- قصيدة: إياك والخمر فهي خالبة
- قصيدة: الأمر أيسر مما أنت مضمره
- قصيدة: من لي أن أقيم في بلد
- قصيدة: رأيت قضاء الله أوجب خلقه
- قصيدة: لا تفرحن بفأل إن سمعت به
- قصيدة: الله لا ريب فيه وهو محتجب
- قصيدة: إذا شئت أن يرضى سجاياك ربها
- قصيدة: ما الثريا عنقود كرم ملاحي
- قصيدة: إذا ما عراكم حادث فتحدثوا
- قصيدة: عيوبي إن سألت بها كثير
- قصيدة: إن الأعلاء إن كانوا ذوي رشد
- قصيدة: إذا كان رعبي يورث الأمن فهو لي
- قصيدة: إن يصحب الروح عقلي بعد مظعنها
- قصيدة: يسوسون الأمور بغير عقل
- قصيدة: أطل صليب الدلو بين نجومه
- قصيدة: قال المنجم والطبيب كلاهما
- قصيدة: إن مازت الناس أخلاق يعاش بها
- قصيدة: لو كنتم أهل صفو قال ناسبكم
- قصيدة: لعمرك ما غادرت مطلع هضبة
- قصيدة: قد اختل الأنام بغير شك
أبو العلاء المعري، هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، وهو أديب وشاعر ولغوي وفيلسوف عربي، ولـد في عام 363 هجرية الموافق 973 ميلادي في مدينة المعرة (معرة النعمان) تقع جنوبي إدلب في سوريا، وتوفي عام 449 هجرية الموافق 1057 ميلادي. فقد بصره في الرابعة من العمر نتيجة لأصابته بمرض الجدري، قال الشعر في سن مبكرة وهو ابن الثانية عشرة من عمره. اشتهر بآرائه وفلسفته المثيرة للجدل في وقته، وهاجم عقائد الدين، ورفض مبدأ أن الإسلام أو أي دين آخر يمتلك الحقائق التي يزعمها حيث اعتبر مقال الرسل زورا. كذلك كان نباتيا يدعم حقوق الحيوان. أفضل قصائد أبو العلاء المعري، في ما يلي جمعنا لكم أجمل عشرين قصيدة للشاعر أبو العلاء المعري:
قصيدة: إياك والخمر فهي خالبة
إيّاكَ والخمرَ فهي خالبةٌ
غالبةٌ خابَ ذلك الغَلَبُ
خابيةُ الرّاح ناقةٌ حفَلَت
ليس لها غيرَ باطلٍ حلَبُ
أشأمُ من ناقةِ البَسوس على الناسِ
وإن يُنَلْ عندها الطلب
يا صالِ خَفْ إن حلَبت دِرّتها
أن يترامى بدائِها حَلَبُ
أفضلُ مما تضمُّ أكؤسُها
ما ضُمّنتَه العِساسُ والعُلَبُ
اقرأ أيضًا: شعر الإمام الشافعي.
قصيدة: الأمر أيسر مما أنت مضمره
الأمرُ أيسرُ مِمّا أنت مُضمِرُهُ
فاِطرح أذاك ويَسِّر كُلّ ما صعُبا
ولا يسُرُّك إن بُلِّغتهُ أملٌ
ولا يهُمُّك غِربيبٌ إذا نعبا
إن جدّ عالمُك الأرضيُّ في نبإٍ
يغشاهُمُ فتصوّر جِدّهُم لعِبا
ما الرأيُ عِندك في ملكٍ تدينُ لهُ
مِصرٌ أيَختارُ دون الراحةِ التعبا
لن تستقيم أُمورُ الناسِ في عُصُرٍ
ولا اِستقامت فذا أمناً وذا رعِبا
ولا يقومُ على حقٍّ بنو زمنٍ
مِن عهدِ آدم كانوا في الهوى شُعبا
اقرأ أيضًا: أجمل أشعار علي بن أبي طالب.
