهُ رُشداً وإن لم يرشُدِ
بِتكلُّمٍ لو تستطيعُ سماعهُ
لدنت لهُ أروى الهِضابِ الصُخّدِ
وَبِفاحِمٍ رجلٍ أثيثٍ نبتُهُ
كالكرمِ مال على الدِعامِ المُسندِ
فإذا لمست لمست أجثم جاثِماً
مُتحيِّزاً بِمكانِهِ مِلء اليَدِ
وَإذا طعنت طعنت في مُشهدِفٍ
رابي المجسّةِ بِالعبيرِ مُقرمدِ
وَإذا نزعت نزعت عن مُستحصِفٍ
نزع الحزوَّرِ بِالرشاءِ المُحصدِ
وَإذا يعضُّ تشُدُّهُ أعضاؤهُ
عضّ الكبيرِ مِن الرِجالِ الأدردِ
وَيَكادُ ينزِعُ جِلد من يُصلى بِهِ
بِلوافِحٍ مِثلِ السعيرِ الموقدِ
لا وارِدٌ مِنها يحورُ لِمصدرٍ
عنها ولا صدِرٌ يحورُ لِمورِدِ
قصيدة: جفون العذارى من خلال البراقع
الشاعر: عنترة بن شداد
جُفونُ العذارى مِن خِلالِ البراقِعِ
أحدُّ مِن البيضِ الرِقاقِ القواطِعِ
إذا جُرِّدت ذلّ الشُجاعُ وأصبحت
محاجِرُهُ قرحى بِفيضِ المدامِعِ
سقى اللهُ عمّي مِن يدِ الموتِ جرعةً
وَشُلّت يداهُ بعد قطعِ الأصابِعِ
كما قاد مِثلي بِالمُحالِ إلى الردى
وَعلّق آمالي بِذيلِ المطامِعِ
لقد ودّعتني عبلةٌ يوم بينِها
وَداع يقينٍ أنّني غيرُ راجِعِ
وَناحت وقالت كيف تُصبِحُ بعدنا
إذا غِبت عنّا في القِفارِ الشواسِعِ
وَحقِّك لا حاوَلتُ في الدهرِ سلوَةً
وَلا غيَّرتني عن هواك مطامِعي
فكُن واثِقاً مِنّي بِحُسنِ موَدّةٍ
وَعِش ناعِماً في غِبطةٍ غيرِ جازِعِ
فقُلتُ لها يا عبل إنّي مُسافِرٌ
وَلو عرضت دوني حُدودُ القواطِعِ
خُلِقنا لِهذا الحُبّ مِن قبلِ يومِنا
فما يدخُلُ التفنيدُ فيهِ مسامِعي
أيا علم السعديِّ هل أنا راجِعٌ
وَأنظُرُ في قُطريك زهر الأراجِعِ
وَتُبصِرُ عيني الربوَتينِ وحاجِراً
وَسُكّان ذاك الجِزعِ بين المراتِعِ
وَتجمعُنا أرضُ الشربّةِ واللِوى
وَنرتعُ في أكنافِ تِلك المرابِعِ
فيا نسماتِ البانِ بِاللهِ خبِّري
عُبيلة عن رحلي بِأيِّ المواضِعِ
وَيا برقُ بلِّغها الغداة تحيَّتي
وَحيِّ دياري في الحِمى ومضاجِعي
أيا صادِحاتِ الأيكِ إن مُتُّ فاِندُبي
على تُربتي بين الطُيورِ السواجِعِ
وَنوحي على من مات ظُلماً ولم ينل
سِوى البُعدِ عن أحبابِهِ والفجائِعِ
وَيا خيلُ فاِبكي فارِساً كان يلتقي
صُدور المنايا في غُبارِ المعامِعِ
فأمسى بعيداً في غرامٍ وذِلّةٍ
وَقيدٍ ثقيلٍ مِن قُيودِ التوابِعِ
وَلستُ بِباكٍ إن أتتني منيَّتي
