الحرب هي نزاع مسلح يستخدم فيه القوة العسكرية لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، حيث تسعى إحدى الأطراف أو أكثر إلى فرض إرادتها على الطرف الآخر. قد تتباين الدوافع وراء اندلاع الحروب بشكل كبير، ففي حين قد يسعى قادة الدول إلى تحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية، قد يجد الجنود أنفسهم يقاتلون لأسباب مختلفة كلياً، مثل حماية الوطن أو الدفاع عن الشرف. جمعنا لكم في هذا المقال مجموعة مختارة من أجمل الأبيات الشعرية التي تعبر عن مختلف جوانب الحرب: من وجع الفراق إلى شجاعة المقاتل، ومن خراب الديار إلى أمل السلام.
شعر قصير عن الحرب
قال امرؤ القيس:
الحرب أولّ ما تكون فتية
تسعى بزينتها لكلّ جهول
حتّى إذا اشتعلت وشبّ ضرامها
عادت عجوزاً غير ذات خليل
شمطاء جزّت رأسها وتنكرت
مكروهةً للشّمّ والتقبيل
وقال أبو الطيب المتنبي:
وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما
مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ
وقال أيضًا:
وَما تَنفَعُ الخَيلُ الكِرامُ وَلا القَنا
إِذا لَم يَكُن فَوقَ الكِرامِ كِرامُ
أَذا الحَربِ قَد أَتعَبتَها فَاِلهُ ساعَةً
لِيُغمَدَ نَصلٌ أَو يُحَلَّ حِزامُ
وَإِن طالَ أَعمارُ الرِماحِ بِهُدنَةٍ
فَإِنَّ الَّذي يَعمَرنَ عِندَكَ عامُ
وقال أبو تمام:
وَالحَربُ تَعلَمُ حينَ تَجهَلُ غارَةٌ
تَغلي عَلى حَطَبِ القَنا المَحطومِ
أَنَّ المَنايا طَوعُ بَأسِكَ وَالوَغى
مَمزوجُ كَأسِكَ مِن رَدىً وَكُلومِ
وَالحَربُ تَركَبُ رَأسَها في مَشهَدٍ
عُدِلَ السَفيهُ بِهِ بِأَلفِ حَليمِ
في ساعَةٍ لَو أَنَّ لُقماناً بِها
وَهوَ الحَكيمُ لَصارَ غَيرَ حَكيمِ
وقال مسعود سماحة:
ولا تَلُمِ الجنديَّ يشحذُ سيفَه
ولَمْ قادةً قد سَلَّحوا الجندَ أولا
فلو خُيرَ الجنديُّ لا ستثمَر الثرى
وصاغَ من السيفِ اليماني مِنْجلا
وقال عمر ابن أبي ربيعة:
إنَّ من أَكْبَرِ الكَبَائِرِ عِنْدي
قَتْلَ بَيضَاءَ حُرّة عُطْبُولِ
قُتِلَتْ بَاطِلاً عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ
إنَّ لِلَّهِ دَرَّها مِنْ قَتِيلِ
كُتِبَ القَتْلُ والقِتَالُ عَلَيْنَا
وعلى الغانياتِ جرُّ الذيولِ
وقال زهير بن أبي سلمى:
وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ
وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ
مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً
وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ
فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها
وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ
فَتُنتَج لَكُم غِلمانَ أَشأَمَ كُلُّهُم
كَأَحمَرِ عادٍ ثُمَّ تُرضِع فَتَفطِمِ
فَتُغلِل لَكُم ما لا تُغِلُّ لِأَهلِها
قُرىً بِالعِراقِ مِن قَفيزٍ وَدِرهَمِ
وقال جميل صدقي:
ولقد تزول الحرب عن أرض بها
شبت وتبقى فوقها الأشلاء
تبغي المدافع هدم أية قرية
فلها على شط الفرات رغاء
جرت الدموع على دماء قد جرت
وجرت على تلك الدموع دماء
ورأيت في الصبح الشيوخ جميعهم
يدعون لو نفع الشيوخ دعاء
وقالت الخنساء:
وَمَن ظَنَّ مِمَّن يُلاقي الحُروبَ
بِأَن لا يُصابَ فَقَد ظَنَّ عَجزا
نَعِفُّ وَنَعرِفُ حَقَّ القِرى
وَنَتَّخِذُ الحَمدَ ذُخراً وَكَنزا
وَنَلبَسُ في الحَربِ نَسجَ الحَديدِ
وَنَسحَبُ في السِلمِ خَزّاً وَقَزّا
وقال أوس بن حجر:
إِذا الحَربُ حَلَّت ساحَةَ القَومِ أَخرَجَت
عُيوبَ رِجالٍ يُعجِبونَكَ في الأَمنِ
وَلِلحَربِ أَقوامٌ يُحامونَ دونَها
وَكَم قَد تَرى مِن ذي رُواءٍ وَلا يُغني
اقرأ أيضًا: أقوال الفلاسفة والمشاهير عن الحرب.
