أبيات شعرية عن العدو
قال أبو الطيب المتنبي:
لا يخدعنّك مِن عدوٍّ دمعُهُ
واِرحم شبابك مِن عدوٍّ ترحمُ
وَمِن العداوَةِ ما ينالُك نفعُهُ
ومِن الصداقةِ ما يضُرُّ ويُؤلِمُ
وقال ابن خاتمة الأندلسي:
عدوّك دارِهِ ما استطعت حتّى
يعود لديك كالخِلِّ الشّفيقِ
فما في الأرضِ أردى من عدوٍّ
ولا في الأرضِ أجدى من صديقِ
وقال أيضًا:
قاتِل عِداك وضارِبهُم بِمكرُمةٍ
تسمو لها لا بِبيْضِ الهِندِ والأسلِ
فلِلفضائلِ طعنٌ في صُدورِهِمُ
مِن دونِ موْقِعِهِ طعنُ القنا الذُّبُلِ
قال الإمام علي بن أبي طالب:
عِلمي غزيرٌ وأخلاقي مُهذبةٌ
ومن تهذّب يروي عن مُهذِّبِهِ
لو رُمتُ ألف عدوٍّ كُنتُ واجِدهُم
ولو طلبتُ صديقاً ما ظفرتُ بِهِ
وقال أيضًا:
عدوُّ صديقي داخِلٌ في عداوَتي
وإنّي لِمن ودّ الصّديق ودودُ
فلا تقترِب مِنّي وأنت عدوُّ من
أُصادِقُهُ فالخيْرُ مِنك بعيدُ
وقال أبو فراس الحمداني:
لم أُؤاخِذك بِالجفاءِ لِأنّي
واثِقٌ مِنك بِالوَفاءِ الصحيحِ
فجميلُ العدوِّ غيرُ جميلٍ
وقبيحُ الصديقِ غيرُ قبيحِ
وقال علي البسامي:
عدوك ذو العقل أبقى عليك
من الجاهل الوامق الأحمق
وذو العقل يأتي جميل الأمور
ويقصد للأرشد الأرفق
وقال أبو الفتح البستي:
إذا شئت أن تلقى عدوّك راغِماً
وتقتلهُ غمّاً وتحرقهُ همّا
فسامِ للعُلى وازدد من العلمِ إنّهُ
منِ ازداد عِلماً زاد حاسدهُ غمّاً
وقال أيضًا:
لا يستخِفّنّ الفتى بعدوِّهِ
أبداً وإن كان العدوُّ ضئيلا
إنّ القذى يُؤذي العُيون قليلُهُ
ولرُبّما جرح البعوضُ الفيلا
وقال أيضًا:
احذر عدوك مرة
واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق
فكان أعرف بالمضرة
وقال أيضًا:
عليك بإظهار التجلّد للعدى
ولا تظهرن منك الذبول فتحقرا
أما تنظر الريحان يشمم ناضرا
ويطرح في البيدا إذا ما تغيّرا
وقال أبو حيان الأندلسي:
عِداتي لهُم فضلٌ عليّ ومِنّةٌ
فلا أذهب الرحمنُ عنّي الأعاديا
همُ بحثوا عن زلّتي فاجتنبتُها
وهُم نافسوني فاكتسبت المعاليا
وقال الشريف المرتضى:
تجاف عنِ الأعداءِ بُقياً فربّما
كُفيت فلم تُجرح بنابٍ ولا ظُفرِ
وَلا تبرِ مِنهُم كلّ عودٍ تخافُهُ