قصيدة: من لي أن أقيم في بلد
من ليَ أن أُقيم في بلدٍ
أُذكرُ فيهِ بِغيرِ ما يجِبُ
يُظنُّ بيَ اليُسرُ والديانةُ والعِلمُ
وبيني وبينها حُجُبُ
كُلُّ شُهوري عليّ واحِدةٌ
لا صفرٌ يُتّقى ولا رجبُ
أقررتُ بِالجهلِ واِدّعى فهمي
قومٌ فأمري وأمرُهُم عجبُ
والحقُّ أنّي وأنّهُم هدرٌ
لستُ نجيباً ولا هُمُ نُجُبُ
والحالُ ضاقت عن ضمِّها جسدي
فكيف لي أن يضُمّهُ الشجبُ
ما أوسع الموت يستريحُ بِهِ
الجِسمُ المُعنّى ويَخفُتُ اللجبُ
اقرأ أيضًا: أجمل قصائد إيليا أبو ماضي.
قصيدة: رأيت قضاء الله أوجب خلقه
رأيتُ قضاء اللهِ أوجب خلقهُ
وعاد عليهِم في تصرُّفِهِ سلبا
وقد غلب الأحياء في كُلِّ وُجهةٍ
هواهُم وإن كانوا غطارِفةً غُلبا
كِلابٌ تغاوَت أو تعاوَت لِجيفةٍ
وأحسبُني أصبحتُ ألأمها كلبا
أبينا سِوى غِشِّ الصُدورِ وإنّما
ينالُ ثواب اللهِ أسلمُنا قلبا
وأيّ بني الأيّامِ يحمدُ قائِلٌ
ومن جرّب الأقوام أوسعهُم ثلبا
قصيدة: لا تفرحن بفأل إن سمعت به
لا تفرحنّ بِفألٍ إن سمِعت بِهِ
ولا تطيّر إذا ما ناعِبٌ نعبا
فالخطبُ أفظعُ مِن سرّاء تأمُلُها
والأمرُ أيسرُ مِن أن تُضمِر الرُعُبا
إذا تفكّرت فِكراً لا يُمازِجُهُ
فسادُ عقلٍ صحيحٍ هان ما صعُبا
فاللُبُّ إن صحّ أعطى النفس فترتها
حتّى تموت وسمّى جِدّها لعِبا
وما الغواني الغوادي في ملاعِبِها
إلّا خيالاتُ وقتٍ أشبهت لُعبا
زيادةُ الجِسمِ عنّت جِسم حامِلِهِ
إلى التُرابِ وزادت حافِراً تعبا
اقرأ أيضًا: أفضل قصائد أبو فراس الحمداني.
قصيدة: الله لا ريب فيه وهو محتجب
اللهُ لا ريب فيهِ وهوَ مُحتجِبٌ
بادٍ وكُلٌّ إلى طبعٍ لهُ جذبا
أهلُ الحياةِ كإخوانِ المماتِ
فأهوِن بِالكُماةِ أطالوا السُمر والعذبا
لا يَعلمُ الشريُ ما ألقى مرارتهُ
إليهِ والأريُ لم يشعُر وقد عذُبا
سألتُموني فأعيَتني إجابتُكُم
من اِدّعى أنّهُ دارٍ فقد كذِبا
قصيدة: إذا شئت أن يرضى سجاياك ربها
إذا شِئت أن يرضى سجاياك ربُّها
فلا تُمسِ مِن فِعلِ المقاديرِ مُغضبا
فإنّ قُرون الخيلِ أولتك ناطِحاً
وإنّ الحُسام العضب لقّاك أعضبا
خضبت بياضاً بِالصبيبِ صبابةً
بيضاء عدّتك البنان المُخضّبا
وما كان حبلُ العيشِ إلّا مُعلّقاً
بِعُروَةِ أيّامِ الصِبا فتقضّبا
اقرأ أيضًا: أجمل أشعار عنترة بن شداد العبسي.
قصيدة: ما الثريا عنقود كرم ملاحي
ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحيٌّ
ولا الليلُ يانعٌ غِربيبُ
ونأى عن مُدامةٍ شفقَ التغريبِ
فليتّقِ المليكَ اللبيبُ
طالَ ليلٌ، كأنّما قتلَ العقربَ
ساطٍ فغابَ عنها الدّبيب
سلكَ النّجدَ في قِطار المنايا
قَطَرِيٌّ ونَجدةٌ وشَبيبُ
شبّ فِكرُ الحصيفِ ناراً فما
يحسُنُن، يوماً بعاقل تشبيبُ
أين بقراطُ والمقلِّدُ جالينوسَ؟
هيهاتَ أن يعيشَ طبيبُ
سُبّبَ الرّزقُ للأنام فما يقطعُ
بالعجز ذلك التسبيب
وجرى الحتفُ بالقضاءِ فما
يسلَمُ ليثٌ ولا غزالٌ ربيب
يطلُعُ الوافدُ المبغَّضُ والعيشُ
إلى هذه النفوس حبيب
خَبَّبَتْها عليه نُكدُ الرزايا
فنبا عن قلوبها التّخبيب
اقرأ أيضًا: أشعار المتنبي: أجمل قصائد أبو الطيب المتنبي.