وَلكِنّني أهفو فتجري مدامِعي
وَليس بِفخرٍ وصفُ بأسي وشِدّتي
وَقد شاع ذِكري في جميعِ المجامِعِ
بِحقِّ الهوى لا تعذِلوني وأقصِروا
عنِ اللومِ إنّ اللوم ليس بِنافِعِ
وَكيف أُطيقُ الصبر عمّن أُحِبُّهُ
وَقد أُضرِمت نارُ الهوى في أضالِعي
قصيدة: بين العقيق وبين برقة ثهمد
الشاعر: عنترة بن شداد
بين العقيقِ وبين بُرقةِ ثهمدِ
طللٌ لِعبلة مُستهِلُّ المعهدِ
يا مسرح الآرامِ في وادي الحِمى
هل فيك ذو شجنٍ يروحُ ويَغتدي
في أيمنِ العلمينِ درسُ معالِمٍ
أوهى بِها جلدي وبان تجلُّدي
مِن كُلِّ فاتِنةٍ تلفّت جيدُها
مرحاً كسالِفةِ الغزالِ الأغيَدِ
يا عبل كم يُشجى فُؤادي بِالنوى
وَيَروعُني صوتُ الغُرابِ الأسوَدِ
كيف السلوُّ وما سمِعتُ حمائِماً
يَندُبن إلّا كُنتُ أوَّل مُنشِدِ
وَلقد حبستُ الدمع لا بُخلاً بِهِ
يَوم الوَداعِ على رُسومِ المعهدِ
وَسألتُ طير الدوحِ كم مِثلي شجا
بِأنينِهِ وحنينِهِ المُتردِّدِ
ناديتُهُ ومدامِعي مُنهلّةٌ
أين الخليُّ مِن الشجيِّ المُكمدِ
لو كُنت مِثلي ما لبِثت ملاوَةٌ
وَهتفت في غُصنِ النقا المُتأوِّدِ
رفعوا القِباب على وُجوهٍ أشرقت
فيها فغيَّبتِ السُها في الفرقدِ
واِستوكفوا ماء العُيونِ بِأعيُنٍ
مكحولةٍ بِالسِحرِ لا بِالإثمِدِ
والشمسُ بين مُضرّجٍ ومُبلّجٍ
والغُصنُ بين موَشّحٍ ومُقلّدِ
يَطلُعن بين سوالِفٍ ومعاطِفٍ
وَقلائِدٍ مِن لُؤلُؤٍ وزبرجدِ
قالوا اللِقاء غداً بِمُنعرجِ اللِوى
وَأطول شوقِ المُستهامِ إلى غدِ
وَتخالُ أنفاسي إذا ردّدتُها
بين الطُلولِ محت نُقوش المِبردِ
وَتنوفةٍ مجهولةٍ قد خُضتُها
بِسِنانِ رُمحٍ نارُهُ لم تخمُدِ
باكرتُها في فِتيَةٍ عبسيَّةٍ
مِن كُلِّ أروَعِ في الكريهةِ أصيَدِ
وَترى بِها الراياتِ تخفُقُ والقنا
وَترى العجاج كمِثلِ بحرٍ مُزبِدِ
فهُناك تنظُرُ آلُ عبسٍ موقِفي
والخيلُ تعثرُ بِالوَشيجِ الأملدِ
وَبوارِقُ البيضِ الرِقاقِ لوامِعٌ
في عارِضٍ مِثلِ الغمام المُرعِدِ
وَذوابِلُ السُمرُ الرِقاقِ كأنّها
تحت القتامِ نُجومِ ليلٍ أسوَدِ
وَحوافِرُ الخيلِ العِناقِ على الصفا
مِثلُ الصواعِقِ في قِفارِ الفدفدِ
باشرتُ موكِبها وخُضتُ غُبارها
أطفأتُ جمر لهيبِها المُتوَقِّدِ
وَكررتُ والأبطالُ بين تصادُمٍ
وَتهاجُمٍ وتحزُّبٍ وتشدُّدِ
وَفوارِسُ الهيجاءِ بين مُمانِعٍ