فإنّ الأعادي ينبُتون مع الدّهرِ
وقال أسامة بن منقذ:
لا تأمن كيد العدوِّ
فأمنُ كيدِهمُ غرر
كن منه إن كان القويّ
أو الضعيف على حذر
وقال ابن الرومي:
عدوُّك مِن صديقِك مُستفادٌ
وأقلِل ما استطعت مِن الصِّحابِ
فإنّ الدّاء أكثرُ ما تراهُ
يكونُ مِن الطّعامِ أوْ الشّرابِ
وقال أبو العلاء المعري:
يَقولُ لك العقلُ الّذي بيّن الهُدى
إذا أنت لم تدرأ عدوّاً فدارِهِ
وَقبِّل يد الجاني الّذي لست واصِلاً
إلى قطعِها واِنظُر سُقوط جِدارِهِ
وقال أيضًا:
أعدى عدوٍّ لِاِبنِ آدم نفسُهُ
ثُمّ اِبنُهُ وافاهُ يهدِمُ ما بنى
هاتيك تأمُرُهُ بِكُلِّ قبيحةٍ
ودعاهُ ذاك لِأن يضنّ ويَجبُنا
وقال أيضًا:
جالِس عدوّك تعرِف من تُكاتِمُهُ
يبدو القِلى في حديثِ القومِ والمُقلِ
فخالِفِ الناس ترشُد كُلّما نطقوا
فاِصمُت حميداً وإن هُم أنصتوا فقُلِ
وقال القيرواني:
اختر لنفسك من تعادي
كاختيارك من تصادق
إن العدو أخو الصديق
وإن تخالفت الطرائق
وقال إبراهيم نفطويه:
إذا ما لأرض جانبها الأعادي
وطاب الماء فيها والهواء
وساعد من تحب بها وتهوى
فتلك الأرض طاب بها النواء
وقال علي بن الجهم:
بلاءٌ ليس يُشبِهُهُ بلاءٌ
عداوَةُ غيرِ ذي حسبٍ ودينِ
يُبيحُك مِنهُ عِرضاً لم يصُنهُ
ويَرتعُ مِنك في عِرضٍ مصونِ
وقال منصور الكريزي:
إذا أنت عاديْت امرِءًا بعد خُلّةٍ
فدع في غدٍ لِلعوْدِ والصُّلحِ موضِعًا
فإنّك إن نابذت من زلّ زلّةً
ظللت وحيدا لم تجِد لك مفزعًا
وقال ابن بشر المروزي:
كُلُّ العداوَةِ قد تُرجى إماتتُها
إلاّ عداوَة من عاداك مِن حسدِ
فإنّ في القلبِ مِنها عُقدةً عُقِدت
وليْس يفتحُها راقٍ إلى الأبدِ
وقال أبو دلف:
أطيب الطيبات قتلُ الأعادي
واختيالٌ على متونِ الجيادِ
ورسولٌ يأتي بوعد حبيبٍ
وحبيبٌ يأتي بلا ميعادِ
وقال أحد الشعراء:
لا تحقرن عدوا في مخاصمة
ولو يكون ضعيف البطش والجلد
فللبعوضة في الجرح المديد يد
تنال ما قصرت عنه يد الأسد
وقال آخر:
إذا وترت امرأً فاحذر عداوَتهُ
من يزرع الشّوْك لا يحصُد بِهِ عِنبا
إنّ العدوّ وإن أبدى مُسالمةً
إذا رأى مِنك يوْمًا فُرصةً وثبا
اقرأ أيضًا: حكم وأقوال عن الكره والكراهية.