شعر عن الحرب والشجاعة
قال صفي الدين الحلي:
سَلي الرِماحَ العَوالي عَن مَعالينا
وَاِستَشهِدي البيضَ هَل خابَ الرَجا فينا
إِنّا لَقَومٌ أَبَت أَخلاقُنا شَرَفاً
أَن نَبتَدي بِالأَذى مَن لَيسَ يُؤذينا
بيضٌ صَنائِعُنا سودٌ وَقائِعُنا
خُضرٌ مَرابِعُنا حُمرٌ مَواضينا
وقال العباس بن مرداس:
أَشُدَّ عَلى الكَتيبَةِ لا أُبالي
أَحتَفي كانَ فيها أَم سِواها
وَلي نَفسٌ تَتوقُ إِلى المَعالي
سَتَتلِفُ أَو أُبَلِّغُها مُناها
وقال نور الدين السالمي:
أسعد الأقوام في الحرب البطل
الذي لم يدر أصلا ما الفشل
وأعز الناس من ليس يرى
مكسبا غير المعالي بالأسل
وأذل الخلق بل أشقاهم
من إذا نودي نادى بالعلل
أنا لا أستطيع نصرا لكم
أنا أخشى الموت أو أرجو أمل
وقال عنترة بن شداد:
أَنا في الحَربِ العَوانِ
غَيرُ مَجهولِ المَكانِ
أَينَما نادى المُنادي
في دُجى النَقعِ يَراني
وقال أيضًا:
دَعوني أُوَفّي السَيفَ في الحَربِ حَقَّهُ
وَأَشرَبُ مِن كاسِ المَنِيَّةِ صافِيا
وَمَن قالَ إِنّي سَيِّدٌ وَاِبنُ سَيِّدٍ
فَسَيفي وَهَذا الرُمحُ عَمّي وَخالِيا
وقال أيضًا:
وَسَلي الفَوارِسَ يُخبِروكِ بِهِمَّتي
وَمَواقِفي في الحَربِ حينَ أَطاها
وَأَزيدُها مِن نارِ حَربي شُعلَةً
وَأُثيرُها حَتّى تَدورَ رَحاها
وقال أيضًا:
إِذا كَشَفَ الزَمانُ لَكَ القِناعا
وَمَدَّ إِلَيكَ صَرفُ الدَهرِ باعا
فَلا تَخشَ المَنيَّةَ وَاِلقَيَنها
وَدافِع ما اِستَطَعتَ لَها دِفاعا
وَلا تَختَر فِراشاً مِن حَريرٍ
وَلا تَبكِ المَنازِلَ وَالبِقاعا
وقال أبو الطيب المتنبي:
إِذا اِعتادَ الفَتى خَوضَ المَنايا
فَأَهوَنُ ما يَمُرُّ بِهِ الوُحولُ
وَمَن أَمَرَ الحُصونَ فَما عَصَتهُ
أَطاعَتهُ الحُزونَةُ وَالسُهولُ
وقال عبد الله البردوني:
مـا أصدق السيف إن لم ينضه الكذب
وأكـذب السيف إن لم يصدق الغضب
بـيض الـصفائح أهـدى حين تحملها
أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها الـغلب
وقال أبو فراس الحمداني:
فَلا تَصِفَنَّ الحَربَ عِندي فَإِنَّها
طَعامِيَ مُذ بِعتُ الصِبا وَشَرابي
وَقَد عَرَفَت وَقعَ المَساميرِ مُهجَتي
وَشُقَّقَ عَن رُزقِ النُصولِ إِهابي
وَلَجَّجتُ في حُلوِ الزَمانِ وَمُرِّهِ
وَأَنفَقتُ مِن عُمري بِغَيرِ حِسابِ
وقال حفني ناصف:
ومن سارت به للحرب خيل
فخير من تقهقره الولوج
وقال سعد بن مالك:
يا بؤس للحرب التي
وضعت أراهط فاستراحوا
والحرب لا يبقى لجاحمها