قصيدة: إذا ما عراكم حادث فتحدثوا
إذا ما عراكُم حادِثٌ فتحدّثوا
فإنّ حديث القومِ يُنسي المصائِبا
وحيدوا عنِ الأشياءِ خيفة غيِّها
فلم تُجعلِ اللذاتُ إلّا نصائِبا
وما زالتِ الأيّامُ وهيَ غوافِلٌ
تُسدِّدُ سهماً لِلمنيّةِ صائِبا
قصيدة: عيوبي إن سألت بها كثير
عُيوبي إن سألت بِها كثيرٌ
وأيُّ الناسِ ليس لهُ عُيوبُ
ولِلإنسانِ ظاهِرُ ما يراهُ
وليس عليهِ ما تُخفي الغُيوبُ
يجُرّون الذُيول على المخازي
وقد مُلِئت مِن الغِشِّ الجُيوبُ
وكيف يصولُ في الأيّامِ ليثٌ
إذا وهتِ المخالِبُ والنُيوبُ
قصيدة: إن الأعلاء إن كانوا ذوي رشد
إنّ الأعِلّاء إن كانوا ذوي رشدٍ
بِما يُعانون مِن داءٍ أطِبّاءُ
وما شفاك مِن الأشياءِ تطلُبُها
إلّا الألِبّاءُ لو تُلفى الألِبّاءُ
نفِرُّ مِن شُربِ كأسٍ وهيَ تتبعُنا
كأنّنا لِمنايانا أحِبّاءُ
قصيدة: إذا كان رعبي يورث الأمن فهو لي
إذا كان رُعبي يورِثُ الأمن فهوَ لي
أسرُّ مِن الأمنِ الّذي يورِثُ الرُعبا
ألم تر أنّ الهاشِميّين بُلِّغوا
عِظام المساعي بعدما سكنوا الشِعبا
وكان الفتى كعبٌ تخيّر لِلسُرى
أخا النِمرِ فاِستدنى إلى أجلٍ كعبا
وإنّي رأيتُ الصعب يركبُ دائِماً
مِن الناسِ من لم يركبِ الغرض الصعبا
قصيدة: إن يصحب الروح عقلي بعد مظعنها
إن يصحبِ الروح عقلي بعد مظعنِها
لِلموتِ عنّيَ فأجدِر أن ترى عجبا
وإن مضت في الهواءِ الرحبِ هالِكةً
هلاك جِسميَ في تُربي فواشجبا
الدينُ إنصافُك الأقوام كُلّهُمُ
وأيُّ دينٍ لِأبي الحقِّ إن وجبا
والمرءُ يُعيَيهِ قودُ النفسِ مُصبِحةً
لِلخيرِ وهوَ يقودُ العسكر اللجِبا
وصومُهُ الشهر ما لم يجنِ معصيَةً
يُغنيهِ عن صومِهِ شعبان أو رجبا
وما اِتّبعتُ نجيباً في شمائِلِهِ
وفي الحِمامِ تبِعتُ السادة النُجُبا
واِحذر دُعاء ظليمٍ في نعامتِهِ
فرُبّ دعوَةِ داعٍ تخرُقُ الحُجُبا
قصيدة: يسوسون الأمور بغير عقل
يَسوسون الأُمور بِغيرِ عقلٍ
فيَنفُذُ أمرُهُم ويُقالُ ساسه
فأُفّ مِن الحياةِ وأُفّ مِنّي
ومِن زمنٍ رِئاستُهُ خساسه
قصيدة: أطل صليب الدلو بين نجومه
أطلّ صليبُ الدلوِ بين نُجومِهِ
يكُفُّ رِجالاً عن عِبادتِها الصُلبا
فربُّكُمُ اللهُ الّذي خلق السُهى
وأبدى الثُريّا والسِماكينِ والقلبا
وأنحل بدر التمِّ بعد كمالِهِ
كأنّ بِهِ الظلماء قاصِمةٌ قُلبا
وأدنى رِشاءً لِلعِراقي ولم يكُن
شريعاً إذا نصّ البيانُ ولا خِلبا
وصوّر ليث الشُهبِ في مُستقرِّهِ