بيت شعر عن الأعداء
وقال أبو الطيب المتنبي:
وَمِن نكدِ الدُنيا على الحُرِّ أن يرى
عدوّاً لهُ ما مِن صداقتِهِ بُدُّ
وقال أيضًا:
يُخفي العداوَة وهيَ غيرُ خفيّةٍ
نظرُ العُدوِّ بِما أسرّ يبوحُ
وقال أيضًا:
وَأتعبُ من ناداك من لا تُجيبُهُ
وأغيَظُ من عاداك من لا تُشاكِلُ
وقال ابن الرومي:
ولا يرى الظُّلم والعُدوان فاعِلُهم
إلّا إذا رابه ظُلمٌ وعُدوانُ
وقال طرفة بن العبد:
تعارفُ أرواحُ الرِجالِ إذا اِلتقوا
فمِنهُم عدوٌّ يُتّقى وخليلُ
وقال البحتري:
إذا عدوُّك لم يُظهِر عداوته
فما يضرُّك إن عاداك إسرارا
وقال أبو الفتح البستي:
فإن لقيت عدوّاً فالقهُ أبداً
والوَجهُ بالبِشرِ والإشراقِ غضّانُ
وقال محمد الشوكاني:
وَكفِّ يدِ العُدوانِ عن كُلِّ مُسلِمٍ
سِوَى ما أتى في شرعِ ربِّ العوالِمِ
وقال خليل مطران:
جاهد عدوك ما استطعت جهاده
أما أخاك فما استطعت فسالم
اقرأ أيضًا: أجمل ما قيل في الحرب: أبيات شعر قصيرة عن الحرب.
شعر قصير عن العدو والأعداء
قال أبو الطيب المتنبي:
فلا تغرُرك ألسِنةٌ موالٍ
تُقلِّبُهُنّ أفإدةٌ أعادي
وَكُن كالموتِ لا يرثي لِباكٍ
بكى مِنهُ ويَروي وهوَ صادِ
فإنّ الجُرح ينفِرُ بعد حينٍ
إذا كان البِناءُ على فسادِ
وقال عمر بن الوردي:
احذر عدوك والمعاند مرة
واحذر صديق الصديق سبع مرار
فالأصدقاء لهم بسرك خبرة
ولهم به سبب إلى الإضرار
واصبر على الأعداء صبر مدبر
قد أظهر الإقبال في الإدبار
وقال ابن زنجي البغدادي:
فكم من عدوٍّ مُعلِنٍ لك نُصحه
علانيةً والغِشُّ تحت الأضالِعِ
وكم من صديقٍ مُرشِدٍ قد عصيته
فكنت له في الرُّشدِ غير مُطاوِعِ
وما الأمرُ إلّا بالعواقِبِ إنّها
سيبدو عليها كُلُّ سِرٍّ وذائِعِ
وقال القروي:
أبغضت أعدائي فلم
أتعب ببغضي غير قلبي
وحببتهم فأرحته
وربحتهم وسررت ربي
حبي لنفسي عائد
لا فضل لي أبدا بحبي
وقال أيضًا:
لا يخدعنك من ضد مسايرة
فالماء وهو حميم يطفئ النارا
ودر ودار الورى تأمن غوائلهم
ما أخطأ الحوم من دارى ومن دارا
من قابل الشر بالإحسان أعقمه
أولا فقد أعقب الشرير أشرارا
إن العدو الذي ترديه منبعث
في شخص ألف عدو يطلب الثارا
اقرأ أيضًا: أجمل ما قيل في الشعر عن الظلم: أبيات شعر قصيرة عن الظلم.