التخيل والمراح
إلا الفتى الصبار في النجدات
والفرس الوقاح
وقال عمرو بن معد يكرب:
قومٌ إذا لَبِسُوا الحديدَ
تَنَمَّرُوا حَلَقا وقِدَّا
كلُّ امرئٍ يجري إلى
يوم الهِياجِ بما استعَدَّا
نازلتُ كَبشَهُمُ ولم
أرَ من نِزالِ الكبش بُدَّا
هم يَنذُرونَ دمي وأنذُرُ
إِن لقيتُ بأن أَشُدَّا
كم من أخٍ ليَ صالحٍ
بَوّأتُهُ بيدَيَّ لَحدا
ما إِن جَزِعتُ ولا هَلِعتُ
ولا يَرُدُّ بُكايَ زَندا
أَلبستُهُ أَثوابَه
وخُلقتُ يومَ خُلِقتُ جَلدا
أُغني غَنَاء الذاهبينَ
أُعَدُّ للأَعداءِ عَدَّا
ذَهَبَ الذين أُحِبُّهم
وبقيتُ مثلَ السيفِ فَردا
وقال أحد الشعراء:
ظلت تشجعني هند بتضليل
وللشجاعة خطب غير مجهول
هاتي شجاعا لغير القتل مصرعه
أو جدل ألاف جبان غير مقتول
الحرب توسع من يصلى بها حربا
يتم العيال وإثكال المثاكل
وقال آخر:
خلق الله للحروب رجالا
ورجالا لقصعة وثريد
اقرأ أيضًا: شعر الزير سالم في الحرب.
شعر حزين عن الحرب
قال إيليا أبو ماضي:
حَربٌ أَذَلَّ بِها التَمدُّنُ أَهلُهُ
وَجَنى الشُيوخُ بِها عَلى الشُبّانِ
سَحَقَ القَوِيُّ بِها الضَعيفَ وَداسَهُ
وَمَشى عَلى أَرضٍ مِنَ الأَبدانِ
بِئسَ الوَغى يَجني الجُنودُ حُتوفَهُم
في ساحِها وَالفَخرُ لِلتيجانِ
ما أَقبَحَ الإِنسانَ يَقتُلُ جارَهُ
وَيَقولُ هَذي سُنَّهُ العِمرانِ
بَلِيَ الزَمانُ وَأَنتَ مِثلَكَ قَبلَهُ
يا شِرعَةً قَد سَنَّها الجِدّانِ
فَالقاتِلُ الآلافِ غازٍ فاتِحٌ
وَالقاتِلُ الجاني أَثيمٌ جانِ
لا حَقَّ إِلّا ما تُؤَيِّدُهُ الظُبى
ما دامَ حُبُّ الظُلمِ في الإِنسانِ
وقال مصطفى الغلاييني:
لا يهيجُ الحروبَ إِلا فسادٌ
في نفوسِ السواسِ والأمراءِ
طمعٌ في الفتوحِ تُسفحُ فيه
غالياتُ الدماءِ سَفْحَ الماءِ
درهمٌ عندَ سيدِ القومِ أغلى
من جيوشٍ يَسُوقُها للفناءِ
ما أرى هذه الجنودَ تذوقُ
الموتَ إِلا لشهوةِ الأمراءِ
وقال أبو البقاء الرندي:
كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم
قَتلى وَأَسرى فَما يَهتَزَّ إِنسانُ
ماذا التَقاطعُ في الإِسلامِ بَينَكُمُ
وَأَنتُم يا عِبَادَ اللَهِ إِخوَانُ
وقال علي الجارم:
إنما الحرب لعنة الله في الأرض
وشر بمن عليها أريدا
ذكرتنا جهنما كلما ألقي
فوج صاحت تريد المزيدا
أمم تلتقي صباحا على الموت
لتستقبل المساء همودا
شهوات تدمر الأرض كي تحيا
وتجتاح أهلها لتسودا
قد رأينا الأسود تقنع بالقوت
فليت الرجال كانت أسودا