العروبة، مفهوم متشعب الجذور، واسع المعاني، تجسد في الشعر العربي بأشكال متنوعة. فمن الحماسة التي تغني بأمجاد الأجداد، إلى الوحدة التي تدعو إلى التلاحم، وصولاً إلى القضايا المعاصرة التي تشغل بال الشعراء، نجد أن الشعر العربي قد قدم لنا لوحة فنية زاخرة بالتفاصيل، تعكس عمق هذا المفهوم وتعدد وجوهه.
أبيات الشعر العربي ليست مجرد كلمات مرتبة، بل هي رسائل تحمل في طياتها أفكاراً وقيمًا سامية. فقد عبر الشعراء العرب عن وحدة الأمة العربية، وحثوا على التكاتف والتضامن، وأشادوا بالفضائل والقيم النبيلة. وفي هذا المقال، سنتناول بعضاً من أجمل الاقتباسات الشعرية عن العرب والعروبة، وأبيات شعر عن العرب والعروبة، وشعر قصير عن العرب، وقصائد في العرب والعروبة.
أبيات شعر عن العرب والعروبة
قال جميل الزهاوي:
تيهي بلاد العرب إنا أمة
غير التخاذل والشقا لم نعتد
نرضى الحياة على الهوان كأنما
كل المطامع أن نعيش إلى الغد
وقال اليأس حبيب فرحات:
نور الهدى من أرضنا
في معظم الدنيا انتشر
ما أرضنا لو أنصفوا
إلا سماء للبشر
وقال المتنبي:
لي منصب العرب البيض المصاليت
ومنطق صيغ من در وياقوت
وهمة هي دون العرش منكبها
وصار ما تحتها في لجة الحوت
وقال جميل الزهاوي:
إن العروبة ليس تأمن
غارة المستعمرينا
إلا بوحدتها ونعم
وسيلة المتفكرينا
وهي التي اتحدت قديما
بينها لغة ودينا
وقال عامر محمد بحيري:
قد جلت في أرض العروبة جولة
فعرفت سر الضعيف والإخفاق
حسد تموت به النفوس وغيرة
تخفى وراء تبسم وعناق
ويد تصافح وهي لو حققتها
أفعى تصول رهيبة الأشداق
اقرأ أيضًا: أبيات شعر قصيرة عن الأخلاق.
بيت شعر عن العروبة
قال جورج صيدح:
إن العروبة جذع لا تزعزعه
عوارض الدفع في الأغصان والجذب
وقال زكي قنصل:
آفة العرب أنهم لم يسيئوا
لمسيء ولم يكيدوا لغادر
اقرأ أيضًا: أبيات شعر قصيرة عن القناعة.
شعر قصير عن العرب والعروبة
قال فهد العسكر:
يا بني العرب إنما الضعف عار
إي وربي سلوا الشعوب القوية
كم ضعيف بكى ونادى فراحت
لبكاه تقهقه المدفعية
لغة النار والحديد هي الفصحى
وحظ الضعيف منها المنية
ها هي الحرب أشعلوها فرحماك
إلهي بالأمة العربية
وقال علي الجارم:
يا ابنةَ الضَّادِ أنتِ سرّ من الْحُسنِ
تجلَّى عَلَى بَنِي الإنسان
كنتِ في الْقَفْرِ جَنَّةً ظلَّلَتْها
حالِيَاتٌ من الْغُصونِ دَواني
لغةُ الفنِّ أنتِ والسحْرِ والشَّعرِ
ونُورُ الْحِجَا وَوَحْيُ الْجَنانِ
وقال أيضًا:
بلغ العُرْبُ بالبلاغَةِ والإسْلامِ
أَوْجًا أَعْيَا عَلَى كَيْوانِ
لَبِسوا شَمْسَ دَوْلةِ الفُرْسِ تاجًا
وَمَضَوْا في مَغافِرِ الرومان
وَجَرَوْا يَنْشرون في الأرْضِ هَدْيًا
مِنْ سَنا العِلْمِ أو سَنا القُرآن
لا تَضِلُّ الشُّعُوبُ مِصْبَاحُها العِلمُ
يُؤاخِيهِ راسِخُ الإيمانِ
وقال جبران خليل جبران:
أمة العرب ذاقت الهوان أحقابا
طوالا والهون مر المذاق
كيف تنسى فضل المنادين بالوحدة
والواضعين للميثاق
والأولى أفنوا العزائم في ربط
الأواخي وفي التماس الوفاق
قال أحمد محرم:
أمم العروبة جاء يومك فاعلمي
وإلى مكانك فانهضي وتقدمي
ضمي القوى وتجمعي في وحدة
عربية تحمي اللواء وتحتمي
أمم العروبة لا نجاة لمدبر
يبغي النجاة ولا حياة لمحجم
كوني جميعا فالتفرق لم يزل
مذ كان من نذر القضاء المبرم
وقال محمد الفراتي:
أبني العروبةِ والمعالي غادةٌ
تصبو لها الأكفاءُ والأندادُ
فامضُوا سراعاً للمعالي جُهْدَكُمْ
ما زالَ فيكمْ للعُلا استعدادُ
ودعُوا التكاسلَ في الحياةِ وجاهدوا
إِن الحياةَ تكافحٌ وجهادُ
وامشُوا على سننِ الجدودِ فأنتم
لسوادِ شعبكم غداً قُوَّادُ
وقال عبد الله البردوني:
عروبة اليوم أخرى لا ينم على
وجودها اسم ولا لون ولا لقب
تسعون ألفاً لـ(عمورية) اتقدوا
وللمنجم قالوا: إننا الشهب
قيل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا
نُضج العناقيد, لكن قبلها التهبوا
واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا
نضجاً, وقد عصر الزيتون والعنبُ
تنسى الرؤوسُ العوالي نار نخوتها
إذا امتطاها إلى أسياده الذنب
وقال أحد الشعراء:
إن العروبة والفصحى يشدهما
من عهد يعرب أفعال وأسماء
قومية تجمع الأوطان أو لغة
فيها عن المجد إفصاح وإضفاء
لا ينهض الشعب حتى يستقيم له
من البلاغة تعبير وإنشاء
مضى الفحول كبارا في مواهبهم
أشعارهم صحف في الدهر غراء
اقرأ أيضًا: أبيات شعر قصيرة عن المروءة.