وقال الشريف المرتضى:
لا تحقرن من العدو صغيرة
واردد مكيدة من تراه يكيد
إن الحسود هو العدو وإنما
ستروا قبائحه فقيل حسود
لولا الصلاح بأن يعاقب مجرم
ما كان وعد مطمع ووعيد
وقال أيضًا:
من كان لا ترضيه منك مودّةٌ
فاِحذر عداوته بكلّ طريقِ
فعدوُّ ما تولاهُ غيرُ مُغيّرٍ
وحسودُ ما تُعطاهُ غيرُ مفيقِ
وإذا طلبت مودّةً ترضى بها
لم تُلفِها من بين كلّ فريقِ
وقال المغيرة بن حبناء:
إذا أنت عاديت اِمرأً فاِظّفر لهُ
على عثرةٍ إن أمكنتك عواثِرُه
إذا المرءُ أولاك الهوان فأولِهِ
هواناً وإن كانت قريباً أواصِرُه
وَقارِب إذا ما لم تجِد لك حيلةً
وصمِّم إذا أيقنت أنّك عاقِرُه
قال صالح بن عبد القدوس:
والق عدوَّك بالتّحيَّةِ لا تكن
مِنهُ زمانك خائفا تترقّبُ
واحذرهُ يوما إن أتى لك باسما
فاللّيْثُ يبدو نابُه إذ يغضبُ
إن الحقود وإن تقادم عهده
فالحقدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغيَّبُ
وقال آخر:
وَمن يبغِ أو يسعى على الناسِ ظالِماً
يقع غير شكٍّ لِليَدينِ ولِلفمِ
أنصفت مظلومًا فأنصِف ظالمًا
في ذلة المظلوم عذرُ الظالمِ
من يرض عدوانًا عليه يضيره
شرٌّ من العادي عليه الغانمِ
وقال أبو أذينه:
وأنصف الناس في كل المواطن من
سقى المعادين بالكأس الذي شربا
وليس يظلمهم من راح يضربهم
بحد سيف به من قبلهم ضربا
والعفو إلا عن الأكفاء مكرمة
من قال غير الذي قد قلته كذبا
وقال أبو الفتح البستي:
توقّ مُعاداة الرِّجالِ فإنّها
مُكدِّرةٌ للصّفوِ من كُلِّ مشربِ
فلا تستثِر حرباً وإن كنت واثِقاً
بشدّةِ رُكنٍ أو بقوّةِ منكِبِ
فلن يشرب السمّ الزُّعاف أخو حجا
مُدِلاًّ بِترياقٍ لديهِ مُجرّبِ
وقال القاضي التنوخي:
إلق العدوّ بِوَجهٍ لا قُطوب بهِ
يكادُ يقطُرُ من ماءِ البشاشاتِ
فأحزمُ الناسِ من يلقى أعاديَه
في جسم حِقدٍ وثوبٍ من موَدّات
ألصبرُ خيرٌ وخيرُ القول أصدقُهُ
وكثرةُ المزح مفتاحُ العداوات
وقال ابن نباته السعدي:
ولا تحقرن عدوا رماك
وإن كان في ساعديه قصر
فإن الحسام يحز الرقاب
ويعجز عما تنال الإبر
وينفع في الروع كيد الجبان
كما لا يضر الشجاع الحذر
وقال أبو سعد المخزومي:
عدوٌ راح في ثوب صديق
شريك في الصبوح وفي الغبوق
له نظر الشفيق بمقلتيه
وليس وراءه نظر الشفيق
له وجهان ظاهره ابن عم
وباطنه ابن زانية عتيق
يسرك معلناً ويسوء سراً
كذاك يكون أبناء الطريق
وقال علي بن مقرب:
ولا تتوهم أن إكرامك العدا
سخاء وأن العز ضيم الأقارب
لعمرك ماعز امرؤ ذل قومه
ولا جاد من يعطي عطية راهب
واحسب لشر العدا من قبل موقعه
فربما جاء أمر غير محتسب
ولا تؤخر فعلا صالحا لغد
فكم غد يومه غاد ولم يؤب
وقال الطغرائي:
جامل عدوّك ما استطعت فإنهُ
بالرِفقِ يُطمعُ في صلاح الفاسدِ
واحذر حسودك ما استطعت فإنه
إن نِمت عنه فليس عنك براقدِ
إن الحسود وإن أراك توَدُّداً
منه أضرُّ من العدوِّ الحاقدِ
ولربّما رضيَ العدوُّ إذا رأى
منك الجميل فصار غير معاندِ
ورِضا الحسودِ زوالُ نعمتِك التي
أوتيتها من طارفٍ أو تالدِ
فاصبِر على غيظِ الحسودِ فنارُهُ
ترمي حشاهُ بالعذابِ الخالدِ
أو ما رأيت النار تأكلُ نفسها
حتى تعود إلى الرّمادِ الهامدِ
تضفو على المحسود نعمة ربِّهِ
ويذوبُ من كمدٍ فُؤادُ الحاسدِ