وَمُدافِعٍ ومُخادِعٍ ومُعربِدِ
والبيضُ تلمعُ والرِماحُ عواسِلٌ
والقومُ بين مُجدّلٍ ومُقيَّدِ
وَموَسّدٍ تحت التُرابِ وغيرُهُ
فوق التُرابِ يئِنُّ غير موَسّدِ
والجوُّ أقتمُ والنُجومُ مُضيئةٌ
والأُفقُ مُغبرُّ العنانِ الأربدِ
أقحمتُ مُهري تحت ظِلِّ عجاجةٍ
بِسِنانِ رُمحٍ ذابِلٍ ومُهنّدِ
وَرغمتُ أنف الحاسِدين بِسطوَتي
فغدوا لها مِن راكِعين وسُجّدِ
قصيدة: وفي الحي بيضاء العوارض ثوبها
الشاعر: علقمة الفحل
وَفي الحيِّ بيضاءُ العوارِضِ ثوبُها
إذا ما اِسبكرّت لِلشبابِ قشيبُ
وَعيسٍ بريناها كأنّ عُيونها
قواريرُ في أذهانِهِنّ نُضوبُ
وَلست لِإنسيٍّ ولكِن لِملأكٍ
تنزّل مِن جوِّ السماءِ يصوبُ
وَأنت أزلت الخُنزوانة عنهُمُ
بِضربٍ لهُ فوق الشُؤونِ وجيبُ
وَأنت الّذي آثارُهُ في عدوِّهِ
مِن البُؤسِ والنُعمى لهُنّ نُدوبُ
قصيدة فتاة الخدر: إن كنت عاذلتي فسيري
الشاعر: المنخل اليشكري
إن كُنتِ عاذِلتي فسيري
نحوَ العِراقِ ولا تحوري
لا تسألي عن جُلِّ ما لي
وانظُري حسبي وخيري
وَفوارِسٍ كأوارِ حرِّ
النّارِ أحلاسِ الذُّكورِ
شدُّوا دوابِر بيْضِهِم
في كُلِّ مُحكمةِ القتيرِ
واستلأموا وتلبّبوا
إنّ التّلبُّب لِلمُغيرِ
وَعلى الجيادِ المُضمراتِ
فوارِسٌ مِثلُ الصُّقورِ
يَخرُجن مِن خللِ الغُبارِ
يَجِفن بِالنّعمِ الكثيرِ
وَإذا الرِّياحُ تناوَحت
بِجوانِبِ البيْتِ الكسيرِ
ألفيْتِني هشّ النّدى
بِشريجِ قِدحي أوْ شجيري
أقررتُ عيْني مِن أولئِك
والفوائِحِ بِالعبيرِ
يَرفُلن في المِسكِ الذّكيِّ
وَصائِكٍ كدمِ النّحيرِ
يَعكُفن مِثل أساوِدِ التّنُّومِ
لم تُعكف لِزورِ
وَلقد دخلتُ على الفتاةِ
الخِدر في اليَوْمِ المطيرِ
الكاعِبِ الحسناءِ ترفُلُ
في الدِّمقسِ وفي الحريرِ
فدفعتُها فتدافعت
مشيَ القطاةِ إلى الغديرِ
وَلثمتُها فتنفّست
كتنفُّسِ الظّبيِ البهيرِ
فدنت وقالت يا مُنخّلُ
ما بِجِسمِك مِن حرورِ
ما شفّ جِسمي غيْرُ حُبِّكِ
فاهدئي عنِّي وسيري
وَأُحِبُّها وتُحِبُّني
وَيُحِبُّ ناقتها بعيري
يا رُبِّ يوْمٍ لِلمُنخّلِ
قد لها فيهِ قصيرِ
فإذا انتشيْتُ فإنّني
ربُّ الخوَرنقِ والسّديرِ
وَإذا صحوْتُ فإنّني
ربُّ الشُّوَيْهةِ والبعيرِ
وَلقد شرِبتُ مِن المُدامةِ
بِالقليلِ وبِالكثيرِ
يا هِندُ من لِمُتيَّمٍ
يا هِندُ لِلعاني الأسيرِ