ولو شاء أمسى فوق غبرائِهِ كلبا
وألقى على الأرضِ الفراقِد فاِرتعت
مع الفرقدِ الوَحشيِّ ترتقِبُ الألبا
وأهبط مِنها الثور يكرُبُ جاهِداً
فتعلق ظلفيهِ الشوابِكُ والهُلبا
وأضحت نعامُ الجوِّ بعد سُموِّها
سُدىً في نعامِ الدوِّ لا تأمن الغُلبا
وأنزل حوتاً في السماءِ فضمّهُ
إلى النونِ في خضراء فاِعترف السُلبا
وأسكن في سُكٍّ مِن التُربِ ضيِّقٍ
نُجوم دُجىً في شبوَةٍ أبت الثلبا
قصيدة: قال المنجم والطبيب كلاهما
قال المُنجِّمُ والطبيبُ كِلاهُما
لا تُحشرُ الأجسادُ قُلتُ إليكُما
إن صحّ قولُكُما فلستُ بِخاسِرٍ
أو صحّ قولي فالخُسارُ عليكُما
طهّرتُ ثوبي لِلصلاةِ وقبلهُ
طُهرٌ فأين الطُهرُ مِن جسديكُما
وذكرتُ ربّي في الضمائِرِ مُؤنِساً
خلدي بِذاك فأوحِشا خلديكُما
وبكرتُ في البردينِ أبغي رحمةً
مِنهُ ولا تُرعانِ في بُرديكُما
إن لم تعُد بيَدي منافِعُ بِالّذي
آتي فهل مِن عائِدٍ بيَديكُما
بُردُ التقيِّ وإن تهلّل نسجُهُ
خيرٌ بِعِلمِ اللهِ مِن بُرديكُما
قصيدة: إن مازت الناس أخلاق يعاش بها
إن مازتِ الناسُ أخلاقٌ يُعاشُ بِها
فإنّهُم عِند سوءِ الطبعِ أسواءُ
أو كان كُلُّ بني حوّاء يُشبِهُني
فبِئس ما وُلِدت في الخلقِ حوّاءُ
بُعدي مِن الناسِ بُرءٌ مِن سقامِهِمُ
وقُربُهُم لِلحِجى والدينِ أدواءُ
كالبيتِ أُفرِد لا ايطاء يُدرِكُهُ
ولا سنادٌ ولا في اللفظِ إقواءُ
نوديت ألوَيت فاِنزِل لا يُرادُ أتى
سيري لِوى الرملِ بل لِلنبتِ إلواءُ
وذاك أنّ سواد الفودِ غيّرهُ
في غُرّةٍ مِن بياضِ الشيبِ أضواءُ
إذا نُجومُ قتيرٍ في الدُجى طلعت
فلِلجُفونِ مِن الإشفاقِ أنواءُ
قصيدة: لو كنتم أهل صفو قال ناسبكم
لو كُنتُمُ أهل صفوٍ قال ناسِبُكُم
صفويّةٌ فأتى بِاللفظِ ما قُلِبا
جُندٌ لِإبليس في بدليس آوِنةً
وتارةً يحلِبون العيش في حلبا
طلبتُمُ الزاد في الآفاقِ مِن طمعٍ
واللهُ يوجدُ حقاً أينما طُلِبا
ولستُ أعني بِهذا غير فاجِرِكُم
إنّ التقيّ إذا زاحمتهُ غلبا
كالشمسِ لم يدنُ مِن أضوائِها دنسٌ
والبدرُ قد جلّ عن ذمٍّ وإن ثُلِبا
وما أرى كُلّ قومٍ ضلّ رُشدُهُمُ
إلّا نظير النصارى أعظموا الصُلُبا
يا آل إسرال هل يُرجى مسيحُكُمُ
هيهات قد ميّز الأشياء من خُلِبا
قُلنا أتانا ولم يُصلب وقولُكُمُ
ما جاء بعدُ وقالت أُمّةٌ صُلِبا
جلبتُمُ باطِل التوراةِ عن شحطٍ
ورُبّ شرٍّ بعيدٍ لِلفتى جُلبا
كم يُقتلُ الناسُ ما همُّ الّذي عمدت