قصائد عن العرب والعروبة
قصيدة: تقدم أيها العربي شوطا
الشاعر: معروف الرصافي
أرى مستقبل الأيام أولى
بمَطْمَح من يحاول أن يسودا
فما بلغ المقاصد غيرُ ساع
يردّد في غدٍ نظراً سديدا
فَوَجِّه وجه عزمك نحو آت
ولا تَلفِت إلى الماضين جيدا
وهل أن كان حاضرنا شقيّاً
نسود بكون ماضينا سعيدا
تقدّم أيها العربيّ شوطاً
فإن أمامك العيش الرغيدا
وأسّس في بنائك كل مجدٍ
طريف واترك المجد التليدا
فشرّ العالمين ذوو خُمول
إذا فاخرتهم ذكروا الجدودا
وخير الناس ذو حسب قديمٍ
أقام لنفسه حسباً جديدا
تراه إذا ادعى في الناس فخراً
تقيم له مكارمُه الشهودا
فدعني والفخارَ بمجد قوم
مضى الزمن القديم بهم حميدا
قد ابتسمت وجوه الدهر بيضاً
لهم ورأيننا فعبسن سودا
وقد عهدوا لنا بتراث ملك
أضعنا في رعايته العهودا
وعاشوا سادة في كل أرض
وعشنا في مواطننا عبيدا
إذا ما الجهل خيّم في بلاد
رأيت اسودها مُسِخَت قرودا
قصيدة: قلبت طرفي في الشعوب فلم أجد
الشاعر: محمد الفراتي
قَّلبْتُ طرفي في الشعوبِ فلم أجدْ
كالعُربِ شعباً راضياً بجمودِه
ريانَ من صدأ الخمولِ بمدنهِ
ظمآنَ من شظفِ الحياةِ بيده
متقطعُ الأوصالِ منفصمُ العُرى
فسلِ الجدودَ النكدَ عن توحيدِه
مستسلمٌ لأجنبيِّ مروعٌ
بحريقِ بارقِه وقصفِ رُعودهِ
هيهاتَ يعرفُ ويكَ قيمةَ نفسهِ
من لا يحسُّ وإِن كبا بوجودهِ
أشقى جميعِ الخلقِ في دنياه من
كانتْ بلادُ العربِ منيتَ عُدوهِ
قصيدة: تنبهوا واستفيقوا أيها العرب
الشاعر: إبراهيم اليازجي
تنبهوا واستفيقوا أيُّها العرب
فقد طمى الخطبُ حتّى غاصتِ الرُّكبُ
فيم التعلُّلُ بالآمالِ تخدعكُم
وأنتُم بين راحاتِ الفنا سلُبُ
اللّهُ أكبرُ ما هذا المنام فقد
شكاكُمُ المهد واِشتاقكُمُ الرّبُّ
كم تُظلمون ولستُم تشتكون وكم
تُستغضبون فلا يبدو لكُم غضبُ
ألِفتُم الهون حتّى صار عِندكُمُ
طبعاً وبعضُ طِباعِ المرءِ مُكتسبُ
وفارقتكُم لِطول الذُلِّ نخوَتكُم
فليس يُؤلِمُكُم خسفٌ ولا عطبُ
لِلّهِ صبركُمُ لو أن صبركُمُ
في مُلتقى الخيلِ حين الخيلُ تضطرِبُ
كم بين صبرٍ غدا لِلذُلِّ مُجتلِباً
وبين صبرٍ غدا لِلعزِّ يحتلبُ
فشمِّروا واِنهضوا لِلأمرِ واِبتدِروا
مِن دهرِكم فُرصةً ضنّت بِها الحِقبُ
لا تبتغوا بِالمُنى فوزاً لِأنفُسِكُم
لا يُصدقُ الفوزُ ما لم يصدُقِ الطّلبُ
خلّوا التّعصُب عنكُم واِستووا عُصباً
على الوِئام لدفعِ الظُّلمِ تعتصِبُ
لِأنتمُ الفِئة الكُثرى وكُم فِئةٍ
قليلةٍ تمّ إذ ضمت لها الغلبُ
هذا الّذي قد رمى بِالضّعفِ قوّتكم
وغادر الشّمل مِنكُم وهوَ منشعبُ
وسلّط الجور في أقطارِكُم فغدت
وارضها دون أقطار الملا خِربُ