يداهُ لِلقتلِ إلّا أخذُهُ السلبا
بِالخُلفِ قام عمودُ الدينِ طائِفةٌ
تبني الصُروح وأُخرى تحفُرُ القُلُبا
قصيدة: لعمرك ما غادرت مطلع هضبة
لعمرُك ما غادرتُ مطلِع هضبةٍ
مِن الفِكرِ إلّا واِرتقيتُ هِضابها
أقلُّ الّذي تجني الغواني تبرُّجٌ
يُري العين مِنها حليها وخِضابها
فإن أنت عاشرت الكعاب فصادِها
وحاوِل رِضاها واِحذرن غضابها
فكم بكرت تسقي الأمرّ حليلها
مِن الغارِ إذ تسقي الخليل رُضابها
وإنّ حِبال العيشِ ما علِقت بِها
يدُ الحيِّ إلّا وهيَ تخشى اِنقِضابها
قصيدة: قد اختل الأنام بغير شك
قد اِختلّ الأنامُ بِغيرِ شكٍّ
فجدّوا في الزمانِ وألعبوهُ
وظنّوا أنّ بوه الطيرِ صقرٌ
بِجهلِهِمُ وأنّ الصقر بوهُ
ووَدّوا العيش في زمنٍ خؤونٍ
وقد عرفوا أذاهُ وجرّبوهُ
ويَنشأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا
على ما كان عوّدهُ أبوهُ
وما دان الفتى بِحِجىً ولكِن
يُعلِّمُهُ التديُّن أقربوهُ
وطِفلُ الفارِسيِّ لهُ وُلاةٌ
بِأفعالِ التمجُّسِ درّبوهُ
وضمّ الناس كُلُّهُمُ هواءٌ
يُذلِّلُ بِالحوادِثِ مُصعِبوهُ
لعلّ الموت خيرٌ لِلبرايا
وإن خافوا الردى وتهيّبوهُ
أطاعوا ذا الخِداعِ وصدّقوهُ
وكم نصح النصيحُ فكذّبوهُ
وجاءتنا شرائِعُ كُلّ قومٍ
على آثارِ شيءٍ رتّبوهُ
وغيّر بعضُهُم أقوال بعضٍ
وأبطلتِ النُهى ما أوجبوهُ
فلا تفرح إذا رجّبت فيهِم
فقد رفعوا الدنيّ ورجّبوهُ
وبدّل ظاهِر الإسلامِ رهطٌ
أرادوا الطعن فيهِ وشذّبوهُ
وما نطقوا بِهِ تشبيب أمرٍ
كما بدأ المديح مُشبِّبوهُ
وَيُذكرُ أنّ في الأيّامِ يوماً
يقومُ مِن التُرابِ مُغيِّبوهُ
وما يحدُثُ فإنّا أهلُ عصرٍ
قليلٌ في المعاشِرِ مُنجِبوهُ
صحِبنا دهرنا دهراً وقِدماً
رأى الفُضلاءُ أن لا يصحبوهُ
وغيظ بِهِ بنوهُ وغيظ مِنهُم
فعذّب ساكِنيهِ وعذّبوهُ
ومِن عاداتِهِ في كُلِّ جيلٍ
غذاهُ أن يقِلّ مُهذّبوهُ
أساء بِغيِّهِ أدباً عليهِم
فهل مِن حيلةٍ فيُؤدِّبوهُ
وما يخشى الوَعيد فيوعِدوهُ
ولا يرعى العِتاب فيُعتِبوهُ
وهل تُرجى الكرامةُ مِن أوانٍ
وقد غلب الرِجال مُغلّبوهُ
وهل مِن وقتِهِم أبغى وأطغى
على أيِّ المذاهِبِ قلّبوهُ
أجلّوا مُكثِراً وتنصّفوهُ
وعابوا من أقلّ وأنّبوهُ
ولم يرضوا لِما سكنوهُ شيداً
إلى أن فضّضوهُ وأذهبوهُ
فإن يأكُلُهُم أسفاً وحِقداً
فقد أكل الغزال مُربِّبوهُ
وتِلك الوَحشُ ما جادوا عليها
بِعُشبٍ غِبّ ندٍّ عشّبوهُ
يسورُ الكلبُ مُجتهِداً إليها
ويَحظى بِالقنيصِ مُكلِّبوهُ
رجوا أن لا يخيب لهُم دُعاءٌ
وكم سأل الفقيرُ فخيّبوهُ
وما شأنُ اللبيبِ بِغيرِ سِلمٍ
وإن شهِد الوَغى مُتلبِّبوهُ
ألظّوا بِالقبيحِ فتابعوهُ
ولو أمروا بِهِ لتجنّبوهُ
نهاهُم عن طِلابِ المالِ زُهدٌ
ونادى الحِرصُ ويبكُمُ اِطلُبوهُ
فألقاها إلى أسماعِ غُثرٍ
إذا عرفوا الطريق تنكّبوهُ
سعوا بين اِقتِرابٍ واِغتِرابٍ
يموتُ بِغصّةٍ مُتغرِّبوهُ
غدوا قوتاً لِمِثلِهُمُ تساوى
خبيثوهُ لديهِ وأطيَبوهُ
مضت أُممٌ على شرخِ الليالي
إذا عمدوا لِعقدٍ أرّبوهُ
وكم تركوا لنا أثراً مُنيفاً
يعودُ بِآيَةٍ مُتأوِّبوهُ
لقد عمروا وأقسمتِ الرزايا
لبِئس الرهطُ رهطٌ خرّبوهُ
فإمّا عاث فيهِ حاسِدوهُ
وإمّا غالهُ مُتكسِّبوهُ
وَلِلأرمينِ خطبٌ مُستفيضٌ
يعومُ بِلُجِّهِ مُتعجِّبوهُ
ولو قدروا على إيوانِ كِسرى
لساموهُ الردى وتعقّبوهُ
وقد منّوا بِرِزقِ اللهِ جهلاً
كأنّهُمُ لِباغٍ سبّبوهُ
إذا أصحابُ دينٍ أحكموهُ
أذالوا ما سِواهُ وعيّبوهُ
وقد شهِد النصارى أنّ عيسى
توّختهُ اليَهودُ ليَصلِبوهُ
وقد أبهوا وقد جعلوهُ ربّاً
لِئلّا ينقصوهُ ويَجدُبوهُ
تمُجُّ قُلوبُهُم ما أودِعتهُ
لِسوءٍ في الغرائِزِ أُشرِبوهُ
أضاعوا السِرّ لمّا اِستحفظوهُ
وقد صانوا الأديم وسرّبوهُ
لهُم نسبُ الرغامِ وذاك طُهرٌ
ولم يطهُر بِهِ مُتنسِّبوهُ
ونُبِّئ في بني يعقوب موسى
بِشرعٍ ما تخلّص مُتعبوهُ
وقد نضتِ النواظِرُ كُلّ عامٍ
وأترابُ السعادةِ مُتربوهُ
على حجرٍ لهُم تهوي جِبالٌ
ولم يستعفِ ذنباً مُذنِبوهُ
ودون الأبيَضِ المُشتارِ زُغبٌ
لواسِبُ عُقنهُم أن يلبسوهُ
وقد ركِب الّذين مضوا سبيلاً
إلى عليائِهِم لم يركبوهُ
وحبلُ العيشِ مُنتكِثٌ ضعيفٌ
ونِعم الرأيُ أن لا تجذُبوهُ
وما فعلوا ولكِن باكروهُ
بِأسبابِ الحِمامِ فقضّبوهُ
فمِن سيفٍ ومِن رُمحٍ وسهمٍ
ونصلٍ أرهفوهُ وذرّبوهُ
وما دفعت عنِ الملِكِ المنايا
مقانِبُهُ ولا مُتكتِّبوهُ
حسِبتُم يا بني حوّاء شيئاً
فجاءكُمُ الّذي لم تحسِبوهُ
وجيرانُ الغريبِ مُبغِضوهُ
إلى جُلّاسِهِم ومُحبِّبوهُ
فإن يولوا قبيحاً يذكُروهُ
وإن يحبوا يُشيعوا ما حبوهُ
تقولُ الهِندُ آدمُ كان قِنّاً
لنا فسرى إليهِ مُخبِّبوهُ
أولئِك يحرِقون الميت نُسكاً
ويُشعِرُهُ لُباناً مُلهِبوهُ
ولو دفنوهُ في الغبراءِ جاءت
بِما يسعى لهُ مُتألِّبوهُ
أُديل الشرُّ مِنكُم فاِحذروهُ
ومات الخيرُ مِنكُم فاِندُبوهُ